للمخرج دور في صناعة الفيلم يشبه دور المترجم في تأليف الكتاب، عندما يقوم المترجم بترجمة نص شعري أو خاطرة أدبية من لغتها الأصلية الى لغة آخرى فأن الترجمة الحرفية لنصوص الشعر والأدب تفقدها روح الشاعرية وتطفء وهج الاحاسيس المنبثقة عنها، ولهذا تحتاج هذه النصوص الى مترجم يتمتع بقدرات عالية ليقدم ترجمة تحافظ على محتوى النص وجماليات رونقه وروح شاعريته، فلا يكفيه ان يكون ملماً بقواميس اللغة وقواعدها، نفس الأمر ينطبق على غالبية المخرجين العرب في تعاملهم مع نصوص السيناريو،

هو يعمل على السيناريو كما يعمل المترجم على النص الشعري عندما يقوم بالترجمة الحرفية، مالم يجد المخرج وصفاً للمشاهد يتحدث فيه السيناريست عن عدد قطرات المطر المتساقطة في المشهد وعدد خصلات الشعر التي ترفرف من شعر البطلة اثناء هبوب الرياح لن يستطيع ادارة المشهد مالم يوفر له النص كاتلوج يسير عليه، لايستطيع المخرج أختلاق رؤية أخراجية من نمط القصة وسير أحداثها، يملك أدوات الأخراج مثلما يملك المترجم معرفة اللغة وقواعدها ولكنه لايملك الرؤية وتوظيف هذا الفهم فيما يخدم الترجمة، كحال المخرج لايستطيع ان يفسر القصة بأستخدام أدواته، يريد كاتلوج يسير عليه،

لو اطلعت على سيناريو فيلم ناجح أحرجه مخرج متميٌز سترى ان السيناريست لم يكتب في خانة الوصف ماله علاقة باللقطات او محتوى المكان او حركة الممثلين داخل المشهد، وان وجدت فيه على سبيل الاقتراحات وغالباً لايقوم المخرج بتطبيقها في المشهد لأنه يملك رؤية للقصة وينفذ المشهد بما يتناسب مع الإقاع الذي ضبط القصة عليه، فهذه الامور لاتجدها عند اغلب المخرجين العرب والذين دائماً مايشتكون من ندرة السيناريو والحقيقة ان ازمة السينما العربية ازمة اخراج وليست ازمة سيناريو