فيلم Thelma (2024) في إطار كوميدي، تتلقى (ثيلما بوست) ذات الـ93 عامًا مكالمة من شخص غامض يدعي أنه حفيدها، مما يدفعها إلى مغامرة ملحمية عبر المدينة في محاولة لاستعادة حياتها مجددًا وتعيشها كشابة صغيرة حتى أنها تثير إعجاب الرجال القريبين من عمرها بعض الأمور التي تفعلها تبدو حيوية والأخرى تبدو كما لو أنها عجوز أخرى تتصابى ، وقد تذكرت للتو مشهدين مختلفين ، الأول عن مشاهدة فيديو لعجوز بعمر 69 عام تسعى لقفزة خطيرة من الطائرة بمظلة وشخص ولا أحد يعرف إن كانت تلك القفزة هي مغامرة تستعيد بها حياتها أم رغبة داخلية في أن تنهي حياتها أيضاً أتذكر سيري في أحد طرقات الأسكندرية حين قابلت بالمصادفة عجوز بعمر يناهز 85 عام ولكنها تضع مساحيق تجميل بكثافة مبالغ فيها وترتدي ملابس قصيرة وضيقة لا تبرز أي جمال بل بالعكس تجعلها أقرب لمسخ مشوه ، وهذا لم يبدو مضحكاً لي بل مقززاً و يدعو للشفقة بنفس الوقت مما يجعلني أفكر ما إذا كان العالم يستحق أن نعيش فيه بروح شباب حتى اللحظة الأخيرة أم الأفضل أن يحترم كبار السن مرحلتهم العمرية وعدم التفكير بعقل الشباب المراهق لذا أنا مهتم بمعرفة رأيك حول محاولة كبار السن عيش حياتهم كالشباب هو أمر صحي أم مجرد تصابي ؟
محاولة كبار السن عيش حياتهم كالشباب هو أمر صحي أم مجرد تصابي ؟ فيلم Thelma (2024)
لا أجد أي مشكلة في عيش كبار السن الحياة، وحين أجد من يصل لسن الستين مثلًا ويبدأ بالانعزال ويشعر بكبر السن ويقضي أيامه كأنه على موعد يومي مع الموت أشعر بالضيق والغضب، فالأعمار بيد الله وطالما أن الشخص على قيد الحياة فعليه أن يعيش ويفعل ما يحلو له وهذا لا يعني ألا يحترم الشخص ذاته أو يتصرف تصرفات صبيانه، بل يعيش أو تعيش مثل الأشخاص العادية، يأكل ويشرب ويلبس ملابس مهندمة، يخرج للتنزه، يلعب رياضة مناسبة، يصاحب أشخاص مناسبين ويخرج للجلوس معهم وهكذا.
أعتقد أنّ كل ذلك ليس فيه كبير مشكلة يا سهام وهو ليس تصابيًا بالمعنى الدقيق وإنما التصابي أن يعيش ويريد أن يعيش طور الشباب من جديد فيعش أو تعيش مغامرات حب وترتدي أو يرتدي ملابس لا تلائم عمره أو عمرها. و التصابي يبرزه بيتي العقاد وهو ينعى على غيره او بالأحرى نغسه بعد أن تخطى الستين فيقول:
أبعد الشيب ترغب في الصلاح ......... وتزهدفي المُدامة و الملاح
فما تقوى الشيوخ سوى اضطرار ...... كتقوى اللص باات بلا سلاح!
معكوس البيتين أن الشيخ يجب أن يرغب في الصلاح ويزهد في كل مطلوبات الشباب ومقتضياته لأنه في الحقيقة لم يعد مطلوباً من الدنيا كما كان أو كانت فلا يصح أن يعيش أو تعيش عمرها وعمر غيرها كما يقال.
أعتقد أن الفرق الجوهري بين الشيخوخة النشطة والتصابي هو النية والوعي
فمن الجميل أن يحتفظ الإنسان بحيويته وشغفه بالحياة حتى مع تقدم العمر
لكن الأجمل أن يفعل ذلك بانسجام مع مرحلته العمرية لا في صراع معها
فلا مشكلة أبدًا أن تجرب امرأة في التسعين مغامرة جديدة أو أن تهتم بمظهرها
لكن عندما يصبح الهروب من الواقع العمري هو الدافع الأساسي
فقد يتحول الأمر من صحة نفسية إلى أزمة هوية أو خوف من الفناء
كبار السن يستحقون أن يعيشوا بفرح وحرية
لكن ضمن وعي يُقدر كرامتهم وتجاربهم لا في محاولة تقليد شباب لم يعد يناسبهم
القبول الذاتي برأيي هو جوهر الحياة في أي عمر
أتفق تماماً معك في أن الخط الفيصل هو تقبل الذات ولأن لكل عمر جماله ، فأنا مثلاً شاهدت فيديو لسيدة بعمر السبعين مصرية ذهبت لاستكمال شهادتها الجماعية وقامت بعد حصولها على الشهادة بفتح مشروع تحبه - هذه التجربة - هي تجربة ملهمة للجميع، أيضاً تفكير بعض كبار السن للذهاب في رحلات لاستكشاف العالم ، أو محاولة لكسر بعض مخاوفهم .. كل تلك التجارب هي بالفعل تجارب مشجعة ، وحتى الاهتمام بالذات طالما به تقبل لمرحلتهم العمرية ، ولكن تخيلي عجوز يرتدي ملابس مراهقين ويسير ليعمس فتيات بالمدرسة .. هذه بالتأكيد صورة تدعو للتقزز.
