في مسلسل "بتوقيت 2028"، تجد داليدا نفسها بين زمنين: 2026 حيث تعيش حاضرها، و2028 حيث تواجه مستقبلًا يوشك أن ينهار. لكن هذه ليست مجرد قصة حب وخيانة، بل تجربة تتجاوز حدود الزمن، وتضعنا أمام سؤال محوري: هل حياتنا تسير على خط واحد، أم أننا نعيش وسط شبكة من المسارات المتوازية، يتغير مسارنا فيها مع كل قرار نتخذه؟ المسلسل لا يكتفي بسرد الأحداث، بل يعرض لنا كيف أن كل لحظة قد تكون نقطة تحول، وكيف أن محاولة الهروب من ألم الحاضر قد تفتح بابًا لألم أكبر في المستقبل. في هذا السياق، يشبه "بتوقيت 2028" المسلسل الألماني "Dark"، حيث تتسبب بوابة زمنية في قلب حياة الشخصيات رأسًا على عقب، وتكشف أن الزمن ليس مجرد تسلسل، بل شبكة معقّدة من الاحتمالات. لنتخيّل أن كل قرار صغير نتخذه اليوم – حتى لو بدا تافهًا – قد يرسم نسخة مختلفة تمامًا من مستقبلنا، لنتساءل حول مدى حريتنا في اختيار مسار حياتنا، وتصبح محاولتنا لتجنّب الألم هي ما تخلقه في النهاية! المسلسل لا يقدّم إجابة، لكنه يتركنا أمام مرآة: كل واحد فينا لديه تلك اللحظة التي يتمنى لو عاد فيها خطوة للوراء أو اختار طريقًا آخر. "بتوقيت 2028" لا يحكي عن الزمن فقط، بل عننا نحن، وعن تلك اللحظات التي نظن أنها عابرة، بينما هي تصنع مستقبلًا كاملًا.
بتوقيت 2028:أي مسار زمني تختار لو كان الزمن طريقًا متشعبًا؟
كنت قد قرأت يومًا أن القدر يمكن تغييره، لكن ليس كله، بل هناك نوعان من الأقدار: قدر لا يتغير، وهو ما كتبه الله منذ الأزل ولا يتبدل، مثل موعد الموت أو أحداث كبرى لا نملك التحكم فيها، وقدر معلق يمكن أن يتغير بالدعاء أو بالعمل أو بالنية. وهذا المفهوم العميق يجعلني أفكر في مسلسل "بتوقيت 2028" بشكل مختلف، فكل قرار تتخذه داليدا يبدو وكأنه محاولة لتغيير قدر معلق، طريق يمكن أن يتبدل لو اختارت غيره، أو لو كان لديها نية أصدق، أو حتى لو رفعت يدها بدعاء في لحظة صدق.
المسلسل لا يقول لنا أننا نتحكم بكل شيء، لكنه يضعك أمام مرآة، ليذكرنا أن هناك دومًا مساحة لفعل شيء، لتغيير مسار، لتصحيح نية، وأن الدعاء مش بس طلب، هو أداة قوية لتغيير الممكن من أقدارنا، حتى لو لم تستطع تغيير كله، فربما الألم الذي نحاول الهروب منه، هو نفسه الذي كان يمكن أن يُرفع لو سألنا الله بصدق، وربما المسار المظلم الذي نراه أمامنا، لم يكن ليكون كذلك، لو كنا آمنا بأن النية والدعاء والعمل، يغيرون ما هو في متناولنا تغييره.
