هناك ظاهرة تتزايد كل يوم في مجتمعاتنا ألا وهي التعلق بالحيوانات كبدلاء للبشر، نسمع كثيرا يومياً عن نساء سواء عجائز أو شابات بيوتهن تمتلئ بالقطط، أو رجال يصطحبون كلابهم أينما ذهبوا حتى لو مسافرين للخارج وحتى لو كلفهم ذلك كثيراً، في رأيي تعلق بالحيوانات بهذا الشكل الذي ربما يراه البعض مبالغ فيه يكون أحيانا بسبب الخذلان والوجع في علاقاتنا مع الآخرين.
في فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو نجد هذه الظاهرة مجسدة بين حسن الشاب البسيط وكلبه "رامبو"، حسن لم يكن له حد في الدنيا سوى أمه، هجره والده وحبيبته ابتعدت عنه، لديه عدة زملاء علاقته بهم محدودة وباهتة للغاية، رامبو هو الصديق الوحيد لحسن، صديقه الذي يأكل معه ويحتفل بعيد ميلاده معه، لذلك عندما هاجم بلطجي حسن كان من الطبيعي أن يهاجمه رامبو وينقض عليه، انتفض الكلب لنصرة صاحبه ولم يتحرك أحد من البشر لإغاثة حسن من يد البلطجي.
ربما لا يتعلق الأمر فقط بكون الحيوان بديلًا للبشر، بل بكونه كائنًا يمنح صاحبه حبًا بلا شروط ووفاءً لا يتأثر بالمصالح أو الخذلان.
رامبو لم يسأل حسن عن مستقبله ولا عن أخطائه، كل ما كان يعنيه هو أن صديقه في خطر، وهذا وحده كان كافيًا ليقفز للدفاع عنه. مشهد كهذا يجعلنا نتساءل: هل نحن بحاجة لتعلّم بعض الدروس في الوفاء والصداقة من هذه الكائنات الجميلة؟
التعليقات