تهتم ميكانيكا الكم بدراسة العالم مادون الذري البالغ في الصغر وجسيماته من الإلكترونات وغيرها... وهذا العالم حسب النظرية يختلف تماما عن تجربتنا اليومية فالجسيمات تظهر فيه من العدم وتختفي وتنتقل من مكان إلى أخر دون قطع المسافة الفاصلة بينهما وتترابط فيما بينها عبر عبر مسافات شاسعة وتنقل لبعضها المعلومات بسرعة لحظية أكبر من سرعة الضوء برابطة لاتزال غامضة.

ومن أغرب ماتنص عليه ميكانيكا الكم هو مبدأ عدم التيقن و تأثير القياس فعلى سبيل المثال من خصائص الإلكترون الف المغزلي فالإلكترون يدور حول محوره وتكون هذه الحركة إما باتجاه حركة عقارب الساعة أو عكسعا والأن فلنفرض أن عندنا إلكترونا فنحن لانعرف إتجاه دوارنه في تلك الحظة يكون الإكترون يشغل كلا الإحتمالين في اتجاه عقارب الساعة و عكسها وفقط عندما تقوم بعملية القياس وتعرف حالته فأنت في الواقع أترث عليه وجعلته يكتسب تلك الصفة.

وقد يبدو هذا غريبا كيف الوعي البشري أن يؤثر عل جسيمات! لكن يبدو أن الأمر واقعي وهناك تجارب أجريت أتبتث تأثيرا قياسنا على حالة الجسميات مثل تجربتي الإنشطار المزدوج وتجربة retrocausality وفيهما لايتم قياس لف الإلكترون بل يتم قياس حالتهما المادية وفي هذه الحالة فالإلكترون يكون جسيما وموجة والقياس يؤثر على الحالة التي ستكون عليها.

وبهذا يذهب بعض العلماء إلى إستنناج حقيقة مفادها أن كوننا هو مجموعة من الإحتملات الانهائية وقياسنا ورصدنا الأشياء هو مايجعلها على ماهي عليه الأن والإنسان يتحكم في الكون المحيط به ، حسنا لاتبالو بما يقولون.

الأن قد تقول بأن هذه الظواهر الكمية ووجود الجسميات في كافة الإحتملات وعدم إستطاعة التيقن من حالتها وتأثير رصدنا لها عليها مقتصر فقط في ذالك العالم المتناهي في الصغر، فأنت الأن طبعا في حالة الحياة ولاتوجد ميتا وحيا.

وهذا مايعيدنا إلى قطتنا "قطة ﺷﺮﻭﺩﻳﻨﺠﺮ" و ﺷﺮﻭﺩﻳﻨﺠﺮ كان عالم فزياء نظرية وله إسهامات كبيرة في ميكانيكا الكم وحاصل على جائزة نوبل وتجربته هذه حاول فيها نقل تصرفات الجسيمات إلى عالم الأجسام الكبيرة وتجربته هذه فكرية لم يقم بها في الواقع وفيها تخيل قطة داخل صندوق وبجانبها قنينة زجاجية بها مادة سامة تكفي لقتل القطة فورا فوق هذه القنينة مطرقة تقيلة مايمنعها من الإصطدام بالزجاجة وتحطيمها هو جهاز يتحكم فيها وهو جهاز لقياس الإشعاع فإذا رصد إشعاعا من نشاط نووي سيترك المطرقة لتسقط لذا فيوجد في الصندوق مادة مشعة وإفترض أن عمر نصفها هو ساعة ثم يتم إغلاق الصندوق لمدة ساعة إذن فعملية التناقص الإشعاعي هذه كمية وتخضع لقوانينها إذا فيوجد الإحتملان معا تحلل المادة وتطلق اشعاع ولاتتحلل ولاينطلق إشعاع إلى الأن ليس هناك شيئ غير مألوف إنها جسميات لايمكننا رؤيتها توجد كإحتملات مختلفة في نفس الحظة ولكن في هذه التجربة فهي مرتبطة بالقطة بفضل جهاز القياس والمطرقة لذا ستكون النتيجة كما أن الجسيمات في حالتين فإن القطة أيضا في حالتين قطة ميتة وقطة حية وفقط عندما تفتح غطاء الصندوق ستزول حالة التراكب وسترى إما قطة ميتة أو حية.

بالفعل هذا غريب أن توجد القطة حية وميتة في نفس الوقت فالأمر مناف المنطق لهذا العالم الشهير ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻫﻮﻛﻴﻨﺞ قال إحدى المرات إذا أتى أحد على ذكر هذه التجربة عليه سيرفع عليه مسدسه، فالتجربة صحيحة رياضيا ولكن لايمكن تصور شيئ كهذا.

ولتفسير المفارقة في أنه لماذا تختفي كل الظوهر الغريبة في العالم مادون الذري عندما نصعد في الحجم لنصل إلى عالمنا عالم الأحجام الكبيرة، طبعا التفسيير العقلاني قد يكون أنه كلما صعدنا في الحجم تختفي ببساطة كل الإحتملات ونحصل على احتمال نهائي وكوننا كما نراه ولكن علماء أخرون يقترحون أنه توجد أكوان موازية تصرف إليها كل تلك الإحتملات كون توجد فيه القطة حية وكون توجد فيه القطة ميتة وأكوان لانهائية بإحتملات لانهائية.

آينشتاين نفسه إنزعج من موضوع الإحتملات هذا قائلا لنيلس بور كبيري مناصري النظرية الكمية ﺁﻧﺬﺍﻙ إن الله لايلعب النرد فكان رد بور عليه توقف عن إخبار الله ماذا يفعل ومات اينشتاين وهو مازال يعتقد بأن ميكانيكا الكم قدمت صورة غريبة وغير مكتملة الواقع.