لو نظرنا إلى الشاب أو الفتاة في مرحلة النضوج أو في بداية مرحلة تأسيس حياة جديدة لهم سنجدهم نتاج الأسرة التي أتوا منها، نتاج التعامل والذوق والعادات والأسلوب والأخلاق وطريقة التعامل مع الناس وطريقة حل المشكلات، ربما لا يدرك الكثير من الآباء والأمهات مدى تأثير علاقتهم على أطفالهم، فالقلق والتوتر وضعف الثقة بالنفس عند الأطفال سببه الخلافات الزوجية التي تحدث بين أهلهم، ومن الطبيعي عندما يجتمع الأهل مع أطفالهم لن يكونوا بهذا المزاج الهادئ ليتعاملوا مع أطفالهم بمودة وعطف لأن كل منهما يسيطر عليه الغضب والانزعاج فلن يصدر خلاف ذلك.

يوسُف الطبيب النفسي الناجح والذي يملك شخصية حكيمة هادئة لم يستطع أن ينجح في أي علاقة سوية مع أي فتاة تعرف عليها، لأنه تسيطر عليه بعض التخوفات والضغوطات الداخلية التي تمنعه من الاستمرار في أي علاقة، ربما لا يدرك ذلك كثيراً ولكن تلقائياً تتصدر هذه المخاوف في كل علاقة ولا يستطيع التحكم بها، عند الرجوع للسبب فنجد أن علاقة والديه كانت تتسم بالتوتر والقلق دائماً فهم يعبرون عن حبهم لبعضهم بالمشاكل والصراخ والنزاع، كان يوسف دائماً هو الذي يحل مشاكل والديه بدلا من أن يحدث العكس.

كيف تدمر الخلافات الزوجية نفسية طفلك؟

المشاكل هي ملح الحياة كما يقولون ولا يوجد بيت طبيعي إلا وتحدث فيه خلافات بين الوالدين ولكن المشكلة تكمن عندما يتحول الخلاف إلى طقس طبيعي يمارسه الزوجين في حياتهم اليومية، وحدوث هذه الخلافات أمام الأطفال مباشرة دون مراعاة أو إدراك من الأم والأب ينجم عنه دمار كبير في نفسية الأطفال الذين يعتبرون والديهم مصدر الأمان في حياتهم وإذا اختل هذا المفهوم لديهم فالكارثة على الأبواب.

هناك العديد من الآثار السلبية التي تنجم عن الخلافات الزوجية والتي تؤثر سلباً على الأطفال:

1- انعدام الشعور بالأمان العاطفي الذي يعتبر صمام السلام النفسي للأطفال

2- نمو عقد نفسية لدى الأطفال من الزواج والارتباط

3- انخفاض ثقة الأبناء بأنفسهم وتأثر صحتهم النفسية سلباً

4- انخفاض التحصيل الدراسي لدى الأطفال بشكل ملحوظ

5- ضياع الأبناء في فترة المراهقة

6- تأثر علاقتهم سلباً في التعامل مع الآخرين

يقولون فاقد الشيء لا يعطيه والبعض يقول فاقد الشيء هو أحسن من يعطيه لأنه يعرف معنى فقدانه،

رأينا الحالتين والأمر يتوقف على ردة الفعل التي يبديها فاقد الشيء هل يريد أن يُصلح ما حدث معه ويستفيد منه أم لا يعرف كيف يعطيه لأنه لم يحصل عليه!

من وجهة نظرك ما هو المحرك الذي يتحكم في ردة فعل فاقد الشيء؟

كيف يمكن أن يتجنب الزوجين ظهور خلافاتهم أمام الأطفال؟

ما هي الطريقة الأصلح للتعامل مع هذه الخلافات بدون أن تؤثر سلباً على حياة الأطفال؟