«أرجوك لا تفهمنى بسرعة!»

عفوًا عزيزي القارئ، فالجملة ليست موجهة بشكل مباشر لك، إحتجاجًا على سوء فهم أو شيء شبيه لذلك.. أنما هو عنوان المسلسل الأذاعي الوحيد الذي قدمه العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» بصوته للإذاعة المصرية.

شارك معه البطولة، نجلاء فتحي، وكان أول ظهور لها على الإطلاق، وعادل أمام، وسمير صبري، وعماد حمدي، وماجدة الخطيب، وأشرف عبدالغفور، وزوزو ماضي، ونظيم شعراوي، وأحمد مرعي. من تأليف الكاتب الراحل محمود عوض، وإخراج محمد علوان، وكتب له الأغاني محمد حمزة، ولحنها محمد الموجي، وبليغ حمدي، ومنير مراد.


الطريف في القصة، ليست ندرة المسلسل، وأنما قصة إذاعته لأول مرة، فقد بدأت الإذاعة المصرية في إذاعته على إذاعة الشرق الأوسط، لكنه لم يبث بشكل كامل في المرة الأولى.

حيث عرض فى شهر رمضان المبارك عام 1973، وما هي إلا أيام حتى قامت حرب أكتوبر، في العاشر من رمضان، وبالطبع وقفت الإذاعة المسلسل، والأولوية كانت لمتابعة أخبار الجبهة، لذا تم تأجيل إذاعته لصيف العام التالى.


وإليكم مجموعة صور من كواليس تسجيل المسلسل في مبني الإذاعة والتليفزيون:

ويُعد المسلسل من روائع التمثيليات الإذاعية، وتدور قصته حول فساد السلطة وصراع النفوذ والمال، وما قد يشوبه بالتبعية من فساد أهل الفن والأدب، والإعتقالات السياسية وزج الأبرياء في غياهب السجون، فالعمل كان إسقاط على فترة حكم عبدالناصر وقضية الفساد الكبرى وقتها لجهاز المخابرات بقيادة صلاح نصر.

تبدأ الأحداث من «سامي» الشاب المطلق الحالم، الذي يرغب في دخول عالم الكتابة والتأليف، وخلال محاولاته لتحيق حلمه، يتعرف على فنانة صاحبة نفوذ والتي بدوره تحبه، وتحاول إيذاء صديقته وحبيبته «ليلى» وتضطرها إلى ترك العمل، لتتوالى الأحداث حتى يتم إعتقال «سامي» في قضية سياسية ملفقة له، وهنا تتعير مجرى الأحداث.


ويقال أن القصة في الأساس كتبت للسينما، لكن تقرر تقديمها للإذاعة كجس نبض للجمهور، لمعرفة هل سيتقبل عبدالحليم في فيلم ذو أجواء سياسية وليست رومانسية ككل أفلامه، فقد كان مشرروع حليم السينمائي هو الأفلام ذات الإسقاط السياسي، حتى إنه تعاقد على تحويل رواية «لا» لمصطفي أمين، وهي عمل يندرج في نفس التصنيف.

كل هذا جعل عبد الحليم وقتها يشترط في تعاقده مع الإذاعة أن يحتفظ بحق إنتاج القصة سينمائيًا كفيلم فيما بعد، لكن المرض لم يسعفه إذ توفى في 30 مارس عام 1977.


وفي النهاية، حليم لم يحن مطرب، بل كان حالة غنائية فريدة، وبما أنه تمُر علينا اليوم (30 مارس) الذكرى الـ 42 لرحيل العندليب، أدعوكم لسماع هذا المسلسل النادر، عبر هذا الرابط:

(

https://soundcloud.com/adel...