هدم قبور البقيــع وصمة عار في جبيــن التيمية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـ لرأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم ـ حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأُمم التي سبقت ظهور الإسلام ـ فيحدّثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتُشف أمرهم ـ بعد ثلاثمّائة وتسع سنين ـ بعد انتشار التوحيد وتغلّبه على الكفر.

إضافة الى أقوال النبي الكريم (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) التي طالما دعى فيها الى زيــارة ممن تحملوا الويلات في الدفاع عن الأسلام وخاصة في بداية بزوغهِ لهداية البشرية, و لا يخفى على أحد أن الرسول الأكرم (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) أنه لا ينطق عن الهوى أن هو إلا وحيُ يوحى, وخاصة في زيارة شهداء بقيع الغرقد بما أشتملت عليهِ من قباب كثيرة ومنهم الامام الحسن المجتبى ابن علي أبن أبي طالب والامام علي بن الحسين زين العابدين والامام محمد بن علي الباقر ، والامام جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام) , وکذلک مراقد کل من ابراهيم بن رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) , وبعض زوجات الرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ) من امهات الم***1734;منين وکذلک عمه العباس بن عبدالمطلب وعماته , وکذلک اسماعيل بن الامام جعفر الصادق (عليهِ السلام), و سيدتنا فاطمة بنت أسد وکذلک سيدتنا أم البنين, ومرضعة النبي (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) السيدة حليمة السعدية , وجمع من الصحابة وعلى رأسهم الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الانصاري (رض) الى جانب الشهداء والتابعين …

لكن التيمية خالفوا بفعلهم الشنيع في هدم قبور البقيع وتكفير كل من يزور قبور الأولياء والصالحين وصايا سيد المرسلين في ذلك.

ولذلك نجد ممن دافع عن الرسول الأكرم وألزم الناس بالألتزام بوصاياه (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) من خلال عدة محاضرات تدعو الى التحلي بالأخلاق المحمدية,أمثال المحقق السيد الصرخي الحسني, ففي المحاضرة {14} من بحث : ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي, أوضح سماحته كيف كان رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) يزور قبور البقيع:

"في صحيح مسلم / الجنائز، عن عائشة - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم- يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ :"السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا مُؤَجَّلُونَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ).

أقول : رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يخرج إلى أين؟ إلى البقيع، يذهب إلى أين؟ إلى القبور، إلى المقبرة."

وكما ذكر في نفس المصدر أن زيارة قبر النبيّ والأولياء والصحابة وأمهات المؤمنين فيها الشفاعة

"حاشية ابن حجر الهيثمي، قال الحافظ ابن حجر الهيثمي : روى البزار والدارقطني بإسنادهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم -: من زار قبري وجبت له شفاعتي (ورواه الدارقطني أيضًا والطبراني وابن السبكي وصححه بلفظ ( منْ جَاءَنِي زَائِرًا لا تحمِلهُ حَاجَةٌ إِلّا زِيَارَتِي، كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

أقول : يعني زيارة نفس المكان، نفس القبر، نفس النبي - صلّى الله عليه وآله وسلم - زيارة نفس القبر فيه خصوصية وينال الزائر الشفاعة، ويضاف لهذه زيارة الصحابة، كثرة العبادة، المسجد، اعتكاف المسجد، فلا يضر قصده في حصول الشفاعة له."

وختامًا كتب أبن تيمية تصدح بعبارة "يستتاب فإن تاب وإلا قتل" في تكفيير المسلمين الذين يزورون القبور ومشاهد الأولياء والصالحين بقولهِ:

“من يسافر إلى زيارة القبور والمشاهد… فإنه يُستتابُ فإن تابَ وإلاّ قُتِلَ” اهـ. [المستدرك على مجموع الفتاوى (3/ 252)

وأيضًا: "ليس لأحد أن يقصد الصلاة عند قبر أحد، لا نبي ولا غير نبي، وكل من قال: إن قصد الصلاة عند قبر أحد، أو عند مسجد بني على قبر أو مشهد، أو غير ذلك: أمر مشروع، بحيث يستحب ذلك ويكون أفضل من الصلاة في المسجد الذي لا قبر فيه: فقد مرق من الدين، وخالف إجماع المسلمين والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل” اهـ. [رأس الحسين، لابن تيمية (ص: 213)].

نزار الخزرجي