في إعلان المسلسل الرمضاني نص الشعب اسمه محمد كان عصام عمر يتقدم لخطبة الفتاة التي يحبها ويطلب يدها من أمها رانيا يوسف، ولكن رانيا يوسف صدمته بأن تريد مهر وشبكة وأثاث وشقة بمبالغ خرافية من المستحيل لشاب في بداية حياته أن يتمكن من توفير جزء ولو صغير منها، وحقيقة لا أفهم كيف ولماذا نشأت هذه العادات في الزواج، ولماذا يتعسفون الناس لهذه الدرجة في الطلبات ويجعلون من مشكلات تافهة كالخلاف على تجهيز الشقة ومن عليه ماذا سبب لتدمير علاقة ومستقبل اثنين! فمن وجهة نظركم هل لهذه العادات ضرورة؟ وما العادة التي تريدون تغييرها بشأن الزواج في بلدكم؟
مسلسل نص الشعب اسمه محمد: ما عادات الزواج التي تريدون تغييرها في بلدكم؟
أرى أن معظم عادات الزواج بمجتمعاتنا غير ضرورية على الإطلاق.. ومن أبرزها، تجهيز العروس بالكثير من الأجهزة والمفروشات التي لن تستخدمها لسنوات طويلة، كذلك إلزام العريس بالكثير من الأشياء التي لا داع لها، كالشبكة المبالغ بها، أو اشتراط اقامة عرس كبير، رغم قلة عدد المدعوين!
فضلا عن الإصرار عن تضييق البيت بالكثير من الأثاث الذي لا أهمية له كفكرة "النيش". إلى الآن لم أفهم لماذا اخترعوه وفرضوه على الناس لكي يزيدوا أنفسهم أعباء وتكاليف مادية بدون أي ضرورة. ولماذا يتم حجز قاعات فارهة وبوفيه خاص وفرقة موسيقية وعشرات الفقرات الأخرى! أنا أفضل الأفراح البسيطة والقصيرة وفي الأماكن الطبيعية المفتوحة والتي يقتصر المدعوين فيها على أقرب المقربين وكفى.
قال الله تعالى: ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ).
صدقيني لو فهمنا كلنا معنى هذه الآية لعرفنا خلاصة السعادة و الراحة في الحياة الزوجية و العلاقات..
لكن للأسف المرأة بعقلية الغرب صارت تركز على كل التفاهات التي رسخها الجهل و تنسى أهم شيء في الحياة و هو البيت، فلو أن كل شابان أرادا الزواج إسثتمرا كل أموالهما و طاقتهما في توفير بيت لهم يكون منبع للأمان و الراحة مع القناعة لعاشوا أحسن عيشة و حمدوا الله عليها
و لكن للأسف كثرت الملهيات و الكماليات و البدع فحجبت أهم الأشياء التي يحتاجها الإنسان في حياته لدرجة صرنا نرى ناس تصرف الكثير من المال في التفاهات و هم لا يملكون أدنى وسائل الراحة في بيتهم و قد تراهم حتى يعيشون في غرفة
لو كان مال الذهب و العرس و كل تلك الخرافات و الوسواس توجه في جعل البيت واسع و مريح و الله لكانت حياة الكثير جميلة و نقص الطلاق و لكن أين نحن من القناعة و العيش دون خوف من الناس و كلامهم
لكن للأسف المرأة بعقلية الغرب صارت تركز على كل التفاهات التي رسخها الجهل و تنسى أهم شيء في الحياة و هو البيت، ف
حسنًا هي اصلا الأم ارادت عفش لابنتها، وهذا يعني أن كل همها أن يوفر العريس منزل لبنتها، يحتوي على الأثاث، والذي يوفر لها حياة كريمة .
مسألة المهر والشبكة هي عادة متأصلة في كل المجتمعات، لا يرغب الكثيرين في تزويج بناتهن بدون شبكة أو مهر، والمهر لابد أن يكون مناسب، فاليوم أسعار الذهب باهضة الثمن وهذا على العكس من الفترات السابقة، اذا لم لا تطلب مهر عالِ وشبكة وعفش؟
بالضبط، الأم في هذه الحالة ترغب في تأمين حياة كريمة لابنتها، وأساس هذه الحياة يبدأ من توفير منزل مجهز بكل ما تحتاجه من أثاث، وهو ما يعني أن همها الأول هو أن تؤمن لابنتها بداية مريحة ومستقبل أفضل. من الطبيعي أن تسعى لتوفير كل سبل الراحة، بما في ذلك العفش الذي يمثل جزءًا مهمًا من هذه البداية.
أما بالنسبة لمسألة المهر والشبكة، فهي ليست مقتصرة على هذه الحالة فحسب، بل هي عادة متأصلة في العديد من الثقافات والمجتمعات. الجميع يعلم أن المهر والشبكة يعكسان جدية الرجل في التزامه تجاه المرأة وأسرته. و مع غلاء الأسعار اليوم، من غير المنطقي أن تطلب الأم مهر ضئيل أو شبكة غير كافية. فالذهب والأسعار المرتفعة تجعل من المهر والشبكة ما يتناسب مع الزمن الحالي بطبيعة الحال.
