إستيقظت باكرا، لكن شعرت بعدم الرغبة في مغادرة الفراش فقد نمت في باحة المنزل و هواء الفجر بارد و منعش و يجعلني أتشبث بالفراش ، تذكرت حلما راودني البارحة ، دارت أحداثه في البرازيل ذلك البلد الرائع و الشاسع عندي فيه ذكريات حلوة ، الشعب البرازيلي شعب مطحون تقريبا مثل الشعب المصري في ضروف عيشه لكنهم لا يتذمرون كثيرا و إذا غبت عن أحدهم مدة و عدت لمقابلته لا يسألك لماذا لم تتصل به أو يقول لك “أيها الوغد نسيتنا؟” ، يتصرفون كأنهم لم يودعوك منذ مدة و إذا خسر أحدهم عمله فإنه يدعو أصدقائه و يقيمون حفلة و يبدأ مباشرة في البحث عن عمل من جديد فلا يبكي على الأطلال مثلما درسونا في سنوات الثانوي ، فكل الشعراء الذين درسناهم يبدؤون بالبكاء على الأطلال فأذكر

“يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ، أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها، عَيّتْ جواباً، وما بالرَّبعِ من أحدِ….”

و “قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها وقيعانها كأنه حبَّ فلفل كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ”

فيبدو أن واضعي البرامج التعليمية يريدوننا أن نكون سلبيين فهم يرسلون أبنائهم للتعلم في أوروبا و أمريكا و يعالجون خارج البلد فبوتفليقة يعالج في فرنسا و حسني مبارك في ألمانيا و جمال عبد الناصر عالج في روسيا و يقال أنهم وضعوه في الغرفة التي يوضع فيها رواد الفضاء بعد عودتهم من مهماتهم لذلك قبل وفاته كان يبدو أكثر تألقا…

خرجت عن النص يا قارئي العزيز....

فحتى تحفز نفسك و تطرد الكسل و الإحباط عليك أن تفكر في شيء جميل تريد أن يتحقق حين تستيقظ باكرا و تذهب لمدرستك أو جامعتك أو عملك، كما أنه من المستحب مراجعة أهدافك كذلك إجعل عادة صباحية تحبها مثل الركض ففي إحدى سنوات دراستي الجامعية كنت أستيقظ مبكرا لأمارس رياضة الركض خاصة و أنني كنت أسكن بجانب ميدان سباق الخيل في مدينة القصر السعيد ، أو القراءة لمدة ساعة أو قراءة القرآن أو الذكر و الدعاء ، مع العلم أن الجسد ينتج هرمونا في الصباح(

يساعد على مقاومة الألم لذلك فأحسن وقت للذهاب لطبيب الأسنان هو الصباح الباكر كما أن الذين يستيقضون باكرا لا يمتلكون بطونا كبيرة .

عندنا مثل يقول أن الملك المكلف بتوزيع الأرزاق يأتي باكرا لذلك من يستيقظ باكر سيحصل على نصيب جيد من الرزق ففي الحديث النبوي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

«اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا»

نسيت أن أكمل الحلم فقد قاتلت عصابة من قطاع الطرق فأمطرتهم بوابل من الرصاص تارة من مسدسي السميث و طورا من رشاشي ال AK47 و قد كانت هناك إمرأة جميلة في ساحة النزال و قد بقيت تكرر هذه الجملة

تذكرت يوما في في إحدى المدن حين قطع علينا شابان مزطولان الطريق أنا و صالح و نزعوا منا هواتفنا و مبلغ 300 دينار و قد كان أحدهم يصوب مسدسه نحونا وبعد أن غادرنا نزع الأمان عن المسدس فقد كان يرفعه في وجوهنا و هو غير جاهز لإطلاق فلو أجهزنا عليه لإنتزعناه منه لكن في ذلك البلد تختلف الأوضاع و تصبح الشجاعة تهورا فلو ضربناه فيجب علينا قتله(لا أحب العنف لكن للضرورة أحكامها) و إلا سيجمع أبناء حيه (ما أسهل كلمة هات الكلاشن عندهم )ثم يبدؤون بالقتل العشوائي لكل من يحمل جنسيتنا لذلك كنا نقوم بضبط أنفسنا إلى أقصى حد.

على كل يختلف الحلم عن الواقع.

فإنهض و سر في سبيل الحياة فمن نام لن تنتظره الحياة

فكيف تمنح نفسك التحفيز الذاتي؟