كلامك جعلني أتوقف وأفكر لأن فكرة القدر المعلق تعطينا شعور بالأمل والمسؤولية في نفس الوقت أحيانًا نعيش ونظن أن كل شيء محسوم فلا نحاول لكن لو فهمنا أن الدعاء والعمل والنية ممكن يغيروا الكثير سنتعامل مع الحياة بشكل مختلف وأظن أن هذا ما يجعل "بتوقيت 2028" مميز لأنه يعكس واقعنا نحن أيضًا كل خيار نأخذه قد يفتح باب جديد أو يغلق آخر وهذا يذكرني بمواقف شخصية لما كنت على وشك الاستسلام ثم بدعاء صادق أو قرار بسيط تغيرت حياتي للأفضل وكأن الله فتح لي بابًا لست أتوقعه
فعلاً كلامك لمس نقطة جوهرية أوقات كتير بنفكر إن حياتنا محكومة بسيناريو واحد، لكن فكرة القدر المعلق بتورينا إن في مساحة للاختيار، وإن الدعاء والنية والعمل الصغير ممكن يغير مسار كامل.
يمكن السؤال اللي يخلينا نتعمق أكتر: هل بتفتكر إن الإنسان بيصنع قدره بقراراته، ولا بيكتفي إنه يمشي في الخط المرسوم له؟
ومن تجربتك الشخصية اللي ذكرتيها، إيه أهم قرار صغير حسيتِ إنه غيّر حياتك بشكل كبير؟
كلام مهم جدا وبيفتح باب للتفكير، فكرة القدر المعلق بتخلينا نعيش ما بين اليقين وما بين المسؤولية.
اليقين إن في أمور محسومة لا مفر منها، لكن كمان في مساحة نتحرك فيها بإرادتنا ودعائنا واختياراتنا.
يمكن السؤال اللي يثير النقاش: هل إدراك إن بعض الأقدار معلقة بيخلينا نعيش بوعي أكتر ونتمسك بالأمل؟ ولا ممكن يخلي الإنسان يعيش في صراع دائم بين محاولة التغيير والاستسلام لما هو مكتوب؟
بالفعل أبسط الاختيارات وأصغر القرارات قد تؤثر بشكل كبير ومحوري على حياتنا، لكننا لا ندرك ذلك في وقتها لأننا لا ندرك الصورة الكبيرة.
كما أنه من الطريف إذا عاد الإنسان لاتخذ نفس القرارات دون تغيير لأن اتخاذ القرار يعتمد بالأساس على طريقة تفكير الإنسان وتجاربه وخبراته السابقة فإذا لم يتغيروا فلن تتغير الاختيارات أو النتيجة.
صحيح جدًا 👌 أوقات تغيير تفصيلة صغيرة أو خوض تجربة جديدة ممكن يغيّر طريقة التفكير كلها وبالتالي يغيّر القرارات المستقبلية.
هل حصل معكِ موقف حسيتي فيه إنك عملتي تغيير بسيط لكن تسبب في أن تجربتك تختلف، أو تغيير صغير قادك إلى تغيير كبير؟
المسلسل أعجبني جدا، يعرض أفكار معينىة من خلال أحداث تقع ضمن الخيال العلمي، يعني موضوع المسارات الزمنية المختلفة بالبداية جعلني بحثت كثيرا حوله، ولماذا هذا الاعتقاد نفسه موجود على الساحة، فالعمل خلق حالة من الفضول لدى المشاهدين رأيته على السوشيال ميديا بشكل ملحوظ.
وأعجبني جدا الإسقاط الذي استخدمه الكاتب على واقع حياتنا وحاول توصيله من خلال الأحداث، فمعرفة المستقبل جعلت البطلة حاربت بشكل مختلف ضرها بعد ذلك لأنها رأت المستقبل من زاوية معينة، وأدى بها لنفس النتيجة في النهاية، فنحن من نقرر كيف سيكون مستقبلنا بالنهاية من خلال أفعالنا بالحاضر أو تأثير حاضرنا على مستقبلنا
كلامك مهم جدا فعلًا فكرة إن البطلة عرفت المستقبل لكن هذا لم يمنع النتيجة، يجعلنا نسأل: هل المشكلة كانت في معرفتها للمستقبل ولا في طريقة تعاملها مع المعرفة دي؟
وكمان بيطرح سؤال أكبر: لو كان عندنا فرصة نعرف جزء من مستقبلنا، هل فعلاً هنقدر نغيّره؟ ولا مجرد معرفتنا هتخلينا نقع في نفس المصير بطريقة مختلفة؟
التعليقات