قضيت فترة من حياتي أسافر كثيرا لظروف عملي في بلد آخرى، كنت اسافر بالباص حوالي 5 ساعات، كان السائق من أجل التسلية يعرض فيلماً، عادة كانت تلك الأفلام لا تناسب ذائقتي، أحياناً كنت انام وفي بعض الأوقات وبدافع الملل والفضول أشاهد ما يعرض، حتى أن لدي أنا و زوجي مصطلح "أفلام السوبرجيت" بمعنى آخر أفلام يمكن مشاهدتها كي لا نشعر بطول ساعات السفر، السؤال الآن إذا كنت سائق حافلة فماذا ستعرض لتسلية الركاب، عن نفسي ربما سأعرض لهم فيلم الباب المفتوح للرائعة فاتن حمامة فيلم رائع يعرض مشاكل اجتماعية مهمة بأسلوب لطيف ويكفي الخطابات المتبادلة في الفيلم لتجعلك تعرف الفجوة التي نحيا بها اليوم وبين الماضي، فماذا عنكم؟
إذا كنت سائق حافلة ومطلوب منك عرض فيلم لتسلية الركاب فماذا ستعرض؟
أظنني من القلائل أو ربما الوحيدة التي تقضي وقت السفر دون أن تفتح هاتفها، أو تشاهد فيديو، أو حتى تقرأ كتابًا. أمضي الطريق بصمت، أراقب المناظر الطبيعية، أتأمل وجوه المارة، وأغرق في أحلام اليقظة.
تنتابني لحظات سعادة خفية، كأن دماغي يفرز الدوبامين فقط لأنني حاضرة بكل حواسي. أعيش الرحلة كأنني أركب طائرة تحلّق بي في السماء، بين الغيوم.... أحب السفر بكل تفاصيله، وأينما كانت وجهتي، يكفيني أن أكون في الطريق ، كأن قلبي يجد في امتداده متّسعًا للتنفس، ومساحة للحلم، وفسحة للانفصال المؤقت عن كل شيء... إلا عنّي.
الله ما أحلى كلماتك، انا ايضا أحب مراقبة الطريق المناظر الطبيعيه والجبال تعانق السماء ، والصحراء تمتد بلا انتهاء، حتى عندما أسافر ليلا، كثيرا تمنيت عندما نكون في استراحة وننزل من الباص وخاصة في الليالي القمرية، تمنيت لو بإمكاني أن أبقى هنا ، لو بإمكاني أن أخيم في الصحراء، أراقب القمر والنجوم والسماء، ولكن للأسف لم يكن هذا ابدا في الإمكان.
اسمحلي اسألك عزيزتي حسيبة ماذا لو كان السفر ليلاً ، فلا يمكننا متابعة الطريق، أيضا الجلوس في الباص لن يجعلنا قادرين على قراءة الوجوه وغيرها، وقتها لن يكون امامك سوى خيارين النوم أو متابعة الفيلم، حيث أننا لن نتصفح الهاتف كثيرا حتى لا تنفذ البطارية ، فما ترشيحك لفيلم مسلي يناسب السفر؟
أحب السفر ليلًا، وكأن الليل يغلف الرحلة بشيء من الهدوء والخصوصية. في السفر لا أحب أن أشاهد فيلمًا سبق وشاهدته، بل أحرص دائمًا أن أختار فيلمًا جديدًا يرافقني، كأنني أكتشفه كما أكتشف المدن الجديدة والوجوه الجديدة في الطريق. أختار فيلمي بعناية، وأتركه يصنع معي ذكرى... وحين أعود وأشاهده من جديد، يُعيدني فورًا إلى تفاصيل الرحلة
كما أحرص على أن أستغل رحلتي بأتمّ معنى ، أحب النزول عند كل محطة. انزل أشتري بعض المسليات، أتناول شيئًا دافئًا، وأترك “الدايت” خلفي، أمنح نفسي إذنًا بالفرح دون حساب فحتى الطعام وقت السفر له طعم مختلف، وكأن كل شيء بسيط يتحوّل إلى لذّة. و في محطة أخرى أنزل أتوضأ، أصلي، وأتبادل الحديث مع نساء لا أعرفهن في حمّامات الوضوء ، في المصلى المخصص للمسافرين ، حيث نصلى الفريضة كلنا مع بعض . تلك الأحاديث العابرة ، البسيطة، تبهجني وتشعرني أن الدنيا لا تزال بخير، وأن السفر لا يجمعنا فقط بالطرقات ، ولا يقربنا من المدن فقط ، بل من البشر أيضا
وأنا أكتب الآن، أشعر أنني أسترجع ذكريات السفر كلها دفعة واحدة… تفاصيل السفر التي لا تبدو مهمة في وقتها، تظل حيّة في الذاكرة، كأنها حدثت البارحة.
