إنه عصر العملية أو البرجماتية، عصر المصالح الشخصية، والعلاقات الإجتماعية ذات الأساس المادي. كل الإرتباطات داخل المجتمع أصبحت قائمة بواسطة العامل الإقتصادي بشكل كبير، فحتى الأسرة لا تستطسع الإستمرار في تماسكها إن كانت تحتاج إلى المال-هناك استثناءات- فبناء الأسرة الآن، لم يعد يعتمد على الحب العاطفي، أو على العلاقة القبلية التي تهتم بتكاثر أعضاء القبيلة، إنما أصبحت تعتمد على المال، إن كنت فقيرا، فقلما تجد عائلة تقدم لك ابنتها كزوجة، خوفا على مستقبلها طبعا.

إن هذا النموذج، الذي قدمته عن العلاقات الإجتماعية القائمة على المادة هو مثال عظيم وموجز يعبر عن الحالة التي أضحت عليه هذه العلاقات.

إن هذه النتيجة التي صار عليها الإنسان في علاقته مع الآخر، هي نتيجة حتمية لنظام إجتماعي، يميز بين اﻷقوى والضعيف بمعيار المال. فالمال الذي كان سابقا مجرد وسيلة تدخل في عمليات التبادل بين البائع والمشتري؛ لتسهيل عمليتي البيع والشراء، بعد أن كانت تعتمدان على المقايضة. أصبح المال قيمة في ذاته، وأصبحت تتراكم في يد قلة، صاروا بفعل هذا التراكم يتحكمون في السياسة، التي من خلالها غيروا القوانين الإجتماعية، وغيروا مجرى العقليات السائدة في المجتمعات، فأصبحت عقلية الحصول على المال هي الإفراز الحتمي لهذا، لا تهم الوسائل لذلك، مادامت القوانين تغيرت، لتسهيل الحصول على المال. وهكذا فقدت الإنسانية قيمتها داخل النسيج الإجتماعي الجديد، الذي لا يعرف إلا الحصول على المادة، لايهمه إن كان على حساب ضعيف أو على حساب كرامته هو نفسه، المهم المال يجب أن يكون بين يديه.

____________________

بقلم :#محمد_امزيل

ملاحظة :هذه مجرد مقدمة لموضوع شاسع، يمكنني أن أنشره على شكل أجزاء، إن شاء الله.