السلام عليكم اخواني، اتمنى ان تكون موضوعاتي الثلاثة السابقة (الحيوان والحياة - النبات والحيوان - الحقائق العلمية) قد نالت إعجابكم وقدمت فائدة لكم.

إذا اجتمعت مجموعة من الحيوانات في مكان ما فإنه من السهل اكتشاف درجات الاختلاف والتشابه بينهما فإذا أخذنا المزرعه كمثال (لبيئة محدودة تحتوي على حيوانات عديدة) سنجد فيها البقرة والخروف لهما "قرون" ولهما أظلاف مشقوقة ولكنها تختلف كثيراً في الحجم والشكل واللون وغطاء الجسم.

ايضاً تلاحظ التشابه بين الحصان والبقرة والخروف في الأرجل الطويلة وشكل الأسنان الطاحنة ولكن تنقصه القرون وأظلافه غير مشقوقة، أما الكلب فنجد له أظافر ووسائد تحت أصابع القدم المنفصلة وللأسنان قواطع والجسم مغطى بالشعر وتتشابه القطط مع الكلام أكثر من الحيوانات ذات الأظلاف المشقوقة.

كل هذه الحيوانات تجتمع في بعض صفاتها فهي ذات أسنان ويغطي الشعر جسمها وتتوالد وصغارها ترضع منها، ولكنها تختلف فيما بينها وتختلف في مجموعتها عن الدواجن والبط التي يغطي جسمها الريش، وليس لها أسنان و تضع بيضاً وصغارها لا ترضع منها، ومع هذه الاختلافات نجد أن الحيوانات السابق ذكرها تتشابه مع الطيور في أن لها عيون ورئات وأربعة أطراف (الأجنحة أطراف) وغيرها.

وعلى ذلك تم تقسيم الحيوانات إلى مجموعات حسب تشابهها واختلافها إلى مجموعات تضم فروق أو تشابهات كبيرة أو مجموعات تختلف اختلافات ضئيلة، ويعتمد التقسيم هنا على الصفات المتوارثة وتضم الصفات العضوية والحجم واللون.. الخ، وترتبط كل صفة مميزة بغيرها من الصفات وتتلازم بوجودها معاً فمثلاً كل الطيور لها ريش ومنقار وأجنحة وأقدام مخلبية وقلب به أربعة حجرات وكلها من ذوات الدم الحار وهذه الصفات مجتمعة مع بعضها ولكن هذا لا يمنع وجود اختلافات كثيرة بين الطيور.

وهناك طريقتان لتصنيف الحيوانات:

  • التصنيف الطبيعي (Natural Classification):

وفيه تصنف الحيوانات إلى مجموعات متشابهة حسب الصفات التركيبية، والغرض من هذا التصنيف تسهيل دراسة هذه الحيوانات من جهة المنشأ والتركيب وعلاقتها ببعضها، ويبلغ عدد الأنواع المعروفة حتى الآن من المملكة الحيوانية (Kingdom Animalia) ما يزيد عن المليون نوع بقليل، ويختص علم التقسيم (Taxonomy) بتصنيف الحيوانات وتسميتها العلمية.

  • التصنيف الصناعي (Artificial Classification):

وفيه تصنف الحيوانات على أساس خلاف الصفات التركيبية فقد تختلف الحيوانات حسب البيئة التي تعيش فيها الحيوانات إلى أرضية (Terrestrial) وحيوانات مائية (Aquatic)، أو حسب الغذاء كاللحميات (Carnivorous) والعشبيات (Herbivorous) أو تتغذى على أغذية شتى (Omnivorous) <مثلنا نحن البشر>، وقد تصنف على حسب توزيعها الجغرافي كحيوانات المنطقة المتجمدة وحيوانات المنطقة الحارة، وقد تصنف على حسب الحجم كما يحدث أحياناً عند تقسيم حشرات بيئة معينة إلى حشرات كبيرة الحجم (Macro) وأخرى صغيرة الحجم (Micro)، وعموماً فإن أهمية هذا التصنيف تقتصر على الدراسات الإقتصادية للحيوانات.

أغراض التصنيف:

  • توضيح العلاقات بين الحيوانات: فيمكن تقسيم الحيوانات بطرق مختلفة كوضع القواقع مع بعضها أو الديدان مع بعضها.. الخ بطرق مختلفة، وهذه هي الطريقة التي اتبعها دارسي علم الحيوان القدماء، ولكن مع تزايد المعلومات أصبحت هذه الطريقة بالغة الصعوبة وأصبحت طريقة التقسيم الطبيعي هو المتبع ويعتمد على كافة المعلومات الممكنة عن الهيكل الخارجي والصفات الجنينة والسيتولوجية والبيئية وغيرها مما يحدد كل مجموعة بالعديد من الصفات.

  • إظهار التشابه والتجانس (Homology) بين المجموعات: في الصفات الأصلية والتمييز بينها وبين التشابه في الاستفادة من الأعضاء المختلفة مثل ذراع الإنسان والأرجل الأمامية في الثدييات والأجنحة في الطيور، كل هذه الأعضاء متجانسة لأنها تتشابه في تركيب العظام والعضلات والأوعية الدموية والأعصاب ولكنها تستعمل في أغراض مختلفة فمثلاً أجنحة الطيور وأجنحة الفراشات تتشابه في الاستعمال فهما يستعملان في الطيران ولكنهما يختلفان في المنشأ الجنيني.

  • من أغراض التقسيم هو تسهيل (Convenience) دراسة الحيوان: فهو يبحث عن الصفات والعلاقات بين الحيوانات التي عن طريقها يستدل على المجموعة التي يتبعها الحيوان في المملكة الحيوانية، مما يسهل أيضاً تبادل المعلومات بين الدارسين في أنحاء العالم.

يتبع...

في أمان الله