إن فكرة إنتاج مسلسل صورة طبق الأصل عن مسلسل أجنبي وتنفيذه في بلد آخر ليست بفكرة جديدة، بل اعتادت الشركات الكورية على الأخذ من الأجنبية أو العكس واعتادت الدراما التركية أن تشتري حقوق مسلسلات كورية أو أمريكية ناجحة مثل مسلسل الأطباء وموسم الكرز وفتيان ما قبل الزهور وغيرهم الكثير، ولطالما حققت هذه المسلسلات المقتبسة نجاحاً كبيراً للغاية، ولكن في بلداننا العربية أنها فكرة جديدة ودخيلة علينا، ولكن الآن الأمر بدأ يزداد وينتشر ابتداء من مسلسل عروس بيروت الذي تم اقتباسه من المسلسل التركي عروس إسطنبول وحقق نجاحا كبيرا في كلا البلدين.

 كنت أتصفح منذ فترة وشاهدت مسلسل جديد يُسمى ع الحلوة والمرة، مسلسل مشترك لبناني سوري، واستوقفني أحد المشاهد التي شاهدتها تماما طبق الأصل في مسلسل تركي يسمى على السراء والضراء، والذي أصلا تم اقتباسه عن فيلم أمريكي، الفكرة أنني استسخفت المشهد بشكل كبير وكأني أشاهد مجموعة من الأطفال يحاولون تأدية دور، على الرغم من احترافية الممثلين الذين يؤدون الأدوار، إلا أن الانفعالات الصادرة والصدف الهزلية تمنعك من التفكير والاستمتاع بالمشاهدة بل تظل تشعر بالأداء التمثيلي المبتذل.

اقحام الفنان/ة العربية في الدراما الاستهلاكية !

أُجبر بعض النجوم على اقحام نفسهم في الدراما الاستهلاكية ليتماشوا مع الذوق العام، لكن الأمر كان صعباً عليهم واضطروا لبذل مجهود أكبر ليقنعوا المشاهد بواقعية الأحداث، وأصبحت الصدفة من جديد تحكم عناصر الدراما العربية، لا بل تحاول زج نفسها كمحور رئيسي في السيناريو وطريقة الأحداث الأقرب إلى الكوميدية، و يظن المنتج أن المشاهد غنية، لكنها في الواقع سلسلة من المواقف السطحية، لا تعدو أن تكون قصة حب خيالية، وتحاول عبور عالم الدراما الخفيفة بسرعة، اعتماداً على المردود التجاري، ولكن التكلف يظهر جلياً على وجوه الممثلين، والتركيز على عنصر المبالغة في ردود فعل أبطال المسلسل، تحديداً في المشاهد التي تجمع دانا مارديني وباميلا الكيك. انفعالات تكاد تكون المسلسل كله، إذ تقوم على المبالغة وعشوائية المصادفات إلى حد الاستسهال الهزلي.

هل أصبح الفن العربي يفتقر إلى كتاب ومؤلفين وقصص واقعية من حياتنا الغنية بالحكايات والقصص، هل أصبحنا بحاجة إلى الاقتباس؟

هل لديك تجربة مع مشاهدة مسلسل بكذا نسخة، وكيف كان الأمر؟