بالتأكيد فكرة أن يعيش الإنسان كل مرحلة عمرية بتصالح ووعي هي جوهر القبول الذاتي ونقطة الانطلاق نحو حياة أكثر توازنًا فحين يقرر كبير السن أن يحقق حلمًا مؤجلًا كاستكمال الدراسة أو بدء مشروع يحبه فإن هذا يعكس نضجًا وشجاعة وليس مجرد تصابي الاهتمام بالذات والسفر وخوض المغامرات ليست حكرًا على الشباب بل هي من حق كل إنسان طالما تُمارس ضمن إطار احترام العمر وظروف الجسد أما محاولات تقليد الشباب بشكل مبالغ فيه ورفض المرحلة العمرية تمامًا فتلك غالبًا تنبع من إنكار داخلي للذات وليست تعبيرًا عن حب الحياة بل قد تكون نداءًا غير واعٍ للهروب من الشعور بالوحدة أو التقدم في العمر
ولكن البعض لا يستطيعون التفرقة بين الأقبال عن الحياة بتصرفات مراهقة وبين فكرة التصرف بحب للحياة ، وأعتقد أن الميديا لها دور في جعل العجوز المتصابي كما لو أنه شخص (كول) أو (مميز)
بالفعل أصبحت الميديا تروج لفكرة أن التصابي نوع من الإيجابية أو التميز بينما في الحقيقة هناك خيط رفيع بين حب الحياة والنضج من جهة وبين المبالغة في رفض الواقع العمري من جهة أخرى البعض يظن أن التمسك بالمظهر الشبابي أو التصرفات الطفولية هو طريقه للاستمرار بينما القوة الحقيقية تكمن في التوازن أن يعيش الإنسان عمره برضا ويعبّر عن روحه بطريقة مناسبة له دون أن ينكر مراحله العمرية أو يبالغ في إثبات أنه ما زال صغيرا
أعتقد أن المهم أن يكون الشخص نفسه راض عن كيفية عيشه لتلك الأيام. فقد يرى الشخص عند وصوله لتلك السن انه قد عاش فترة شبابه بالفعل وخاض كل المغامرات وبالتالي فهو يريد أن يرتاح وأن يعيش تلك المرحلة بمنتهى الهدوء، وهناك على النقيض من يرى انه يريد أن يعيش آخر أيامه كما لو كان شابا لكي لا يسيطر عليه الاكتئاب، وهذا أمر مقبول أيضا، لكن ما أجده فيه مشكلة هو ان يكون الشخص من داخله يريد أن يعيش تلك الحياة الشبابية لكنه يخاف من نقد الآخرين له، هذا هو ما أجده غير مقبول
أتفق معك تماماً في أن الأهم هو رضا الشخص عن أسلوب حياته، خصوصاً في المراحل المتقدمة من العمر.
مشكلة هو ان يكون الشخص من داخله يريد أن يعيش تلك الحياة الشبابية لكنه يخاف من نقد الآخرين له، هذا هو ما أجده غير مقبول
لكن أعتقد أن الخوف من نظرة الآخرين شعور طبيعي عند كثير من الناس، خاصة في مجتمعات تميل إلى إصدار الأحكام بسهولة.
المشكلة ليست في الرغبة بالحياة أو حتى في العيش بروح الشباب، بل في أن يشعر الإنسان بأنه مضطر لإخفاء ما يحب، أو أن يعيش بشكل لا يشبهه فقط ليرضي الآخرين.
لذا كيف نصل إلى المرحلة التي نحترم فيها العمر وظروفه، لكن دون أن ندفن رغباتنا تحت ضغط التوقعات الاجتماعية؟
لذا كيف نصل إلى المرحلة التي نحترم فيها العمر وظروفه، لكن دون أن ندفن رغباتنا تحت ضغط التوقعات الاجتماعية؟
بناءً على ما نراه في المجتمع اليوم، يمكنني أن أقول لك إن هذه المرحلة لن تأتي، لأننا نعيش في بيئة يبدو فيها أن كل شيء قابل للنقاش إلا أن تكون نفسك، فالناس سيقولون مهما فعلت وإن لم يجدوا ما يقولونه سيخترعونه، ترقص؟ يقولون كبر وخرف، تلبس ما تحب؟ يقولون نسي عمره، تحلم؟ يقولون ليس وقته، كأننا مطالبون جميعًا بالعيش بنسخة واحدة مملة ومطابقة للمقاييس المجتمعية، ففكرة أن نحترم العمر ونعيش كما نحب تبدو رائعة، لكن تطبيقها وسط كل هذه الأحكام المجانية؟ يحتاج إلى شجاعة نادرة أو إلى كوكب آخر.
