نرى اليوم في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي مدى التأثير الكبير الذي تضفيه على حياتنا ولم تقف أبداً عند هذا الحد بل امتدت لتنتهك خصوصية حياتنا وعلاقاتنا بأقرب الناس لنا، كانوا يقولون "داري على شمعتك تقيد" وقالوا أيضاً "البيوت أسرار وإن خرجت لم تعد بيوت" وكما نرى اليوم أصبحت كل النوافذ مفتوحة على بعضها البعض وأصبح بالإمكان أن نرى كيف تسير علاقة فلان بفلانة هل هي على ما يرام، وان حصل خلاف أو سمعنا عن خلاف تختلف طريقة المنشورات ونفحص قائمة الأصدقاء لنرى هل مازالوا يتابعون بعضهم أم انتقل الأمر إلى خانة البلوك، وكل شيء أصبح مكشوفاً أمام أنظار الناس..

ما هو مصير هذه العلاقات؟

قصة ديانا ووليد أكبر مثال على مصير هكذا نوع من العلاقات، نرى كم تطورت الأحداث بينهما، حيث بدأت قصة حبهما في دبي، فتاة مثل ديانا هي عربية مصرية في الأصل ولكن لديها عقلية أوروبية منفتحة تماماً، طريقة تعارفهما بدأت عن طريق الانستغرام حيث أكثر ما أعجب وليد هو اللايف ستايل الخاص بديانا، كانت تماما مثال الفتاة التي يبحث عنها، تريد فقط أن تستمتع بحياتها وتظهر للآخرين جودة هذه الحياة عن طريق التقاط الكثير من الصور والفيديوهات الخاصة بكل تفاصيل حياتها مع وليد، استمرت العلاقة فترة جيدة وكانا على قدر جيد من السعادة ولكن سرعان ما بدأت الأمور تتعقد حيث بدأ الجميع في بلد وليد يتحدثون عنه وهذا ما أثار غضب والده، ومع الأيام أصبح وليد يتذمر من تصرفات زوجته ونشرها لبعض الصور التي اعتبرها وليد مبتذلة، وصارح ديانا بالأمر ولكنها لم تتقبله وبصريح العبارة قالت له أنت أحببتني هكذا وحدث التعارف بيننا عن طريق الانستغرام لأنك معجب بنمط حياتي ولن أتغير أبداً..

أضرار ناجمة عن نشر تفاصيل الحياة على السوشيال ميديا:

1- العين والحسد

قال صلى الله عليه وسلم:" العين حق تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر" وقال عليه الصلاة والسلام:" لا يؤذ أحدكم جاره بقتار قدره إلا أن يغرف له منه"

حتى عندما نتحدث عن أبسط الأشياء مثل تصوير الطعام والجلسات الجميلة والرحلات العائلية، قد لا ندرك خطورة الأمر ولكن هنالك الكثير من العائلات التي لا تتجمع وهنالك الكثير من الأشخاص الذين لا يجدون هذا الطعام.

2- يؤثر سلباً على رضا الإنسان بشريكه

3- الخيانة الالكترونية

4- تسريب المشاكل الشخصية إلى مواقع التواصل بطرق مباشرة أو حتى عن طريق التلميح الغير مباشر

5- المقارنة والتركيز على حياة الآخرين والشعور بالإحباط

6- حدوث فجوة في العلاقة بين الزوجين وبينما هي مشغولة مع البيت والأبناء وهو على الإنترنت فهذا يُحدث تباعد بين الأزواج.

هل لك أن تذكر المزيد من الأضرار الناجمة عن عرض الحياة الشخصية على مواقع التواصل؟

هل تعتقد أن تفريغ البعض عن مشاعره ودواخله على مواقع التواصل ظاهرة صحية؟

وكيف يمكن أن نتجنب عرض تفاصيل حياتنا على مواقع التواصل لأنه بات نوع من الإدمان؟