04 - سلسلة تبسيط البرمجة - البرمجة والبشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكرنا أن البرمجة هي مجموعة تعليمات تُلقَّن لجهة ما حتى تترجمها إلى معاني تصلح لتنفيذ المطلوب.

المثال الأقوى في هذا المجال هو برمجة الإنسان للكمبيوتر ليقوم بتنفيذ أمر ما، كإظهار على الشاشة أو طباعة أو ارتباط بروبوت مثلا.

والحقيقة أن البشر يجب استثناءهم من إسقاط مفهوم البرمجة عليهم وذلك لأسباب.

وأما الأمثلة عن الأب والابن التي ضربتها في الحلقات السابقة كانت لتقريب المفهوم لأي شخص من خلال أمثلة واقعية ليفهمها حتى أولاءك االذين لم يسمعوا بكلمة كمبيوتر أصلاً

أما لماذا لا ينطبق مفهوم البرمجة على البشر أو بالأحرى لماذا يجب أن لا ينطبق عليهم ؟

وذلك لأن الإنسان يتميز عن باقي المخلوقات والأشياء من حيوان ونبات وجماد أن له عقل مميز يستطيع التفكير ذاتيا.

وكذلك لأنه يتعامل في التواصل مع محيطه من خلال لغات حية و التي تحوي الكثير من التراكيب والكلمات التي تحتمل التأويل وذلك لأن الكلمات والأحرف تحتمل أكثر من معنى.

وفي الغالب المعلومات التي لدى المتلقي هي التي تجعله يحدد المعنى المراد، من خلال سياق الجملة وفي بعض الأحيان قد يخطأ الفهم بغير ما قصده الملقِن

ولهذا يتوجب على المُلقِن جهود إضافية لتقليل احتمالية الخطأ من أن يضيف الملقن شرحاً إضافياً وتفصيلاً لكلامه لكي يضمن وصول المعنى كما يريد

أو أن يقوم المتلقي في حال شعر بلبس في الفهم أن يستوضح من خلال السؤال عما إذا كان يقصد كذا أوكذا.

بينما في برمجة الآلة يختلف الأمر فهي لن تترجم التعليمة إلا وفق ما صممت عليه ابتداءً.

فعلى فرض أن ضغط مفتاح الكهرباء يعتبر تعليمة لإنارة المصباح فبالتأكيد عند ضغطه لن يشغل الغسالة مثلا إلا إذا كان هناك تشابك بالخطوط.

للفوارق السابقة قلنا أننا يجب أن نستثني البشر من تطبيق مفهوم البرمجة عليهم.

إلا أن هذا لا يعني أنه لا يوجد حالات شبيه ببرمجة الآلات.

أما الآلة ولكونها لا تملك هذه الآلية فيتوقع دائما أن تنفذ ما يطلب منها ولكون ليس لديها عقل تفكر فيه فلا بد من تصميم الآلة وفق بنية لا تقوم على التخمين والاحتمالات وإنما مقابل كل تعليمة ترجمة لبند محدد بمجموعها جميعاً تؤدي العمل المطلوب بدقة متناهية.

و أما عن توضيح هذه النقطة فسنتركها للحلقة القادمة بإذن الله

ودمتم بخير