للمخرج المسرحي دور هام جداً في العروض المسرحية، وإن كنا لا نراه بصورة مباشرة على خشبة المسرح، والبعض منا لا يهتم حتى بمعرفة اسمه، لكنه هو المسؤول الأساسي عما نشاهده على خشبة المسرح. في هذه المساهمة سأستعرض معكم بشكلٍ سريع مهام المخرج المسرحي، وفي مساهمة سابقة كنت قد تكلمت عن "أنواع المخرجين المسرحيين"

مهام المخرج المسرحي:

1- توزيع الأدوار:

يقوم المخرج بإختيار الممثلين المناسبين للأدوار المكتوبة، عن طريق معرفته بالأعمال السابقة لهؤلاء الممثلين، أو من خلال إختبار إلقاء بشكل مباشر أمامه، ليكتشف قدرات الممثلين المرشحين، وإن كانوا أكفاء للقيام بهذه الأدوار أم لا.

2- السيطرة على الممثلين:

دائماً ما يكون هناك تنافس بين الممثلين -خاصةً في الأعمال الجماعية- على من سيستطيع لفت نظر الجمهور له أكثر من الأخرين، ليكون بذلك نجم العمل، فنجد أحد الممثلين يقوم بعمل بعض الحركات الجسدية أثناء حديث ممثل آخر، كأن يأخذ خطوة في محيطه، أو يحرك يديه بدون داعٍ، ليجذب إنتباة الجمهور له، وهذه الأفعال بالطبع تؤثر بالسلب على مستوى العمل.

لذلك من الضروري أن يكون المخرج على علم بقواعد علم النفس، وأن يكون متسع الثقافة، حتى يستطيع التحكم في هؤلاء الممثلين، خاصةً إن كانوا أكبر منه في السن أو الخبرة، أو إن كان بينهم نجوم. كما أن عليه الإحتفاظ بسلامة الروح المعنوية لهم داخل الكواليس، مما يساهم بشكل كبير في تحسن أدائهم على خشبة المسرح.

3- المناظر المسرحية:

على المخرج أن يكون ملماً بجميع عناصر المنظر المسرحي (الديكور)، ومدى توافقه مع الأحداث التي ستعرض على خشبة المسرح، وإمكانية إستخدامه بشكل عملي لا يعيق حركة الممثلين، لذلك فلابد أن يكون هناك تعاون بين المخرج ومصمم المناظر.

4- توضيح النص المسرحي:

عندما نقوم بقراءة رواية أو قصة نتمكن من إعادة قراءة الفقرات الغير واضحة، كما يمكننا إعادة مشهد ما من مسلسل أو فيلم، إن كنا نشاهده على الإنترنت، أما المسرح فلا يملك هذه الخاصية، خاصةً وأن معظم المسرحيات لا تسجل، وإن تم تسجيلها فلا يعاد عرضها على المنصات الإلكترونية، لذلك يتوجب على مخرج المسرح أن يقوم بقراءة النص جيداً، ليستطيع توضيح الأجزاء التي يمكن أن تكون غامضة أثناء العرض، فيختصر بعض المشاهد أو يضيف عليها أو يعدلها بالتعاون مع المؤلف.

هل لاحظتم من قبل تأثير المخرج على العروض المسرحية التي شاهدتموها؟ ومن هو مخرجكم المفضل بالأعمال الدرامية؟