"لو نظر الناس إلى النجوم كلّ ليلة لعاشوا بشكل مختلف جدًا، فعندما تنظر إلى اللانهاية ستدرك أن هناك أشياء أهم مما يفعله الناس طوال اليوم"- بيل واترسون

________________

في بحثٍ علميٍ تم نشره في مقالٍ بعنوان "الفوائد المُدهشة لشعور الإنسان بصغر حجمه" على موقع BBC، أكّد الباحث بول بيف (Paul Piff) وزملاءٌ له في جامعة كاليفورنيا أن تأمّل الإنسان بالمخلوقات الأكبر منه حجماً، كالجبال والكون والمناظر الطبيعية وغيرها كفيلٌ بجعله شخصاً طيباً، وجعله أيضاً أكثر تعاطفاً مع الآخرين ورفقاً بهم بسبب شُعوره بصِغر حجمه أمام عظمة الكون، وبالتالي تغيير طريقة تفكيره تجاه الناس والمخلوقات...

هذه الفكرة هي من أصل ديننا ، يُشير إليها الله في قوله تعالى: ( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) ، بل إن الاسلام يتجاوز ذلك ليُرسِّم التفكر في السماوات و الأرض كفريضة اسلامية في قوله تعالى:﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ، و يصف القرآن الخاصة من المؤمنين أولي الألباب بأنهم ( يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).

هذا هو الفرق بين الإنسان الذي ينسى نفسه في الحياة اليومية فتأكله وتسحق فطرته، فيتكبر و يتعجرف و يحسب نفسه شيئا كبير ، و بين من يختار أن يُخصّص من وقته بعضه لكي يتأمل في خلق الله ، ويُعيد شحن فطرته كلما أفرغتها مشاغلُ الحياة ، .ما يجعله -تلقائياََ- أكثر تسامحا مع غيره و اكثر تواضعا مع الناس و مع الله .


  • أقترح عليكم الاستمتاع بالفيلم الوثائقي المذهل " رحلة الى حافة الكون"