انت هنالك قرية تسكنها مجموعة من العبيد ، هؤلاء العبيد يعملون بجد و تفانٍ و نُكرانٍ للذات، أصبحت الحقول و المزارع تعطي إنتاجاً وافراً، غِلالاً جدَّ هائلة لا تُعد و لا تحصى، بالإضافة إلى الثروات الهائلة من المعادن التي يحتضنها باطن أرضها، حيث تُستخرج منه جميعُ أنواع المعادن من ذهب و فضة و نحاس و حديد و غيرها... و يحيط بهذه القرية بحر زاخر بجميع الأسماك و الرَّخَوِيات الباهضة الثمن ، وهذه الخيرات العميمة تُباع لِقرىً نائية ، و تتحكم في القرية ثُلَّة من (النُّبَلاء) التي تستفيد من كل هذه الثروات و الخيرات دون أن ينال منها العبيد (أصحاب الأرض) شيئاً، كل ما فوق الأرض و ما تحت الأرض مِلْكٌ لثلة (النبلاء)، يُساق العبيدُ بالسَّياط و يُحكَمون بقُوَّة الحديد و النار، و الويْلُ كُلُّ الويْلِ لِمَنْ تُسَوِّل له نفسه العِصيانَ ، عصيانَ أوامِرِ (النُّبَلاء) مصيره السجن السحيق بدون هَوادَة من أجل إسكاتِ صوتِه و جعلِه عِبرة للآخرين، و كل من سَنحتْ له فُرصةُ الهجرة يُهاجر مُرغماً إلى قُرىً بعيداً عن أرض أجداده من أجل العيش في حرية و كرامة و عدالة اجتماعية لِكَوْن تلك القرى تحكمها مجموعة من الرجال النُّزَهاء الثُّقاة الذين اخْتارَهُم أهل تلك القرى لِتدْبير شؤونِهم..

رغم أنَّ (زُمرةَ النُّبلاء) تُحكِمُ قبضتَها على (عبيد القرية) إلّا أنّها لا تملك قراراً مستقلّاً، فأعيانُ القُرى النائية هم الذين يفرضون عليها إملاءاتهم مقابل الحفاظ لهم على مصالحهم في هذه القرية و هؤلاء الأعيان هم سبب بقاء هذه الشرذمة مُتربِّعةً على عروشَ التًّحكُّم ...و سيظلّ (عبيد القرية) على هذا الوضع المُزري ما لم يُوحِّدوا كَلمتَهم و يرُصّوا صُفوفَهم لِمُواجهة هذه الثُّلّة الطاغية و زعزعة عروشها و اقتلاعها من جُذورها. ( يتبع).

الكاتب الأستاذ { علي اعمو }