غالبا ما نرى الناس في كثير من الأحيان لهم سمة مشتركة وهي أنهم يتكلمون اكثر مما يستمعون ونجد الواحد منهم متعصب لرأيه في كل موضوع يفتح أمامه وسنجده أيضا يقلل عادة من أهمية أي موضوع جديد عليه

فكيف يكون أي موضوع مهما إذا كان هو شخصيا لن يلقي

فيه بدلوه أو حتى ولو كان الأمر متعلقا بحال

الأمة أو بثورة تكنولوجية قادمة أو بمتغير في الاقتصاد العالمي

سيكون له تأثير مباشر على حياته اليومية لا يهم المهم أن يتكلم

هو لآخر الجلسه لآخر العمر لآخر نفس حاملا شعار “أنا

أتكلم، إذن أنا موجود.. والمشكلة أنه لا يعلم أن هذا الشعار قد

يتبدل من وجهة نظر المجتمع من حوله إلى: هو يتكلم إذن أنا

غيرموجود الجميع مع الوقت سيكتشف المشكلة في الحوار مع هذا

الشخص وسوف تسقط الجفون للنعاس وتهرب العقول إلى أي مكان

آخر حفاظا على الوقت وعلى سلامة الفكر بينما هو لا يزال يتكلم

حتى آخر نفس حتى آخر جندي من المستمعين ولهذا لابد من وجود أسس وقواعد للكلام يتبعها الإنسان كي يتفادي عدم اللا مبالاه لحديثه أو شعور المتلقين بالملل وهذا ما نطلق عليه فن الكلام وإحدى هذه القواعد هو ما اختصره العامة في جملة

خير الكلام ما قل ودل وخير الأمور الوسط يعني لا كلام

طول الوقت ولا سكوت طول الوقت ولا دخول في تفاصيل مملة

ولا كلام بالإجماليات المبهمة المضلة

إذا تكلمنا فلا بد وأن يكون للكلام معنى وإذا سكتنا فلا بد

وأن يكون لهذا السكوت معنى وأولاد البلد يقولون: "اشتري

وما تبعش” في إشارة إلى ضرورة الاستماع للغير ً أولا حتى تتبين

ماذا يريد ثم تبدأ في الكلام بعد ذلك في الاتجاه الصحيح

وذلك لأن البعض أحيانا يتكلم فقط للمشاركة حتى لا يقال

إنه ليس له رأي أو فكر فإذا كان الكلام في اتجاه غريب عن خبراته

الشخصية فإنه ينتظر حتى تظهر كلمة لا يعلم عنها إلا اليسير

فما إن يسمع هذه الكلمة حتى يعتبرها كصوت طلقة بداية سباق

المائةمتر عدوا فينطلق يعبرعن رأيه بدايةمن هذه الكلمة وهولا

يعلم أن هذه الكلمة قد تكون قيلت فقط على سبيل المثال أو بشكل مختلف تماما عن فهمه لها

ً

لهذا لابد ان نسمع بقدر المستطاع ونعلم أن المستمع

الجيد يحصل على قلوب الناس بشكل أعمق