صديقنا لهذه الحكاية يملك حساب شخصي على الفيس بوك ولديه المئات من الصداقات، فهو يكتب في الشأن العام، ولا يهتم بكون الأصدقاء الموجودين لديه تربطه بهم علاقة شخصية، فاهتمامه أساسا بعرض أراءه وأفكاره الخاصة ومناقشتها مع جمهور الفيس بوك.

يقول صديقنا: "بالرغم من ذلك، تصلني بعض الصداقات على الفيس بوك تلفت انتباهي وأشعر بأنها مشبوهة، ومع أني حاولت التفكير في أسباب اضافة هذه الحسابات لحسابي، الا أني لم أصل لنتيجة، فالصداقات عندي كثيرة، وأنا غير معني بتكوين علاقات عبر الفيس بوك".

ويضيف صديقنا بأن هذه الصداقات لها مواصفات معينة، كإسم الحساب والصورة الشخصية وتاريخ إنشاء الحساب وقد لا تظهر أي معلومات شخصية سواء العمل، السكن أو الهوايات والمنشورات التي يغلب على هذه الحسابات تناولها، والمواضيع التي يتم الحديث فيها.

صديقنا يتحدث عن طريقة حاول من خلالها التعرف على سلوك هذه الحسابات، قال: " وصلني طلب صداقة من حساب شعرت بأنه مشبوه، فالحساب تم انشاءه قبل قليل، والصورة الشخصية لفتاة حسناء، فقررت عدم قبول هذا الحساب ومراقبته بشكل يومي على مدار أسبوع"

وبعد أسبوع من المراقبة، لاحظ صديقنا أن هذه الحسابات تحاول أن تحقق لنفسها الثقة من قبل الآخرين بإضافة حسابات متعددة لزيادة عدد الأصدقاء المشتركين، وبذلك يقوم الأشخاص الآخرين بقبول هذه الصداقة بناء على ذلك، دون التحقق من مصداقية هذا الحساب وصاحبه.

حاول صديقنا التأكد من ذلك، فقام بسؤال جميع الأصدقاء المشتركين عن هذا الحساب، فوجد أن كل منهم قام بقبول هذا الحساب بناء على ثقتهم في حساب آخر مشترك بينهما، واتضح لصديقنا أن لا أحد من الأصدقاء المشتركين يعرف هذا صاحب هذا الحساب بشكل شخصي.

وبهذه الطريقة أثبت صديقنا شكوكه، وتوصل لنتيجة هامة، وهي أنه يجب تجاهل الحسابات المجهولة وحذفها كأساس في التعامل مع هذه الحسابات، وضرورة التحذير منها فهي كأبراج المراقبة وتؤدي دورا مشبوها يجب الحذر منه ومحاربته.

وبدورنا نؤكد على أن هذه الطريقة البسيطة في الكشف عن الحسابات المشبوهة وإن كانت قد كلفت صديقنا وقتا، إلا أنها كانت ناجحة في إيصال مفهوم ورسالة مهمة، هي عدم بناء الثقة على ثقة الآخرين، فقد يكون الآخرين قد تعاملوا بإهمال وتراخي، وأنه وجب الحذر من الحسابات المشبوهة على الفيس بوك والتحري عنها قبل قبولها.

منقولة بتصرف من أحد المواقع.

الصورة من حسابي في الفيسبوك