الممثل (عامر خان) هو مدرب كرة سلة غير منضبط يتم القبض عليه بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، ليُجبَرعلى أداء خدمة مجتمعية بتدريب فريق من أصحاب الهمم، فيكتشف من خلالهم دروسًا غير متوقعة عن الحياة ، وبالحياة الفعلية مررت بتجربة تعلمت منها الكثير ، من خلال دعوة أحد الأصدقاء المتحمسين لواحدة من الأنشطة الخيرية التابعة لدار من أصحاب الاحتياجات دخلت هذا العالم لأقوم بعمل برنامج ترفيهي للأطفال فيما يشبه نادي للسينما مع بعض المسابقات ، وفي حقيقة الأمر كنت أتعامل مع الموضوع بنوع من أن هذا عمل خيري سأخصص له بعض الوقت وينتهي الأمر ، تدريجياً أندمجت في هذا العالم لسبب لم أتوقعه نظرات الحب لدي الأطفال هناك والاحتياج الشديد لي .. صحيح أنني كنت أنفر (لطبيعة شخصية) من أن يقترب أحد من مساحتي الشخصية بشدة، لكن الطريقة الساذجة والمقتحمة التي يفعلون بها ذلك تجعلك لا تملك سوى التعلق بهم بل وإعادة أكتشاف ذاتك من خلال ما تقوم به ، أتذكر تعاون بعض الأطفال لإغلاق باب الدار ومنعي من الخروج لقضاء وقت إضافياً معهم، وهو ما فعلت ألغيت أرتباطتي وأصبحت أخصص يوم لهم أسبوعياً ، رغم أن الدار بعيدة جداً عن منزلي، ولكن كنت أستمتع بالرحلة التي تعلمت الكثير، وأدركت مشكلة وسط كل هذا، في الحقيقة كل أهتمامات المجتمع من مخصصات لذوي الاحتياجات شكلية .. كل شيء ، وكل فاعلية تقوم بمنطق أداء الواجب بأفضل الأحوال، أصحاب الاحتياجات يعانوا معاملة سيئة جداً في أغلب الفاعليات و دوار الرعاية وتهميش ونهب لحقوقهم ولولا بعض المبادرات الشكلية من الدولة لكانوا في حال أسوأ بكثير .. هما ببساطة بشر أنقياء للغاية ربما حتى أفضل منا في الكثير من التفاصيل فكيف نضمن لهم أبسط حقوقهم مثل عيش حياة تتوفر فيها أبسط الحقوق الطبيعية ،باختصار كيف نتعامل مع قضايا ذو الاحتياجات بجدية؟
كيف نتعامل مع قضايا ذو الاحتياجات بجدية؟ Sitaare Zameen Par (2025)
برأيي يجب أن نمنحهم فرصًا حقيقية ونستمع إلى أصواتهم، ونتجنب أي تصرف قد يؤذي مشاعرهم أو يجعلهم يشعرون بالنقص، كما أنه من المهم جدًا أن نستغل وسائل الإعلام والدراما لتقديم نماذج واقعية إيجابية تعكس قدراتهم وقيمتهم، فهذا يساعد في تغيير النظرة المجتمعية ويعزز احترامهم ودمجهم في المجتمع، وبالتعامل معهم بصدق وود وبدون تعقيد أو تعاطف مبالغ فيه، نستطيع أن نوفر لهم بيئة تحترم كرامتهم وتضمن لهم حياة كريمة ومتساوية، وهذا هو جوهر التعامل الجاد والمسؤول مع قضاياهم.
أتعتقدين أن هذه الأمور لا تحدث في مجتمعك؟ أي منها يحدث وأي منها لا يحدث؟
من رأيي أعتقد أن هناك الكثير من المبادرات والحملات والمدارس التي تعتني بهم فعلا، وهناك الكثير من المسلسلات والأفلام الجديدة التي ترفع وعينا بهم، هذا ما أشاهده من حولي.
نعم أؤيدك في كل أقتراحاتك ولكن المجتمع الخاص بنا لا يتعامل معهم كبشر حقيقين ، بل يتعامل معهم على أنهم حالات خاصة نشفق عليها لبعض الوقت ثم نعود لممارسة حياتنا بعيداً عنهم .. فأنت مثلاً لما تقابلي شخص أندمج مع تلك الحالات وأتخذ شخص منهم كصديق مقرب .. إلا بعض الحالات النادرة والتي يكون أغلبها من مشرفين أو موظفين مسؤلين عن تلك الحالات ويحصلوا على أجر مقابل ذلك .. لكن لا أحد ممن عرفت يتعامل معهم كأشخاص لهم نفس الحقوق .