الأثاث ومستلزمات البيت هي أشياء أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، لكن المغالاة فيها كذلك لا تقدم فائدة إضافية، كما أن العادات التي توجب عمل قاعات أفراح بمبالغ باهظة لا تكون في صالح العروسين من الناحية المادية.
فالزوج حين ينفق كثير من مدخراته على مظاهر تخدم التباهي ويدخل الحياة الزوجية غير متبقي معه الكثير ذلك ليس آمن لأحد، فلا قدر الله قد تحدث ضائقة مادية في أي وقت؛ فكانت هذه المدخرات لتنفع الزوجين لو تم توجيهها بطريقة أفضل.
من الطبيعي أن تطلب توفير الأساسيات بالطبع ولكن بدون أن تضع لها مبالغ خرافية خصوصا وأن مستواهم كأسرة لا يصل لنصف المبالغ التي يطلبونها. أي أن العروسة وأهلها أنفسهم من طبقة متوسطة ويعيشون أيامهم على هذا الأساس، وبالتالي من الطبيعي أن يقدروا وضع العريس المتقدم ويخففوا عنه بحيث يهتمون بالأشياء الضرورية والمهمة بدون أن يغالوا فيها.
المشكلة الحقيقية أن الأمر أصبح وكأنه سباق اجتماعي وليس تأسيس حياة زوجية، فالكثير من الناس يسعون لإثبات أنهم زوجوا بناتهم بطريقة أفضل أو أن متطلباتهم أعلى، دون التفكير في ما إذا كان ذلك سيحقق استقرارا حقيقيا للفتاة أم سيشكل ضغطا هائلا على الشاب، قد يؤدي في النهاية إلى انهيار العلاقة قبل أن تبدأ.
أما العادة التي أتمنى أن تتغير، فهي أن يكون الزواج وفقا لاحتياجات الشريكين الفعلية، وليس وفقا لمعايير المجتمع وتقاليده التي قد تكون مجحفة. بدلا من التركيز على قيمة المهر والشبكة والأثاث، يجب أن يكون التركيز على بناء حياة قائمة على التفاهم والتعاون، لأن أساس الزواج الناجح ليس فيما يُنفق عليه، بل فيما يُبذل من جهد لإنجاحه
يجب أن يكون التركيز على بناء حياة قائمة على التفاهم والتعاون، لأن أساس الزواج الناجح ليس فيما يُنفق عليه، بل فيما يُبذل من جهد لإنجاحه
لتحقيق هذا شيماء يجب أن تتغير وجهة النظر المترسخة حول الزواج بصفته مسألة حياة أو موت ودفاع عن كرامة بالأخص للفتيات التي تخشى من وصم المجتمع ومعايرته في حالة تأخر الزواج أو تخشى عن مستقبلها وأمانها بدونه لأنها لم تعتمد على نفسها يوما وتنظر للزواج على أنه مصدر النجاة الثاني الذي ستنتقل له بعد أهلها. أما بالنسبة للرجال فالنظرة يجب أن تتغير من مجرد فكرة أن يجدوا أي إنسانة ترضي رغباتهم. إذا تغيرت هذه المفاهيم عند الرجال والنساء سيكون الزواج مقدر أكثر وأكثر نجاحا واستقرارا.
هذه العادات ليست مجرد تقاليد اجتماعية، بل هي نتاج تراكمات ثقافية واقتصادية رُسخت على مدار الأجيال، حيث أصبح الزواج يُنظر إليه كمشروع اقتصادي وليس كعلاقة إنسانية قائمة على التفاهم والمودة. في بعض المجتمعات، يُنظر إلى المغالاة في الطلبات على أنها ضمان لمستقبل الفتاة، لكن في الحقيقة، هذه العادات تخلق عقبات ضخمة أمام الشباب وتؤدي إلى تأخر الزواج أو تحوله إلى عبء بدلاً من كونه استقرارًا وسعادة.
في بلدي مثلا من العادات التي أتمنى تغييرها هي التباهي بتكاليف العرس والمغالاة في المهر والمطالب المادية، والتي تجعل الزواج تحديًا اقتصاديًا مرهقًا بدلًا من أن يكون بناءً لحياة جديدة. أرى أن الأفضل هو التركيز على التوافق بين الشريكين بدلًا من التركيز على المظاهر والطلبات التي لا تضيف شيئًا جوهريًا للعلاقة الزوجية.
في بعض المجتمعات تكون تلك الطلبات المبالغ فيها عبارة عن طريقة لحصر اختيارات الاقتران بالزواج في مستوى مادي واجتماعي معين.
كان من الأولى أن يتم توجيه الجهود لاختيار الزوج والزوجة الصالحة، كما كان من الأفضل التأكد من توافق ذات الزوج والزوجة مع بعضهما.
قد يكون الزوج صالح والزوجة صالحة ولا تتفق ذاتيهما بعد الزواج حتى لو دفعا في تجهيز الزواج مالاً كثيراً.
قد يكون الزوج والزوجة من أسر صالحة ومجتمعات راقية مثقفة ومتدينة لكن بعد الزواج يكتشف الزوجان أنهما لا يستطيعان التفاهم إنسانياً وشخصياً وروحياً فيغلب عليهما البؤس أو ينتهي الأمر بالانفصال.
التعليقات