بلا شك أنّنا تعرفنا على الكثير من الغرباء أثناء الانتظار في إحدى محطات وسائل المواصلات العامة، وتبادلنا أطراف الحديث مرات عديدة، مع من طال بهم الانتظار في طوابير لانهائية من أجل الحصول على إحدى خدمات بعض المنظمات الحكومية أو الخاصة، ولكن الكثيرون منّا لا يُدركون أنّ لتلك العلاقات العابرة ثمنُ قد لا يُقدر بالمدة التي قضيناها معهم، وقد يكون أحد الغرباء متوائماً معنا، إلا أنّ طرق الحياة لم تجمع بينكما في سعةٍ من الوقت والمكان!، وهو ما أشار إليه فيلم "Before we go"، التجربة الإخراجية الأولى التي قدّمها الممثل الأمريكي "كريس ايفانز" في عام 2014م، والذي عُرف بشخصية "كابتن أمريكا" في أفلام مارفل، وكان المخرج هو أيضاً الممثل الوسيم الذي أنقذ فتاة في إحدى الليالي الباردة!

حاز الفيلم على تقييم متوسط في موقع "آي إم دي بي"، وتدور أحداثه في قالب رومانسي، عاطفي، حميمي وبعض من الكوميديا، حكايته بسيطة بعض الشئ، فهي تحكي قصة شخصين في ليلة واحدة فقط، الفتاة التي كانت في طريقها إلى زوجها إلا أنّها تعرضت لحادثة سرقة أفقدتها نقودها وهاتفها المحمول في إحدى محطات القطار، وعازفٌ شاب في الشوارع، يُحاول مساعدتها بشتّى الطرق، وبين طيات ذلك، تقع الكثير من المشاكل والأمور المحرجة والمواقف الغريبة التي تدفع الشخصين "للفضفضة" إنّ صح القول، والتعبير عن ما يجول في خاطريهما، وإطلاق العنان للأسئلة الوجودية التي خيّمت على أكثر لحظات الفيلم دفئاً!.

وبالرغم من أنّ الفيلم درامي بشكل كبير، إلا أنّه ليس غارقاً في التفاصيل والكليشيهات المكررة التي نراها في غالبية الأفلام الدرامية الرومانسية، حيث سنرى الكثير من التناغم والانسجام بين البطلين اللذين تدور حولهما القصة، والقليل من الشخصيات التي ستظهر أثناء سير الأحداث، والمتقنة في كتابة سيناريوهات ظهورها، وعند الاقتراب من خط النهاية، يفتح الفيلم في عقلك نافذة للتساؤل، هل للعلاقات العابرة أنّ تُحدث أثراً قوياً على الذات؟!، هل لتلك العلاقات أنّ تبقى بعمق في ذاكرة حياتنا؟!، وبلا شك أنّ الإجابة ستجد الكثير من التأويل لدى المشاهد.