خلال ثلاثة أيام مرت "واليوم رابعها" عانيت من الصفات الثلاثة الكثير، حمدا لله، قدرتي على الاحتمال كانت كبيرة.

أغنية unravel من انمي طوكيو غول ساعدتني كثيرا، واستطعت خلال الاربع وعشرين الساعة الأولى ان اتمالك نفسي واحافظ على ذاتي في هذه الموجة العارمة من الكذب، الاستعباط، النقاشات البيزنطية، وتسفيه الطموحات.

غالبا، موسم الاعياد هو موسم للاجتماع بالاقرباء، الاصدقاء، والجيران... الاستمتاع معهم، الاستماع اليهم، والتعرف على تفكيرهم.

لا تعتقد لولهة انني احد اولئك الجالدين للذات، ولست احد الحالمين ايضا، اعلم تماما وجود الجوانب الايجابية والسلبية لكل شخص، ولكن عند اجتماع العدد الهائل من الاشخاص، واطلاق شرارة النقاش التافه، سرعان ما يميز الخبيث عن الطيب.

حمدا لله، مجددا، انني لم انساق وراء الحديث، رغم التعرض لي بشكل مباشر عدد من المرات، استطعت سحب نفسي خارجها بصعوبة...ولحسن الحظ، انتهت الحرب على خير، وسأعود لداري سالما غانما غدا "ربما سالما فقط" ولاتابع حياتي الطبيعية في سلام.

لن اتعبكم في تفاصيل النقاش العقيم الذي دار، من هي الشخصيات البارزة التي شاركت فيه بعلمها الجليل، ولكن؛ سألخص ما تعلمته من هذه التجربة بعدة سطور:

  • لا تحاول الدخول في النقاش حتى؛ جميع الاطراف خاسرة، عليك ايقان ذلك.

  • بعد دخول الشخص الرابع للنقاش، سيصبح المجلس عبارة عن حديقة حيوانات.

  • المواضيع كافة تسقط في نقطة ما من النقاش "ولو كانت ضمنية" ويتحول الموضوع لثلاثة اتجاهات:

  • التهويل: لقد نجحت بكافة موادي في خمسة اعوام من دراستي للطب، بمصروف شخصي لم يتجاوز ال100$، وايضا حافظت عحياتي الاجتماعية، وذهبت للسياحة الاف المرات... وياللوضع المناسب، لم اخبرا احدا لأنني كنت مستقلا بذاتي مذ حينها.

  • التنظير: عليك ان تشغل عقلك، انت في هذا البلد منذ ستة اشهر، لم تتقن اللغة بعد، لم تحصل على عمل ثابت، ولم تتزوج بعد... لقد فاتك القطار واصبح عمرك عشرين سنة، لن تستمتع بالحياة ان استمررت على هذه الحالة.

  • التحطيم: ما هذا التفكير الفاشل، اتعتقد ان عملك في الترجمة سيبقيك شبعانا للأبد، الهندسة هي المستقبل، ستبقى تجني المال وتنفق المال دون هدف سام في حياتك الى نهاية عمرك، ولن تقوم بشيء مفيد للبشرية.

  • المميز في كل ما سبق هو انها كلمات لو خرجت من افواه عظماء "او بالحد الادنى: ناجحين" لكانت منطقية لدرجة ما، ولكن؛ جميعها صدرت من اشخاص افضلهم حالا واقع في ديون لن يخرج منها الا بمعية الرب وعونه ومعجزة ما قد تحصل له.

  • الحل بكل بساطة هو ان تخرج نفسك من الجو، سيعتبرك الجميع "anti social" و"متخلف" لعدم مشاركتك في هذا الحديث البناء، ولكن في المقابل ستجد نفسك في كوكب اخر مركزا على اهدافك الحقيقية بعيدا عن البروباغاندا الهادفة التي تم الحديث عنها في النقاش.

  • احذر الحديث الارتدادي، فبعد انتهاء النقاش بساعات وربما ايام، ستجد احدهم ياخذك جانبا ليناقشك من جديد في الموضوع، في هذه الحالة فقط وافق مباشرة، اقتنع مباشرة، واقطع عليه الطريق.

لا يمكن للكلمات ان تعبر الى العقول لطالما كل تشبث برأيه، بقدر ما تتنازل عن معتقداتك، سيتنازل من تناقشه عن معتقداته.