أنا أرغب حقاً في وضع خط فاصل بين حق كبار السن في الانطلاق وعيش حياتهم بروح شباب أو التصابي فشتان بين الأمرين ، بوجهة نظري المتواضعة أرى أن المجتمع لن يرحم كبار السن على أي حال ، ويتعامل معهم كما لو أنهم أشخاص يودعون الحياة وعليهم التصرف بحكمة طوال الوقت ، وأنا لا أطالب كبار السن بالحكمة لأن السن له أحكامه (والشيخوخة كذلك) ولكن تحمل المسئولية عن أفعالهم ، فأنا أرى الكثير من العجائز مثلاً يتصرفون ليس فقط بتصابي بل يتعاملوا مع المراهقين كما لو أنهم مثلهم تماماً فينطلق الرجل مثلاً للإفراط في الشرب وإدمان المخدرات وخوض المغامرات الجنسية فقط لأنه يستطيع فعل ذلك ، وكذلك النساء (بعضهم) يقوم مثلاً بعيش مغامرات عاطفية مع شباب بعمر أولادهم أو أحفادهم .. طالما أن هذا قد يكون سراً بل هناك ما هو أسوأ.. فهل هذا مثلاً مقبول .. ؟ والأهم كيف يتم توجيه كبار السن بشكل مسئول لأن يحترموا الفرق بين ما يجب وما لا يجب فعله؟
أعتقد أن لكل عمر جماله ومساحته الخاصة، ومن حق كبار السن أن يعيشوا كما يرغبون دون شعور دائم بأنهم "على الهامش"، لكن في نفس الوقت، من الطبيعي أن يُطلب منهم قدر من الحكمة، خاصة أن تجارب الحياة علمتهم ما لم يتعلمه غيرهم.
أما عن التصرفات التي تخرج عن حدود المسؤولية، فهي ليست مرتبطة بالعمر بقدر ما هي مرتبطة بالشخص نفسه، لأننا نرى شباب يتصرفون بوعي واحترام، ونرى العكس أيضاً.
الاحترام المتبادل بين الأجيال، والوعي بأن لكل مرحلة خصوصيتها، هما ما يضمن التوازن في السلوك، مهما كان العمر.
وهناك على النقيض من يرى انه يريد أن يعيش آخر أيامه كما لو كان شابا لكي لا يسيطر عليه الاكتئاب، وهذا أمر مقبول أيضا
كيف يكون مقبول يا كريم برأيك؟! يعني جدي ابن السبعين عاماً يلبس تي شيرت أحمر وبنطال ويريد أن يواعد مثلاً في كافيه؟!!!هل هذ ا مقبول اجتماعياً ومقبول لديه هو؟!! كيف وهو يخطو إلى القبر خطوات أو كما يقولون رجل في القبر ورجل براه أو خارجه؟!! أعتقد أن الحس السليم و العقل السليم يقولن له أن كفى وأن عد من قريب وفكر تفكيراً آخر غير تفكير وحاجات الشباب. أعتقد ان كل مرحلة عمرية لها متطلباتها ولابد أن يفي بها الشباب و الشيوخ. أعتقد أن من يعيش عمر الشباب او يريد أن يجدده وهو في الشيخوخة يعاني من مشكلة نفسية أو قد تخطى مرحلة عمرية لم يعشها ويريدأن يستدركها لاحقاً.
يعني جدي ابن السبعين عاماً يلبس تي شيرت أحمر وبنطال ويريد أن يواعد مثلاً في كافيه؟
التصرفات الخاطئة مرفوضة للكبير والصغير أخي خالد، إن كان التيشيرت الأحمر غير مقبول فلأنه غير مقبول للشباب أيضا، أما أن يلبس تي شيرت وبنطال فما المشكلة؟ وأما فيما يخص المواعدة فهو مرفوض للكبير والصغير.
لو سمع جدك لكلام الناس وأفكارهم لدفن نفسه في مكانه، هذه نظرة المجتمع القاسية، هكذا نحكم عليه بالنهاية قبل أن يكتبها الله، تعالى نتخيل أنه يريد أن يعيش آخر أيامه كما لو كان شابا، يحاول ممارسة الرياضة، يحاول الخروج مع أصدقائه، حضور مباريات أو مسرح أو أيا كان ما يحب، يلبس تي شيرت وبنطال أو قميص وبنطال، فما المشكلة في ذلك؟
بالطبع هناك بعد التصرفات المتطرفة المرفوضة المبالغ فيها، لكن في حدود المعقول أعتقد أن الأمر مقبول تماما.
كل ما أوردت لا بأس به لدي. ولكن المساهمة عن التصابي. والتصابي هو محاولة لفت الأنظار من جانب السيدات العجائز أو الشيوخ وكأنهم لازالوا شباباً. التصابي يدخل فيه أكثر إحساس العجوز للفت النظر وتوسل الإهتمام من الجنس الآخر. أما مجرد اللبس و التريض و الخروج مع الأصدقاء و التنزه وحضور مباريات أو مسرحيات فهذا لا شيئ فيه ولا أقصده
التعليقات