الفيلم الوثائقي THE CHRISTOPHER REEVE STORY يستعرض ضمن تفاصيله الحياة الحقيقية لأشهر شخصية قامت بأداء شخصية سوبرمان وحولته لشخصية أيقونية ويستعرض ملامح الأنسان السوبر وحتى كيف يمكن أن تكون عائلة سوبر مان ، فزوجته الثانية وحب حياته تحملت كثيراً حتى أستطاع هو أخيراً أن يتزوجها ويعترف بحبه لها لتقوم هي بعد ذلك بالعناية بأبنه من زوجته الثانية كأولادها وحتى الأبناء يتعاملوا جميعاً مثل أشقاء حقيقين لا يفصل بينهم شيء ، ولكن الأمر لا يتوقف هنا بل يستمر عندما يصاب والدهم (سوبرمان) أو كريستوفر ريف بالشلل فيتعاضض الأسرتين بالكامل لكلاً من زوجتيه وأبنائه ليشجعوا بعضهم البعض للخروج من الأزمة وتستمر الزوجة والأولاد في التفاني في خدمة بعضهم البعض ومواصلة أعمال والدهم المشلول الخيرية بنفس الحماس والقوة والتأثير ليضربوا مثال رائع لعائلة مثالية، وبحقيقة الأمر جميع الأشخاص تمر بمواقف معينة أو أزمة معينة تظهر قوة ومعنى فكرة الأسرة المثالية ، فأنا عن نفسي لم أكتشف كيف تحبني عائلتي إلا عندما أمر بأزمة حقيقية أو موقف قد يهدد حياتي، الأمر نفسه لأي فرد من العائلة، دوماً الأزمات والمشاكل الحقيقية هي ما تمهد للكشف عن المعدن الحقيقي للعائلة، ولكن هل الأزمات وحدها هي فقط التي تجعل الأشخاص ضمن العائلة يتصرفوا بتفاني وبمثالية .. أم أن هناك طرق أخرى لبناء عائلة مثالية ..والبعض منا قد يعيش حياة حتى الأزمات والمشاكل فيها لا يجد فيها الدعم المثالي أو مفهوم العائلة المثالية ليبرز سؤال رئيسي مهم كيف نحقق مفهوم العائلة المثالية أم هذا مجرد وهم؟
كيف نحقق مفهوم العائلة المثالية أم هذا مجرد وهم؟ THE CHRISTOPHER REEVE STORY
صحيح أن الأزمات تكشف معادن البشر، لكن الاعتماد عليها وحدها لصناعة مفهوم العائلة المثالية يشبه الاعتماد على الزلازل لاختبار صلابة البناء. الأزمة ليست أداة بناء، بل أداة اختبار.
العائلة المثالية لا تُولد من صدمة، بل تُبنى يومًا بعد يوم، عبر الحوار، والثقة، والاحترام، والمشاركة اليومية في القرارات والمشاعر. قد نُبهر بتفاني العائلات خلال المحن، ولكن السؤال الأهم هو هل كانوا على هذا القدر من الترابط قبل الأزمة؟ إن لم يكن، فغالبًا ما يكون التلاحم مؤقتًا.
العائلة المثالية ليست عائلة مثالية دائمًا، بل هي عائلة واعية قادرة على التعبير عن احتياجاتها والاعتذار عن تقصيرها والمسامحة والتعلم من كل مرحلة.
قد نُبهر بتفاني العائلات خلال المحن، ولكن السؤال الأهم هو هل كانوا على هذا القدر من الترابط قبل الأزمة؟ إن لم يكن، فغالبًا ما يكون التلاحم مؤقتًا.
وما المشكلة؟ قد تجمعهم الأزمة وهذا بلا شك شيء جميل، وأحيانًا يكون هذا التلاحم أفضل من لا شيء على الإطلاق! فحتى لو كان التكاتف مؤقت، على الأقل يفتح لهم باب القرب والمحبة، ومن يدري؟ ربما يتحول هذا الشيء المؤقت إلى رباط دائم مع الوقت، فالمهم أن نحتفي بكل لحظة يجتمعون فيها، لأنها أحيانًا تكون بذرة لشيء أكبر وأجمل.
وما المشكلة؟ قد تجمعهم الأزمة وهذا بلا شك شيء جميل.
