سلسلة مكونة من 10 حلقات بعنوان لازم أعيش من مسلسل إلا أنا

إنتاج: 2020

بطولة: جميلة عوض

جسدت الفنانة المصرية جميلة عوض دور الفتاة الجميلة المصابة بمرض البهاق وهي- قصة حقيقية- والتي اعتادت أن تخفي علامات البهاق بمساحيق التجميل، وبرغم أنها كانت غير محجبة فقد كانت ترتدي دائما كل ما يغطي جسمها ورقبتها، وشكل لها هذا الموضوع أزمة نفسية منذ الطفولة والتنمر الذي تعرضت له من قبل صديقاتها في المدرسة لأنهم اعتقدوا بأن البهاق مرض معدي.

لا أحد يعلم أنها مصابة بالبهاق سوى أمها وصديقتها المقربة، حتى الشاب الذي كان يحبها لعام كامل وتقدم لخطبتها لم يكن يعلم بهذا الموضوع، أرادت دائما ( نور) أن تخبر خطيبها بهذا الموضوع ولكنها لم تتجرأ أبداً على التفوه به حتى، لأنها نفسها لم تكن قد تقبلت الموضوع، في نظرتها لنفسها في المرآة وعندما تمسح المكياج تظهر مدى رفضها لهذه الحقيقة وتعمل نور موظفة في بنك وبرغم سنوات العمل لم يلاحظ أحد إصابتها بالبهاق حرصاً منها على إخفائه بشكل تام.

مرض البهاق وثقتي بنفسي!

معظمنا نعرف أو قابلنا شخصاً مصاباً بالبهاق في حياتنا، ومن منظور تجربتي لم أنظر له يوماً على أنه شيء غريب أو كريه أو ينقص من الشخص فبالعكس كنت أراه جميلاً ومميزاً، بكل الأحوال هو مرض غير مرض جلدي غير معدي يتمثّل في زوال اللون الطبيعي للجلد ، وأسبابه قد تكون نفسية أو مناعية أو وراثية ولحسن الحظ بات الآن يتوافر العديد من العلاجات التي تؤمن استقرار حالة المصاب وشفائه منه نهائياً.

نرى الكثير من المصابين بمرض البهاق يشعرون بالنقص أو عدم الكفاية لمن حولهم، لربما لأن الإنسان يسعى للكمال والكمال لله وحده، ولكن هذه ليست مشكلة محصورة لدى مصابين البهاق وبدليل أن الكثير منا يقف لساعات أمام المرآة وهو يرى فقط عيوبه الشكلية، التي ربما يراها أحد غيره.

محطات مهمة في المسلسل:

  • من النقاط التي لفتت انتباهي ولم أعرف هل أتضامن مع الأم أم أرفض ما فعلته جملة وتفصيلاً،

حينما كانت ترجع نور من المدرسة الثانوية وهي أكثر المراحل المهمة في تكوين شخصية الفتاة، كانت ترجع للبيت منهارة وهذا دفع الأم بأن تضع لبنتها مساحيق التجميل لتخفي علامات البهاق، بهدف حمايتها وخوفاً على نور من أن تتعقد نفسيتها،

هنا لا ألوم الأم كثيراً لانه كما تبين في المسلسل بأنها دعمت ابنتها ووالدها أيضاً كان سنداً نفسياً قوياً لها، ولكن لم يساعدهم المجتمع القاسي والتربية الخاطئة للكثير من الأولاد.

سؤالي هنا،

ما هو التصرف الصحيح الذي يجب أن يقوم به الأهل لحماية طفلهم في أي وضع مشابه خصيصاً في عمر صغير؟

فكرة الاختلاف، إلى متى لن نتقبل الاختلاف؟

في العادة يشعر المراهق أو الشاب/ة بأن حياته قد تكون حتما˝ أفضل لو لم يكن لديه تلك المرض أو الاعاقة أو حتى أي شيء

لا يراه ينال رضا وقبول الآخرين، ولكننا نعلم جيداً بأنه مهما حاول الإنسان لن يستطيع إرضاء جميع الناس

حتما نحن لسنا بكاملين، جميعنا تملؤنا العيوب لو أمعنا فيها النظر، جميعنا نسعى للكمال ولن نبلغه بأي شكل من الأشكال،

حتماً لن نكون نسخ مكررة فاختلافنا في الشكل و الفكر والطريقة العيش وحتى صحتنا البدنية يجعل الحياة أكثر جمالاً وتميزاً،

حتى الاختلاف في الآراء، لا يعني أن فلان على صواب والآخرعلى خطأ، جميعنا نظن أن آراءنا هي الأصوب،

وبالفعل ليس هناك حاجة بأن نتفق في الآراء، كل شخص يرى الأشياء ويحكم عليها من منظوره الخاص ووفقاً لظروفه وبيئته وثقافته.

"عسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "

انفصال نور عن خطيبها بعد معرفته الحقيقة، وإيجادها للحب الحقيقي للشخص الذي لم ير أن البهاق ينقصها شيئاً، لأنه ربما لم ينظر إليها كشكل فقط بل أبصر جمال عقلها وروحها، ، ووجدت معه السعادة الحقيقية وكان عوض الله لها جميلاً، جميلاً جداً كجمال نور، أنت حقاً جميلة جداً يا نور!

حتى أن خطيبها الأول حاول الرجوع إليها، لكنها لم تقبل فلقد استطاعت تقبل نفسها والخروج في الشارع وإلى العمل ومن دون أن تضع أي نوع من مساحيق التجميل، واجهت نفسها فواجهت الجميع وأصبحت رول موديل للكثير من الفتيات.

هنا لم أستاء كثيراً من خطيبها الأول فربما اعتقد أنه تم خداع لمدة عام كامل، فكلا الطرفين مخطئين في مكان ما.

ولكن سؤالي للفتيات والشباب،،

هل تقبل الزواج من شخص مصاب بالبهاق؟

هل فعلاً ستتغير نظرتك للشخص نفسه لو رأيته/عرفته في الحالتين؟

هل سيكون لدينا مستقبلاً لأن نصبح مجتمعات متقبلة لاختلافات الآخرين وبدون أن نظهر الشفقة أو النظرات السخيفة؟