الغزالي والإتجاهات الفكرية الأربعة..

استعرض حجة الإسلام - الغزالي - مختلف تيارات عصره خلال حياته وانتهى به المطاف لإعتناق إحداها؛ وهم ما يلي..

١-جماعة المتكلمين:

هم من يطلق عليهم علماء الكلام...يتمحور دورهم في الدفاع عن العقيدة إبتداء من التسليم بالخالق والوحي المنزل؛ وهو دفاع إن اقنع المؤمن فهو لا يقنع غير المؤمن وكانت نشأته للجدال بين ما اختلفت فيه الفرق الإسلامية.

٢-جماعة الباطنية:

تستند حجتهم إلي النقل والتناقل مرتبطة بزعم باطل بإن ما ينتاقلونه من علم مأخوذ من إمام معصوم...وبذلك تستقر حجتهم إلى أساس بالي.

٣-الفلاسفة:

عندما ساورت الغزالي الشكوك في بداية حياته اتجه لدراسة الفلسفة وآراء الفلاسفة شرقاً وغرباً؛ وألف كتابه "مقاصد الفلاسفة" وفيه لخص مسائل الفلسفة دون تعرض لنقدها ليترك ذلك لكتابه الشهير "تهافت الفلاسفة" ويقر فيه أنه بالرغم مما للفلاسفة من فضل في تثقيف الناس بعلوم برهانية كالرياضيات والطبيعيات في جوانب لا تخالف الدين؛ إلا أنه خالفهم وأبطل رائيهم -من وجهة نظره - في قضايا ثلاث أساسية (نظرية قدم العالم - والقول أن الله يعلم الكليات وحدها دون الجزئيات - إنكار بعث الأجساد).

4-جماعة المتصوفة:

تلك هي الجماعه التي اعتنق الغزالي فكرها في أواخر أيامه؛ وهم الذين لا يجدون في الأقيسة العقلية أداة صالحة لمعرفة الحق، بل الأداة الصالحة عندهم هي الحدس أو الذوق الباطني وبالتالي كان مؤمنا بالصوفية التأملية رافضاً الصوفية الفلسفية.