السفر بالحافلة بالنسبة لي هو مساحة صادقة للراحة، للتواصل، ولصناعة الذكريات الجميلة ...
توم وچيري 😁
فغالبية الناس تحب هذا الكرتون صغارًا وكبارًا، حتى أنه مُرتبط مع فئة الشباب في فترة الثلاثينات الأربعينات وربما الفئات الأكبر عمرًا أيضًا بفترة الطفولة، كما أن هناك عددًا كبيرًا من الحلقات قد يستمر عرضها لساعات وكل حلقة منها عبارة عن مغامرة صغيرة يتخللها فواصل من الضحك.
كرتون توم وچيري أعتبره مناسبًا للكبار أكثر من الصغار لأن به مشاهد ضرب وحيلة وتنمر وأشياء قد لا تناسب الأطفال إلا بوجود شخص بالغ يقوم بالتوجيه 😅
حقيقي تجربتي مع السوبر جيت خلال السفر، لم تكن أفضل شيء، قد يكون الفيلم جيد ولكن لا يناسب ذوقي الشخصي.
ومع طول الطريق، فنحن بحاجة إلى محتوى يُخفف الشعور بالملل.
من وجهة نظري إذا كنت السائق، سأختار عرض أفلام للفنان إسماعيل ياسين، فهو عرض مناسب للجيل القديم، والجيل الحدث، فمن الصعب نجد فرد من الجيل القديم يشاهد افلام اليوم، كما من الصعب أن نجد فرد من الجيل الحديث يشاهد أفلام الأبيض والأسود.
لكن أفلام الفنان أسماعيل ياسين، يحبه كل الأجيال، ويشعرون بالسعادة وعد الملل مع أفلامه.
ربما سأعرض لهم فيلم الباب المفتوح للرائعة فاتن حمامة فيلم رائع يعرض مشاكل اجتماعية مهمة
لا أعتقد أن غالبية الناس سيحبون هذا الاختيار، ففي طريق السفر يبحث الناس عن إطفاء أدمغتهم والغرق في اللاشيء، ينتظرون الوقت الذي يصلون فيه فقط إلى وجهتهم.
ربما في هذه الحالة، سيكون الغرض الأساسي هو "التسلية" فقط، فيلم يجعل الوقت يمر سريعا دون أن تدرك، فيلم لا يناقش مشكلة ما، فيلم بسيط جدا، فيلم يناسب كل الأعمار.
لذا فإني أعتقد أن الاختيارات الأمثل بالنسبة لي تتمثل في الأفلام الكوميدية المصرية في بداية الألفية أو التسعينات، كأفلام أحمد حلمي ومحمد هنيدي ومحمد سعد.
كمسافر لن يهمني فيلم الباب المفتوح ولا الباب المغلق طالما به مشاكل اجتماعية، فأنا بطبيعة عملي غارق بها وأرى من سوادها ما يكفي لأن يجعلني أغلق عيني عنها بمجرد أن تسنح لي الفرصة لذلك، وهنا رغم عبقرية فاتن حمامة وروعة الفيلم إلا أنه لن يجذبني.
القصد هنا أن ما يجذبني لن يجذبك وستقولين أنه من افلام السوبرجيت، وما يعجب كلينا لن يناسب طفل جالس بالمقعد المجاور، يشبه السوبرجيت الدنيا هنا مختلف الأعمار والأذواق والاهتمامات فكيف يجتمع هؤلاء على اختيار واحد ؟!
فكرة أفلام السوبر جيت هي ترشيحات لأفلام تكون مسلية لدرجة أنها تنسينا طول ساعات السفر وتعب الرحلة وساقي التي تؤلمني بسبب ضيق المقاعد، لذا نحن هنا نحاول ترشيح أفلام حسب معايير كل واحد منا يمكن أن تكون مسلية ، بعدين في رأيي الباب المفتوح أفضل من الأفلام العنيفة! هذا في رأيي فماذا عنك؟
لكن هذا صعب أن يتفق الجميع على فيلم لقد اختلفوا في العلم والدين والانتماء والطعام والطباع والرغبات فهل يتفقوا على فيلم ؟! لو كان بيدي خيار التحكم لزودت الشاشات بميزة فردية المشاهدة بحيث يختار كل واحد مل يريده
التعليقات