بصدق أؤمن أن التعامل مع أصحاب الهمم لا يحتاج لمناسبات أو حملات مؤقتة بل يحتاج لقلب يرى الإنسان أولًا قبل أي شيء آخر وأعتقد أن أجمل ما في تجربتك هو أنك خرجت من فكرة أداء واجب إلى مساحة إنسانية أعمق وهذا بالضبط ما نفتقده في مجتمعاتنا كثير من الفعاليات تبدو وكأنها لاستيفاء متطلبات شكلية لا أكثر بينما أصحاب الهمم يحتاجون لمجتمع يحتضنهم بصدق لا لمجرد يوم ترفيهي أظن أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما ندرك أن الاهتمام ليس تفضلا بل حق أصيل
نعم بالفعل أنت محقة يا مي ، لقد قامت الدولة في السنوات الأخيرة بوضع أجندة واضحة للأهتمام بذوي الهمم ، ولكن لم يأخذ منها سوى شكلها .. عروض وفعاليات مبهرة شكلياً على الميديا ، لكن البرامج الحقيقية لا تطبق بل يتم تفعيل بعضاً من تلك الفعاليات كسبوبة لأصحاب الجمعيات ، أم فكرة أحتضان المجتمع وهي العنصر الأهم الذي أتمنى الوصول له من خلال المساهمة ، أن نمنح أهتمام حقيقي .. ليس واجب .. بل حق .. وهناك فرق بين الأثنين .. ولكن طرحك للأقتراح يستوجب سؤال لا يقل أهمية لك أو لأياً من يقرأ : كيف نجعل المجتمع يحتضنهم حقاً ؟
يجب أن يكون هناك ممثل عنهم، في أي مبادرة أو مشروع. لا النظر إليهم كعالة، إن تم تخصيص رصيف لحمايتك من السيارات، فمن حقهم أن يكون مناسبا لحالتهم الجسدية.
لأنهم أصحاب همم
أقتراح ممتاز ، مشكلته الوحيدة أن الناس سوف تتعامل معه من باب الشفقة عندما تكون الأضواء مسلطة عليه ، لن يشعر أحد به حقاً أو يساعده حقاً ويتحول هو لنجم دون القضية ، ونظراً لقدراته العقلية المتوسطة لن يكون بالضرورة على وعي كافي بالحقوق والفروق بين المعاملة المبنية على الشفقة والحب الحقيقي النابع من أهتمام بالقضية حقيقي .. هل فهمت قصدي .. القضية تحتاج لأن يكون لديها أكثر من مجرد ممثلاً لها .. وإن كان وجود متحدث (ذكي نوعاً) ويعبر عن القضية هو أمر شديد الأهمية.
مثل الناشط البيئي الذي يُكرم بميدالية لاكتشافه أن أحد المصانع التي ترمي مخلفاته في الأنهار، وفي العام الثاني يتم بناء مصنع آخر بجواره.
أي أن القضية أصبحت صورية ويستشهد بها في المناسبات فقط.
فإذا كانت الحكومات، تسن القوانين دون رقيب على تطبيقها أو تساهل ، خصوصًا إذا كانت القضية لا تمس نسبة التصويت أي مصالحهم الخاصى، ولا تبح قضية رأي عام ، فعلى المجتمع المدني أن يتدخل بقوة، من باب زيادة الوعي والمحاسبة.
من فتح مناصب للتوظيفإلى تكييف الممرات والمرافق للتلاءم واحتياجاتهم بالإضافة إلى المتابعة القضائية المخالفين.
لكن الأمر الأشد أهمية هو زيادة الوعي لهذه الفئة لا كعلة بل كفرد باستطاعته تقديم أفضل ما لديه.
نعم القضية تلك تصبح سورية وهو ما أحاول قوله دوماً ، فأنا أجد أن فعاليات معظم النظم السياسية في العالم بأكمله هي مجرد فعاليات وأجندات سورية لتمرير مخطاطات أخرى للحكام والنظم (إلا من رحم ربي) وأنا لا أتحدث حتى عن الأنظمة العربية واحدها بل العالم بأكمله، ولكن ذكاء تلك الأنظمة هي جعل تلك الفاعليات محبوكة بشكل أكبر لجعل الشخص البسيط العادي (يصدق) وبالتالي يسير ضمن القطيع... وأعتذر عن تلك النظرة المتشائمة ولكنها مبنية على حقائق يمكن لأي شخص مطلع أو باحث يكتشفها بسهولة.
فإذا كانت الحكومات، تسن القوانين دون رقيب على تطبيقها أو تساهل ، خصوصًا إذا كانت القضية لا تمس نسبة التصويت أي مصالحهم الخاصى، ولا تبح قضية رأي عام ، فعلى المجتمع المدني أن يتدخل بقوة، من باب زيادة الوعي والمحاسبة.