لأن في الغالب لو الأزمة فقط هي ما تجمعهم فهذا يكون من باب المسؤولية والضمير ليس الحب أو للرابطة العائلة نفسها، فالأمر سيكون أشبه بمساعدة غرباء لأنهم يحتاجون للمساعدة، ولكن فور انتهاء الأزمة لن يكونوا بجانب بعضهم البعض، وهذا مؤسف، لأن حاجة الإنسان لعائلته تتجاوز مجرد مساعدة في الأزمات، بل هي حاجة للونس، للقبول، للمشاركة، لمساحة أمان يلجأ لها الإنسان بعد يوم طويل من مواجهة الحياة، وهذا ما لا يتوفر له في الأوقات العادية.
ولكن ماذا إذا كنت أعيش في عائلة لا أشعر فيها بقيمتي الحقيقية إلا بوقت الأزمات .. السؤال على لساني لكن ما أقصده بالحقيقة هو لسان الجميع بالقول .. ماذا لو لم تكن العائلة هي التي تقدم الونس المطلوب إلا على استحياء .. ماذا لو كان الجميع في جزر منعزلة لا يخرج منها إلا بوجود كارثة أو خطر يهدد ويخترق تلك المساحة ويفرض عليه التصرف الصحيح ... نعم أتفق مع بسمة في أن تلاحم العائل في وقت الأزمة هو أفضل من لاشيء ولكن أيضاً أجد أن نظرة كريم ورنا هي التي يجب التفكير فيها ... نحن لا نختار العائلة ومواصفاتها بالحقيقة .. ولكن لنقل مثلاً أنني أعيش بوسط عائلة لن تتضافر على دعم أي شخص إلا بحدوث أزمة .. فهل أتصنع أزمة ما أو أتسول منهم المشاعر ؟! أم أتوقف عن البحث عن شيء لم لن يوجد ..!
برأيي المثالية وهم السعي خلفه سيخلق مشاكل فقط، أول هام هنا سنبدأ نقارن أنفسنا بالأسر المثالية للنظر أين نحن منهم وهذا سيخلق عدم الرضا، ثاني هام سيكون هناك انتقاد ونصح وتعديل واعتراض من كل اعضاء الأسرة على بعضهم البعض، وعلى قولة أبي ( المبالغة بالحسن قبح).
أنا رأيي أن الأمر يصبح أفضل لو حاول كل فرد أن يكون محب ومتعاون وملتزم بحقوقه وواجباته، لكن أن نقول الوصول للمثالية التي لا خطأ بها ولا ذلة فهذا برأيب مستحيل
في رأيي أن مفهوم العائلة المثالية ليس وهمًا بالكامل لكنه أيضًا ليس قالبًا جاهزًا يمكن نسخه وتطبيقه على جميع البيوت فلكل أسرة ظروفها وتحدياتها وطبائع أفرادها بعض العائلات تُظهر تماسكها الحقيقي في وقت الأزمات إذ تكشف الشدائد عن أولويات الناس وتُظهر من يضع الحب والدعم في المقدمة لكن هذا لا يعني أن المثالية لا تُبنى إلا في المحن فثمة عائلات تُرسّخ أسس العلاقة الصحية بشكل يومي من خلال الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة أعرف عائلة قريبة مني لا يجمعها حدث درامي ولا موقف بطولي لكنّ أفرادها يدعمون بعضهم البعض في كل صغيرة وكبيرة وتشعر بأن أرواحهم متقاربة حتى في روتينهم اليومي وهذه برأيي صورة صامتة من المثالية والسؤال الذي يراودني دائمًا هل تُولد المثالية العائلية بالفطرة أم تُبنى عبر المواقف والتجارب؟
أعتقد يا مي أنت أفضل شخص منا قادر على الإجابة على هذا السؤال ببساطة نظراً لمعايشتك مثال حي وهو :
أعرف عائلة قريبة مني لا يجمعها حدث درامي ولا موقف بطولي لكنّ أفرادها يدعمون بعضهم البعض في كل صغيرة وكبيرة وتشعر بأن أرواحهم متقاربة حتى في روتينهم اليومي وهذه برأيي صورة صامتة من المثالية
فمن خلال مرورك بتلك التجربة الواقعية على الأقل بالقرب منها .. هل كانت صفات تلك العائلة فطرية أم أنها نشاط يومي يتم ممارسته حتى تم أكتسابه وتحسينه مع الوقت ..؟ وإن كانت روتين يومي يمكن أكتسابه كلياً أو جزئياً .. فما هو هذا الروتين بوجهة نظرك؟
التعليقات