في حلقة مخيفة تعرض العالم بشكل جديد كما لم نراه من قبل، تبدو للوهلة الأولى وكأنها مغامرة ثم مع تصاعد الأحداث تتحول المغامرة إلى لعنة لن نستطع السيطرة عليها

.

حلقة خمسة عشر مليون ميزة Fifteen Million Merits

مسلسل المرآة السوداء الجزء الأول Black Mirror: Season 1

8.1 على IMDb

إنتاج عام 2011

فكرة الحلقة :

ستظل التكنولوجيا في تطور حتى تتجسد في كل شيءٍ حولنا، لتصبح فيما بعد هي المسيطرة الحاكمة الناهية التي لا نستطيع أن نقول لها لا. نتيجة نحصدها من استسلامنا أمامها !

الحبكة وعنصر التشويق:

تدور الأحداث في زمن مُتقدم من التكنولوجيا، يبدو وكأنه خيالي .. ولكني أتوقع أنه ليس ببعيد؛ يعيش السيد " بينغ " في وقت تحيط به شاشات تكنولوجية ضخمة بكل مكان، ويظهر فيها كل شيء يتعلق بالشخص أغراضه أفكاره وحتى أسراره التي تدور في داخله، لا يمكنه السيطرة عليها .

يعمل في مكان مليء بهذه الشاشات من أجل الحصول على المال،الجميع يعمل مثل الآلة بلا فكر، ورغم ذلك يجمعن ملايين الأموال، أو كما يطلق عليها في الحلقة "الميزات" التي كانت تهدر في لحظة أمام إعلان دعائي جذاب!

يقع "بينغ" في غرام زميلته "آبي" يبذل كل ما بوسعه من أجل هذا الحب ويشجعها على الإشتراك في أحد مسابقات الغناء على طراز تكنولوجي الحديث، لتكون تلك المسابقة هي اللعنة التي تسببت في خسارتها إلى الأبد وخسارة كل شيء بعدها حتى نفسه رغم كل محاولاتِه في الدفاع عنه وعنها، والتي تفشل جميعها بسبب سيطرة التكنولوجيا.

في ساعة وبضع دقائق تم طرح القضية من وجهة نظر خيالية نسبيًا وفي تسلسل يبدو وكأنه ممل في البداية، ولكن بعد بضعة وقت تفهم أن هذا الملل والصمت الذي يسود الحلقة، هو نتيجة العُزلة التي وضعتنا فيها التكنولوجيا؛ بمجرد مرور الجزء الأول تتصاعد الأحداث وتأخذنا الحلقة إلى جوانب أخرى لم نتوقع أنها سوف تتطرق إليها، فهي تبرز لنا كيف تكون نتائج اختياراتنا وتعاملنا ببساطة مع التكنولوجيا التي تبدو لنا وكأنها تجعل كل شيءٍ سهلًا، وبمجرد السماح لها بالتحكم في أي شي في حياتنا تنقلب الحياة كلها رأسًا على عقب .

أفكار استوقفتني:

لم أتعامل مع الحلقة للحظة وكأنها خيالية، رغم أنها مصنفة خيال علمي؛ إلا أن كل ما يبدو خيالي شعرتُ وكأنه تجسيد واقعي لمحاوطة التكنولوجيا لنا وسيطرتها في كل شيء، حتى وصلنا إلى مرحلة إدمان فأصبحنا نحن الذين نبحثُ عنها ونسعى للتعمق فيها ظنًا منا أنها ستظل تمنحنا ميزات وسوف تجعل الحياة أسهل فأسهل، ونتجاهل أنها سلاح ذو حدين لا يمكننا التحكم به إذا إنعكس علينا .

أكثر ما أشعرني بالخوف من المستقبل هي فكرة عدم القدرة عن التراجع عن أي فعل يتم بواسطة التكنولوجيا، فكل إختيار له ضريبة وما علينا سوى الإستسلام لدفع هذه الضريبة بحسب ما تُقررها هي، ومهما حاولنا التغيير أو السيطرة لاشيءٌ يُنجينا منها .

لو حاولنا الإقتراب من الواقع بنفس نهج الحلقة، ما هي الأشياء التي ستقررها عنا التكنولوجيا وتسيطر عليها بشكل كامل؟