هذا ليس اسما لأحد البرامج الجديدة القادمة، كما تعودنا من مجتمع البرمجيات الحرّة وتيمنه كثيرًا بأسماء الحيوانات، لكنها محاولة للفت النظر لمشكلة حقيقية تعاني منها معظم البرمجيات الحرّة، لا سيما تلك التي يحتاجها المستخدم في حياته اليومية وتواصله الرقمي مع العالم المحيط، ألا وهي مشكلة البطء الشديد في عملية تطوير تلك البرمجيات، وأرجو تفهم أن كلامي هذا لا يحمل أي تهجم على المجتمع أو جهوده في العمل، بل هو قلق على هذا المجتمع وجهوده تلك.

كان أول استخدام لي لنظام تشغيل غنو لينكس في عام 2008، وخلال ست سنوات من اعتمادي الكامل على لينكس ومروري بمختلف المتطلبات والحاجيات جربت الكثير الكثير من البرمجيات الحرّة، ابتداء من الحزم الكبيرة المعروفة وانتهاء ببعض أصغر الحزم التي لم يسمع بها أحد ربما، وقد عاصرت في هذه الفترة وتيرة نمو البرمجيات الحرة، بالاضافة إلى متابعتي ومشاهدتي لوتيرة نمو البرمجيات المملوكة، ولا يمكن حقيقة إلا الاعتراف بالفارق الصارخ في سرعة نمو وتطوير كلا النوعين [أجد نفسي مضطرًا للتاكيد على بدهية وجود استثناءات].

لنلقي نظرة سريعة:

برنامح تحرير الصور Gimp صدرت نسخته الأولى 1 عام 1998، اليوم في عام 2014 وبعد 16 عاما على التطوير، البرنامج يحمل الاصدار 2.8!

برنامج إنشاء الرسوميات Inkscape أعلن عن إطلاقه عام 2003 لا يزال يحمل اليوم وبعد أكثر من 10 سنوات تطويرية رقم اصدارة 0.48!!

طقم أدوات المكتب LibreOffice: يحمل عمر تطويري قدره 12 عاما، صدرت نسخته الثالثة في عام 2009 والرابعة في 2013.

محرر الصوتيات الشهير Audacity: أطلقت إصدارته الأولى عام 2000 بينما أعلن في وقت سابق من هذا العام على إطلاق اصدارته الثانية! (14 عاما تطويرًا!)

هذا جانب من أكثر البرمجيات الحرّة أهمية وأسرعها نموًا!

بينما تبدو القفزات التي تحققها البرامج التابعة لشركات كبيرة خلال ثلاث أو أربع سنوات تتم بسرعة الضوء في الوقت الذي تنمو فيه برمجيات المجتمع الحر أبطء من السلحفاة، مما يجعل المنافسة بعيدة المنال في كثير من الأحيان.

برأيكم ما هي أسباب هذا التأخر الشديد وكيف يمكن معالجته؟

[ طرحت الموضوع في وادي التقنية، والبعض أجاب أن رقم الإصدار لا يعبّر عن سرعة تطور البرنامج، ورغم أنه يعبّر بالتاكيد، لكن ست سنوات من استخدامي للحزم السابقة، وست سنوات وأنا اتابع التغييرات الحاصلة في مثيلاتها التجارية، هناك فرق شاسع في سرعة النمو]