السؤال الأزلي الساذج ، أحسب عدد الدينين الذين قاموا بأشياء سيئة وعدد الملحدين كذلك ثم أستنتج هل الدين جيد أم سئ (إجابةمن وجهة نظر ملحدة)

عادة أرد بنفس المنطق بقول أن الشيوعيين قتلوا 94 مليون شخص في القرن الماضي لاختلافهم في الرأي معهم، لأناقش من موقع قوة. ثم أمر إلى المناقشة أن المعتقد ليس هو التفسير الوحيد لأفعال الأفراد.

هل من مرجعية للإلحاد؟ لا. إذن فإن أحكامي سأبنيها على أفعال الملحدين.

لا يوجد وجه مقارنة اصلاً، لان عدد الملحدين بلا شك اقل من عدد الدينيين.

أجد أن أهم مشكلة في الإسلام هي أن الفهم الحقيقي للإسلام غائب لأن وسيلة الإثبات أيضاً غائبة.

أكبر فرقتين في الإسلام هي الفرقتين السنية والشيعية.

فلا أحداً من السنه يريد الذهاب إلى جهنم ولا أحداً من الشيعة كذلك. فلو ثبت للشيعة خطأ فهمهم للدين وأن هذا الخطأ سوف يذهب بهم إلى جهنّم لن يستمروا على ما قد يحرق جلودهم أبداً. ولو ثبت أيضاً أن السنة على خطأ لن يستمروا السنة على خطأهم على الأقل الأغلبية لا يريد أن تحرقه النار أبد الآبدين. لكن ليس هناك وسيلة لإثبات تام. لايستطيع أي دين أصلاً اثبات وجود إله كيف بإثبات دين حقيقي، فرقة دينية وما إلى ذلك.

وبناء على ماسبق، لا الملحدين، المرتدين، المسلمين، اليهود ألخ يريد أن يحرق بالنار أبد الأبدين لا أحد يريد ذلك إلا مجنوناً. لكن لا أحد يستطيع أن يثبت ديناً حقيقية يوفّر حياة الفردوس أبد الآبدين.

بناء على ماسبق، سوف أتكلم عن الإسلام السني على وجهة الخصوص. عندما أذكر الآية

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ

هناك من يفسّر هذه الآية بمعناها البيّن وهناك من يقول هذه الآية فقط وقت الحرب الدينية وهناك من يقول أن الآية هذه نسخت وآخر يقول لا نسخ في القرأن.

أي فرقة هي الحق الأصيل؟ قد يقول لي عقلي أن هذه الفكر أفضل من الآخر، لكن في النهاية سوف أقابل شخص يؤمن بالعكس، لا أستطيع أنا إثبات حقيقي بصحة فكرتي، ولا يستطيع هو. (قد نتقاتل) كما يحدث بين السنة والشيعة.

فعندما تنتقدي الإسلام، فعلياً سوف يعتبرونك لم تقيمي الإسلام بل تقيمي أفكار أشخاص. ولا تقف المشكلة عند هذا الحد! بل كل شخص من كل مدرسة فكرية لديه مايخالف زميله به عن الإسلام. فا المفكر عدنان إبراهيم يخالف المفكر محمد شحرور ويخالفون رجال دين الدواعش بعضهم. فكل شخص يعتبر فهمه للدين هو الفهم الصحيح جزئياً وليس هناك فهماً تاماً ومثبتاً للدين!

آيات القرأن وأهدافه يعاد تعريفها وتفسيرها ومفهومها الكلي من شخص لآخر. ويقال لا نتبع الهوى بل نفسره بتفسيراً منطقياً آخر، وهذه قوة القرأن قابل للتأويل والتفسير لكل عصر وزمان!

لو قدمت كتاباً فارغاً من مئة صفحة مثلا، سوف يكون قابلاً للتفسير والتأويل أكثر من القرأن فهذه ليست نقطة قوّة. الكتاب ليس كتاباً مبيناً فمن خلال الواقع والتجربة لو كان مبيناً لما اختلف الكل في تأويله وتفسيرة ومفهومه. لما أصبح المسلمون فرقاً شتّا لا شبعتاً منهم توافق فهم الشعبة الأخرى وفي نفس الشعبة هناك مختلفون عدة.

المقصد كل ما يُراد أنتقاد الإسلام الحقيقي، يقال لنا أننا وقعنا في مغالطة نقد فكر الاشخاص الذي هو لا يمثل الإسلام؟ إذاً كيف يمثل الإسلام نفسه؟ وما هو المفهوم الواضح الحقيقي من كل آياته القرأنية؟ ولو كان مبيناً لما هذا الإختلاف الهائل؟ هل حتى الإسلام ليس حقيقة مطلقة بالنسبة للمؤمنين؟

فبوجهة نظري لا تصح مقارنة الدين بللادين حتى على الأقل يثبت الدين.