بحراكهم الإبداعي أشبال المسلم الواعد أناروا القلوب و العقول بالعلم و المعرفة

لعله من أجمل اللحظات أن نرى أطفالاً بعمر الورود، وهم يحثون الخُطى لإعلاء كلمة الله تعالى بعدة فعاليات متنوعة تهدف إلى توعية العقول، و تبصرت القلوب بالعلم، و المعرفة، و الفكر الإسلامي الذي جاءت به رسالة الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وقد أصبح فيما بعد المنهاج لكل مَنْ اهتدى بتلك الرسالة الشريفة، و التي تستمد عطاءها من كتب السماء المقدسة، فقد جسد أشبال مشروع المسلم الواعد تلك الخصلة الحسنة، وهم يقدمون الكلمات الطيبة، و النورانية التي صاغها المحقق الأستاذ الصرخي الحسني في بيانه رقم 69، وتحت عنوان محطات في مسير كربلاء الذي أعطى فيه جملة من القضايا المهمة في سبيل تحقيق السير الصحيح بطريق الخلاص من الفتن، و نيرانها المستعرة في زماننا هذا، بالإضافة إلى أنها تعطي الدروس القيمة، و العبر الحكيمة لكل مَنْ شدَّ الرحال قاصداً بوجهته تجديد العهد، و الولاء مع سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) هذا بطبيعة الحال إذا أراد أن يكون حسينياً بالقول، و الفعل لا بلقلقة لسان، فهؤلاء الصبية الأحرار آلوا على أنفسهم إلا أن يكونوا مصداقاً حقيقياً واقعياً لرجال خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف، و تنهى عن المنكر في زمنٍ كثرت فيه أعاصير الفساد الأخلاقي، و الانحراف الفكري، و السقوط في مهاوي الرذيلة بشتى أشكالها، و التي أثرت سلباً على طبقة الشباب حينما هيأت له كافة الظروف الملائمة لانخراطه في تلك المستنقعات القذرة، فبدأ شباب، و أشبال هذا المشروع بالتصدي لهذه الأفكار الضالة و الشبهات الفاسدة، و العقائد المنحطة بكل ما يملكون من قدرات علمية، و أدوات فكرية و حوارات توعوية تهدف إلى نشر الصورة المشرقة للإسلام حينما قطفت ثمارها الصالحة، و حققت الكم الهائل من النتائج الناجحة في محاربة الفكر المنحرف، و تجفيف منابعه الفكرية بواسطة الردود العلمية، و النقاشات الفكرية، فتحقق لهم ما يسعون إليه، وكانت تلك المواقف الناجعة تنبع من معين العلم، و المعرفة، و الفكر المتين لشيخ المحققين الصرخي الذي قدم لهم كل ما من شأنه أن يسهل الطريق عليهم من خلال رفدهم بالمحاضرات العلمية، و البيانات الفكرية المدعمة بالأدلة الدامغة التي تلجم المقابل، و تلزمه الحجة بضرورة الإقرار بفساد بضاعته، ومن أبرز تلك الحقائق العلمية ما جاء في بيانه الآنف الذكر فقال المحقق الأستاذ ما نصه :}وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب، والمجالس، والمحاضرات، واللطم، والزنجيل والتطبير، والمشي، والمسير الى كربلاء، والمقدسات هل جعلنا ذلك، ومارسناه، وطبقناه على نحو العادة، والعادة فقط، وليس لأنه عبادة، وتعظيم لشعائر الله تعالى، وتحصين الفكر، والنفس من الانحراف، والوقوع في الفساد، والإفساد، فلا نكون في إصلاح، ولا من أهل الصلاح، والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد، ولا مع جدّه الصادق الأمين (عليهما الصلاة والسلام (.{ انتهى .

بقلم محمد جاسم الخيكاني