رغم ذكاء المقترح وصدق نيتك في تقديمه ولكن أنا أيضاً أجد هذا مضحكاً لحداً كبير ، هذا لأن الأمر ببساطة يتعدى تلك الفكرة، أنت تتحدث عن مجتمع مدني ، والمجتمع المدني يحتوي على عنصراين فعالين ، هي مجموعة من البشر الذين يمارسون حقوقهم المدنية بوعي كامل ومدفعين عن الحقوق (مهما كلفهم الأمر من تضحيات للوصول لهدفهم) ، والطرف الثاني الأهم من تلك المعادلة(مؤسسات الدفاع المدني) التي تتصدى وتدافع عن حقوق المدنيين والمدافعين عن تلك القضايا، ومنظمات الحقوق المدنية لا يوجد لها تأثير في أرض الواقع أو دعم من أي وسائل إعلامية إلا بهدف واحد عندما تقوم دولة أو جهة خارجية تود زعزعة نظام بالدخل ، فتعمل على إثارة العامة من خلال قضايا حقوقية أياً كان نوعها واستغلال مؤسسات الدفاع المدني والمدافعين عنها بشكل مباشر أو غير مباشر ، لإسقاط الأنظمة ،واستعمار تلك الدولة أو تدمير أقتصادها وفرض عقوبات عليها .. هل ترى ما أشير إليه .. هل ترى تلك الحلقة المفرغة التي نسير فيها؟
إذا لم نستطع زيادة الوعي، عبر أنشطة المجتمع المدني(منضمات، جمعيات، مؤثرين،...) ولا فرض القانون(المتابعة القضائية) ولا أعتقد ان بإبمكانهم القيام بثورة مسلحة
فلا يخرج الحل إلا من هذين المقترحين، الوعي ثم الفعل
أعتقد أن التغيير الرديكالي المبني على الوعي لن يحقق على أرض الواقع شيء يذكر، فأنت أمام ألالات إعلامية لا ترحم تمجد الأنظمة في كل مكان مهما كانت ظالمة .. لأن الأنظمة وضعتها ككلب حراسة أليف ضمن العديد من الكلاب ، أبسط الحقوق المدنية يمكنك ملاحظاتها في (غزة) على سبيل المثال ، وأنت عاجز حتى عن محاكمة سفاحين تم إثبات جرائمهم صوتاً وصورة .. فما بالك بمحاولة أخذ حقوق لطفل من ذوي الهمم (لا يعرف الصورة الحقيقية لهذا العالم) ، الحل بوجهة نظري أو لنقل جزء من الحل يبدأ من الوعي .. أن يعي كل فرض ما له وما عليه .. أن يدافع عن هذا الوعي في حدود التغيير الذي يستطيع القيام به (سلمياً أقصد) بمنطق الواجب الديني الذي يقول: وأدعو لسبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة .. مثلما كان المسلمين في عصرهم الذهبي في التجارة يترك الجميع بضاعته في الأسواق ويذهب للصلاة لا يترك لها حارس سوى الله .. هذا السلوك الذي أذهل الكثير من الغرب بالأخص أهل أسيا وكان سبب في دخول الكثير منهم للإسلام.. الحق سيجد طريقه للقلوب طالما أتبعته وآمنت به.
إنها الإمبريالية،
السفاحين الذين تتحدث عنهم ، تدعمهم أقوى القوة العسكرية عالميا وهي في حد ذاتها لا تهتم بشعبها، بل تدخلهم في صراعات لا طائل منها، بالاضافة إلى الخيانة والتطبيع.
اضافة: طور المسلمون العديد من العلوم ولم يطوروا أسلحة الابادة الشاملة.
------
حديثي هو عن الجماعات الصغيرة ليس إلزاما تغيير شامل، ونحن نتحدث عن أصحاب الهمم، أبسط مثال نحن الآن نتناقش حول الحلول بمجرد ان تجد شخصا مهتما هذا إنجاز.
هل تعرف أن أكثر ما نحتاجه حقاً .. هو تلك النقطة
حديثي هو عن الجماعات الصغيرة ليس إلزاما تغيير شامل، ونحن نتحدث عن أصحاب الهمم، أبسط مثال نحن الآن نتناقش حول الحلول بمجرد ان تجد شخصا مهتما هذا إنجاز.
أن نهتم بالقضايا التي يجب أن تستحق الاهتمام .. أهتمام حقيقي صادق .. أن يكون لك قضية بالحياة (أياً كان نوعها) تمنحها من وقتك وطاقتك وجهدك وأن تقف خلفها بكل ما تستطيع هذا وحده ما يشكل فرق في هذا العالم ..أن يبدأ التغيير منك ولا يقف عندك .. وإن بدأ بك فهذا بحد ذاته أنتصار.
التعليقات