• عن أبي إسحاق قال: إذا بلغك أن غنيًا افتقر فصدق إذا بلغك أن فقيرًا استغنى فصدق وإذا بلغك أن حيًا مات فصدق وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلًا فلا تصدق.

  • القاضي أبو يوسف يتحدث عن الحماقة

عن أبي يوسف القاضي قال: ثلاث، صدق بإثنتين ولا تصدق بواحدة. إن قيل لك أن رجلًا كان معك فتوارى خلف حائط فمات فصدق ،و إن قيل لك أن رجلًا فقيرًا خرج إلى بلد فاستفاد مالًا فصدق، وإن قيل لك أن أحمق خرج إلى بلد فاستفاد عقلًا فلا تصدق.

  • دواء الحمقى

عن الأوزاعي أنه يقول: بلغني أنه قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: يا روح الله إنك تحيي الموتى قال: نعم بإذن الله، قيل: وتبرىء الأكمه قال: نعم بإذن الله، قيل: فما دواء الحمق؟ قال: هذا الذي أعياني.

و قال جعفر بن محمد: الأدب عند الأحمق كالماء فى أصول الحنظل، كلما ازداد رياً زاد مرارة.

  • الحمق شرٌ من الرعونة

قال المأمون: تدرون ما جرى بينى وبين أمير المؤمنين هارون الرشيد؟ كان لي إليه ذنب، فدخلت مسلمًا عليه، فقال: أغرب يا أحمق، فانصرفت مغضبًا ولم أدخل إليه أيامًا فكتب إلي رقعة يقول:

ليت شعرى وقد تمادى بك الهجر ** أمنكَ التفريط أم كان مني

إن تكن خنتنا فعنك عفا الله ** و إن كنت خنتكم فاعف عني

فسرتُ إليه فقال: إن كان الذنب لنا فقد استغفرناك، و إن كان لك فقد غفرناه، فقلت له: قلت لي يا أحمق، ولو قلت لي يا أرعن كان أسهل علي. فقال: ما الفرق بينهما قلت له الرعونة تتولد عن النساء فتلحق الرجل من طول صحبتهن فإذا فارقهن وصاحب فحول الرجال زالت عنه، وأما الحمق فإنه غريزة.

وأنشد بعض الحكماء:

وعلاج الأبدان أيسر خطبا ** حين تعتل من علاج العقول


  • من كتاب: أخبار الحمقى و المغفلين. / أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي.

  • الباب الثاني، صفحــــــ (23-24) ـــــــــة.