بقلم/هاني حجر

يصادف الإنسان في مراحل حياته المختلفة من طفولة وشباب وكهولة  العديد من الأشخاص يطلق عليهم أصدقاء وهؤلاء الأصدقاء يكون لهم دور أساسي في حياته لأن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بدون الآخر فما بالك إذا كان الآخر هذا صديقا ولكن كيف نميز بين علاقة الصداقة الحقيقية وأي علاقة أخرى؟

ربما تكون الصداقة الحقيقية هي العلاقة الوحيدة التي تنجي من محن الزمن وضيقاته وتبقى غير مشروطة مزيجا فريدا من المودة والولاء والحب والاحترام والثقة والكثير من المرح ويكمن   المعنى الحقيقي للصداقة في الاهتمامات المتشابهة والاحترام المتبادل والارتباط القوي  بين الأصدقاء و ما يشاركه الأصدقاء بين بعضهم البعض. هذه مجرد سمات عامة للصداقة لذلك يجب أن يكون لدى الإنسان أصدقاء حقيقيون ، لأنهم بالفعل كنز نادر.

والصداقة هي الشعور بالراحة والأمان العاطفي مع شخص عندما تكلمه لا تضطر إلى موازنة أفكارك وقياس الكلمات التي تخرج من شفتك ،  إنه عندما يعرفك شخص ما أكثر منك وتجده  بجانبك في كل أزمة تمر بها  بدون أن تطلبه.

تختلف تعريفات الصداقة باختلاف الأشخاص فمنهم من قال هي الثقة في الفرد و بأنه مستحيل أن يؤذيك. أما بالنسبة للآخرين فإن الصداقة هي حب غير مشروط وهناك من يشعر بأن الصداقة هي الصحبة تختلف التعريفات بحسب نوع الخبرات التي مر بها الإنسان ولكن تتفق في أن الصداقة علاقة روحية جميلة بين شخصين لديهما نفس  الشعور. وهناك قصص شهيرة عن أصدقاء في زمن الأساطير  المختلفة تقول إن الشخص الذي وجد صديقًا مخلصًا وجد كنزًا لا يقدر بثمن.

لذلك  فإن أي علاقة تحتاج إلى رعاية وتطوير مستمرين من جميع الأشخاص المشاركين في هذه العلاقة. فلا يمكن للصداقة أن تدوم إذا بذل شخص ما كل جهد للحفاظ عليها دون  أن يبذل الطرف الآخر مثل هذا الجهد. 

  فالصديق الحقيقي هو رفيق الدرب، ربما يعيش الإنسان طوال حياته يبحث عن صديق مخلص يشاركه المواقف والأيام، ربما يجده، وربما لا يجده، وإذا وجده يجب أن يحافظ عليه، والصداقة لا تقاس بعدد الأيام والساعات التي نقضيها سويًا، بل تقاس بمقدار الحب في القلوب، مهما بعدت المسافات وطال زمن الفراق.

إن وجود أصدقاء طيبين يمثلون فائدة لصحتك فمعهم يمكنك الاستمتاع بوقت جميل فضلا عن توفير الدعم خلال اللحظات العصبية التي تمر بها كما أنهم حائط صد ضد الشعور بالوحدة وقديما قالوا (الصداقة شجرة بذورها الوفاء وأغصانها الأمل وأوراقها السعادة).