في المشهد قبل الأخير من فيلم فرق خبرة، يلتقي ناجي بحبيبته السابقة سلمى. تقول له بابتسامة: "سعيدة إن النظرة اللي على وشك اختفت… نظرة اللي بيدور على حد ينقذه." لكن ما لا تعرفه سلمى أن ناجي قد نجا بالفعل. لم يعد يبحث عن منقذ، لأنه أدرك أن القوة الحقيقية لا تأتي من الخارج، بل من داخله هو.
هذا التحول يلخص رحلة أي شخص يواجه تحديات الحياة: في البداية نميل للبحث عن من يسندنا، من يمد يده لينتشلنا من الغرق. لكن مع الوقت، ندرك أن النضوج ليس في انتظار طوق نجاة، بل في أن نصبح نحن أنفسنا الطوق.
في حياتنا مررنا بموقف مشابه، في شبابنا كان من الشائع أن يبحث شاب/شابة تدخل علاقة ظنًا منها أن الطرف الآخر سيعوضها عن فراغ داخلي، ثم تكتشف أن العلاقة لا تصلح إلا إذا كانت هي أولًا متصالحة مع نفسها.
الفيلم هنا لا يحكي فقط قصة ناجي، بل يعكس قصة كل واحد فينا. كم مرة شعرنا أننا بحاجة لإنقاذ؟ وكم مرة اكتشفنا أن الحل كان في داخلنا طوال الوقت؟ ربما هذه هي " الخبرةالحقيقية" أن نتوقف عن البحث عن منقذ، ونبدأ في أن نكون نحن من ينقذ أنفسنا، لنستطيع بعدها الدخول في علاقات لا تقوم على الاحتياج بل على المشاركة.
التعليقات