بسم الله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى

أما بعد

انظممت لشركة برمجيات قبل سبع سنوات كموظف استقبال ،

ارد على الهاتف ، اكتب ما يطلبه المشتري، أعمال روتينية ، ومملة ايضاً.

وكنت إذا نظرت لشخص اسمه تركي مختص بالتصميم وجدت نفسي دونه ، من حيث الامتيازات ، وساعات الدوام.

وكانت لديه مشكلة وهو تأخير التصميم مع أن المطلوب تعديلات طفيفة يطلبها الزبون.

فانتهزتها فرصة ، فعزمت بعد أن استخرت الله أن اتعلم التصميم ، فبدأت بتنزيل برامج تعليمية لأساسيات الفوتوشوب، ثم استمريت ثلاثة أشهر من التعلم الجاد والممارسة العملية حتى احترفته ،

فأثنت علي الادارة وتم ترقيتي إلى مصمم، وتم احضار موظف آخر يعمل بعملي السابق (موظف استقبال).

وابقوا على الموظف السابق تركي كمصمم محترف لأعمال الاحترافية

وأما التعديلات والتصاميم المستهلكة يتم اسنادها إلي..

فذكر لي شخص يدعى فلان ترمقه العيون ، ويستقبل بحفاوة ، وله مكتب خاص ، ويعمل عن بعد..

فانتابتني غبطة نحوه..

إنه مبرمج فيجول بيسك 6.

مع أنها اندثرت إلا أن المؤسسة لا زالت تصدر برامجها على الاكس بي وهي المنتشرة في وقتها.

كان البرنامج عبارة عن واجهة اوترن تعمل عند تشغيل القرص السيدي ، وعليها ازرار تحكم ومشغل صوتيات يستمع من خلالها طالب العلم لدروس علماء المملكة.

ومع بزوغ ويندوز فيستا، ظهرت المشكلات تلو المشكلات في البرنامج، وبدأ موظف الأستقبال تنهال عليه الأسئلة.

استمرت المشكلة، وبقي البرنامج على ما هو عليه وبنفس اللغة .

فانتهزها فرصة مرة أخرى وذهبت ابحث عن اللغات التي تحل هذه المشاكل ، فوجدت بعد توفيق من الله: برنامج اوتو بلاي ميديا استوديو،

برنامج جميل وسهل يستخدمه المبتدئ والمتقدم في البرمجة ولغة لوا التي تشبه بايثون كثيرا.

ثم ذهبت أحاكي البرنامج واصنع شبيها له مع زيادة في الخصائص والمميزات

ولما انتهيت ذهبت اتقدم لمدير المركز .

كان قلبي يخفق بسرعة ، وكنت اثناء ذلك اشرح للمدير مميزات البرنامج الذي صنعته

فشكرني وأثنى عليك واستغرب أني تعلمت هذه خلال 3 أشهر مع عملي

فقلت له كنت احضر من بعد صلاة الفجر فاقضيها في التعلم حتى يحين وقت الدوام

وتعلمتها أثناء أوقات الفراغ ايضاً

فكافأني على ذلك بمبلغ رمزي 300 دولار ، واعتبرته انتصارا مبدئيا على زملائي .

ثم استمريت بالتعلم وتطوير البرنامج حتى تم ترقيتي وقتها إلى مبرمج مع زيادة في الراتب ،

ثم تحولت إلى العمل عن بعد

والآن الحمدلله والشكر له،

لدي مكتب يتبع المركز ولدي موظف مساعد يعمل معي

فاستقدت من تجربتي أمور كثيرة منها..

1- على المرء ألا يعيش محتارا بين تقنيات المستقبل التي تنتشر هنا وهناك، بل عليه أن يبحث عن احتياجات عمله وحسب.

2- كن طموحا لفعل ما هو أفضل ، ولا تعجز.

3- عند بحثك عن الحلول حاول أن تتوسع في بحثك أكثر فلعلك أن تظفر بلغة برمجية مجهولة للكثير ، وفيها الحل الأمثل لمشكلتك.

4- استغل أوقات الفراغ في عملك.

5- أفضل ساعات التعلم هي أوقات البكور .

6- استعن بالله، فإذا عزمت فتوكل عليه، إن الله يحب المتوكلين.

وأخيرا:

ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر