هاني حجر
أن تنطق بكلام في موقف ما تتعرض له أو يتعرض له شخص آخر فهذا أمرطبيعي ومنطقي ولكن هناك فرق كبير بين الكلام وانت في وضع مريح وغير مبالي بالعواقب والضغوط وبين ان تعمل الف حساب لكل كلمة تخرج من فمك وكأن فمك ميزان حساس يزن كل ما يخرج منه أو فلتر لتنقية الكلام من الشوائب قد يكون مطلوب تنقية الألفاظ من الإسفاف والبذاءة بشرط أن يكون نابعا من قناعاتنا وضمائرنا ولكن حينما يكون هذا الفلتر إجباريا هنا يحدث الخلل وتنطق وقتها كلاما انت غير راض عنه وموضوعنا هنا عن ما يطلق عليه بأغاني المهرجانات والصراع القائم بين نقابة الموسيقيين والمتمسكة بموقف عدم الاعتراف بهذا النوع من الغناء واعتباره نوعا من الأداء الذي لا يليق وأنه فن هابط يجب التصدي له بكل حسم وبين مطربي المهرجانات الذين تزداد شعبيتهم يوما بعد يوم ويرون انهم يقدمون اغاني تعجب الجمهور والدليل على هذا شعبيتهم المتزايدة وان هذه الحرب التي يتعرضون لها هي عبارة عن تعالي وتكبر عليهم ولن تؤثر فيهم هذه الحرب بل تزيد من شعبيتهم وتقويهم وتظهرهم في الإعلام كنجوم لهذا لابد أن نترك الساحة للفن للجيد والردىء معا وننتظر
من سيفوز طبعا الجيد سيكون هو المنتصر وسيفرض نفسه رغم عنا جميعا
وهذا ما أود الاشارة إليه لا ينبغي أن نمارس اي نوع من انواع السلطة الإجبارية وفرض الرأي بداعي التوجيه والإرشاد صحيح ان بعض هذه الاغاني رديء ولكن البعض الآخر جيد له معجبين فلا يجب أن نعمم ولا ننسى ان اغاني الفنان محمد عدوية كان يتم محاربتها ومنعت من البث في الإذاعة لزمن طويل ولكن أغانيه رغم ذلك مازالت باقية حتى الآن فالطيور بكل انواعها تغرد متى شاءت ولا احد يستطيع منعها وتحلق في السماء كما تريد فهي تتحرك بحرية مطلقة دون قيد أو شرط غير تكوينها الذي وهبه لها الله تعالي.