إذا كانت القوامة للرجال فما الحدود للتصرف في مال الزوجة من مسلسل فات الميعاد

للأسف الأنطاع كثيرين في مجتمعاتنا، قرأت للتو عن أخ قتل أخته لأنه كان يسرق مالها الذي عملت وشقيت من أجل أن تكسبه، يسرق مالها ويقوم بشراء علبة سجائر ، في يوم لم يجد لديها مال ضربها حتى ماتت ثم قام بعمل كوباية شاي حتى جاءت ابنتها وحاولت إسعافها لتجد الفتاة أن أمها قتلت.

هل تعرفين ما يؤلم هذا النطع يمكنه توكيل محامي ليغير كل هذه السردية ليقول أنه قتلها دفاعا عن الشرف! ليأخذ براءة، وكأنها جريمة شرف، في حال أن المرأة إذا وجدت زوجها في فراشها مع أخرى وقتلته لا يمكن أن تكون جريمة شرف وستنال أقصى عقوبة قد تصل للقتل، وكأن المرأة بلاشرف !!

تحليلك لمسألة القوامة مثير جدا، وهذا هو المفترض أن يحدث لكن ما يحدث على أرض الواقع مختلف تماماً.

عن نفسي لا أرى أنه عندما تشارك المرأة بجزء من مالها بإرادتها، لكن الأزمة عندما تتحول بإرادتها إلى إلزام، أيضاً لدي عدة اسئلة حول مفهوم القوامة لو الرجل فقد القدرة على الإنفاق مؤقتًا، هل تنتفي القوامة؟

ولو الزوجة اختارت تساعد، هل يطعن هذا في رجولته؟

ام أن الرجولة هنا تتجلى في الشفافية والتقدير والاحترام المتبادل، وليس في من يدفع أكثر؟

أتفق معك في أن مشاركة الزوجة مادياً، حين تكون نابعة من إرادتها ومحبتها، تعكس روح المشاركة الحقيقية في الحياة الزوجية.

لكن المشكلة لا تبدأ من المشاركة نفسها، بل من لحظة تحولها من إختيار إلى إجبار، ومن دعم طوعي إلى مطالبة صريحة.

لذا من وجهة نظرك، ما الحل في هذه المشكلة؟

اتفق معكِ وأؤكد على فكرة بإرادتها ، إذا منحت بإرادتها، لكن الأزمة عندما يتحول المنحة إلى واجب ملزمة هي به، بحيث إذا قررت أنها تريد أن تحصل على شئ لذاتها يصبح الأمر أزمة.

مؤخراً كان هناك فيديوهات محتوى الفيديو أن المرأة الصبورة المعطاءة كل ما حصلت عليه في هذا العالم هو فولتارين وبعض المسكنات والمرأة المتطلبة حصلت على الذهب والمجوهرات.

لذا اعتقد أن فكرة المنح والعطاء يجب أن تكون في حدود .

كلامك دقيق جدًا ويمثل جوهر الفهم الصحيح للنصوص، خاصة في التفريق بين القوامة كمبدأ رعاية وعدل، وبين ما يُمارسه البعض كاستقواء باسم الدين.

لكن دعني أطرح عليك عدة اسئلة:

إذا كانت النصوص واضحة بهذا الشكل، لماذا يستمر هذا الظلم؟هل المشكلة في الجهل بالشريعة؟

ولا في تسليم المجتمع بعادات أقوى من النصوص؟

أو لأن بعض الزوجات نفسها لا تملك أدوات الرفض، لا شرعيًا ولا مجتمعيًا؟

وهناك جانب آخر مهم هل المؤسسات الدينية والمجتمعية كافية في توعية الطرفين بمسؤولياتهم وحدودهم؟

أم مازلنا نتعامل مع مفاهيم زي القوامة كأنها امتياز للرجل وليست مسؤولية عليه؟

الخطير فعلاً إننا نسمح بتحويل القوامة من تكليف إلى أداة للهيمنة…

وساعتها، بدل ما تكون الأسرة مكان للسكينة، تتحول لساحة نزاع مغطّاة بستار ديني لا يمثل جوهر الدين أصلًا.

سؤال للنقاش:

"كيف يمكن أن نعيد صياغة الخطاب المجتمعي والديني حول القوامة، حتى لا يتحول إلى فخ يُس

تغل ضد المرأة؟"

اتفق معك أن العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على الود والرحمة وليس دفتر حسابات، لكن ماذا يحدث حين يختل هذا الود؟ أو حين يستخدم الحب كوسيلة للضغط؟

أيضا أعجبني قولك إن كل زوجين لهم تجربتهم ونظامهم المالي، لكن هل المجتمع يسمح لهم ببناء نظامهم بحريتهم ؟أم يضغط على الزوجة للمشاركة لأنها تعمل أو يضغط على الرجل يتحمل كل شيء وحده لأنه الرجل؟

هل يمكننا القول أن التنظيم المالي بين الزوجين نوع من الوعي العاطفي ؟

كلام سليم جدًا في إن الأصل إن مال المسلم لا يؤخذ إلا بطيب نفس، ودي قاعدة عظيمة في كل العلاقات، خصوصًا الزوجية.

لكن دعني أسألك

هل يحول هذا الزواج من ميثاق غليظ، إلى حسبة ميزانية فيها بند "واجب" وبند "مستحب"؟

وإذا كان الرجل لديه دخل جيد، هل يجب عليه إنه يطلب من زوجته تشارك في فواتير وأثاث؟ ولا الأفضل يكون هو المبادر؟

ومن ناحية آخرى، لو الزوجة فعلاً لديها دخل وتحب أن تساهم في بيتها، هل سيتحول هذا إلى واجب؟

اعتقد أن ما يفسد العلاقات ليس فقط التقصير، لكن أيضا التصنيف الزائد هذه نفقة واجبة

هذه عشرة مستحبة

في بعض الأوقات تكون النية الطيبة والمشاركة الصادقة أقوى من كل التصنيفات.

والسؤال الذي نحتاج لمناقشته :

كيف يمكن أن نخلق توازن في العلاقة يجعل الطرفين يشعروا بالأمان والرضا؟