فيلم حصل على ضجة كبيرة من بداية تصويره نظراً لتكلفته الباهظة من إنتاج تركي أل شيخ ونظراً لبطولته لكريم عبد العزيز ولقول أن الفيلم العربي الوحيد الذي صمم ليعرض بتقنية التصوير إيمكس بالإضافة لأن فريق التصوير هو الذي قام بتصوير وإعداد المعارك لأفلام مهمة مستحيلة لتوم كروز ، تدور قصة الفيلم عن عالم آثار يعمل على مشروع متعلق بالطاقة في غرفة سرية بالهرم الأكبر، ليدخل بعدها في صراع مع منظمة دولية غامضة تحاول إخفاء المعلومات التي يبحث عنها، ويتقاطع طريقه مع عدة أشخاص يتسعين بهم خلال رحلته التي تمتد في أكثر من دولة، بينما يحاول إصلاح حياته المضطربة وعلاقته مع ابنته ، ورغم كل العناصر التي تتوفر لنجاح الفيلم لكن يبدو أن الأداء بشباك التذاكر ليس بالقوة المتوقعة بالنسبة لردود فعل الجماهير والنقاد على حداً سواء مما يدفع بتسأل حول تلك الضجة المصاحبة للفيلم أهي حقيقية والفيلم يستحق من وجهة نظرك أم أن العمل مبالغ في تقديره؟
فيلم العيد المشروع أكس المعادل المصري للمهمة المستحيلة من وجهة نظرك يستحق كل تلك الضجة؟
عن نفسي لست متحمسة للفيلم، كنت أحب كريم عبد العزيز لكني أشعر أن فتوراً أصاب أدائه منذ مسلسل الحشاشين، وقد تفوق الكثيرين عليه مثل أحمد عيد بالمسلسل، وقد كانت نفس الدعاية عن أضخم إنتاج وجرافيكس والنتيجة لم تكن رائعة بتلك الروعة التي تم الترويج لها، لذا لدي حدس أن هذا الفيلم سيكون على نفس النهج.
دعيني أقول لك يا أستاذة سلوى أنني لا أهاجم الفيلم بالضرورة ، كما أنني أيضاً لا أثني عليه أنا فقط أبحث هل يستحق كل تلك الضجة وهل هو فيلم يستحق كل تلك التكلفة الإنتاجية ، بالمناسبة أنا محب لكريم عبد العزيز كممثل ، ولكن أشعر أنني حتى مع مشاهدة إعلان الفيلم المبهر شكلياً أن هناك شيء ناقص ، وحتى لا أحرق أحداث الفيلم تخيلي أنك دعوت لوجبة شهية فاخرة في مطعم لا يذهب له إلا الأثرياء ، فأنت هنا تبنين توقعات هائلة حيال الطعام الذي سيقدم لك ، وعند الذهاب وجدت أن الوجبة التي قدمت لك هي وجبة صغيرة جداً ولم تكن مشبعة لك ولا حتى طعمها يتناسب مع الصورة المتخيلة بذاكرتك .. هي ليست سيئة ولكنها وجبة طعام جيدة .. وليست وجبة إستثنائية .. عموماً عندما أسمع أسم بيتر ميمي في الإخراج والكتابة أشعر أنني أمام عمل من متوسط لجيد ولكن مبالغ في تفاصيله.
سبب من أسباب عدم نجاح الأفلام العربية برأيي هي أنها تأخذ معاييرها من الأفلام الهوليودية، ولا تؤثر ثقافة الشرق إلا ظاهرياً، فنحن لا نبدع أفلام تعبر عنا وعن ثقافتنا لكننا نحاول تعريب الأفلام الأجنبية فقط، فنستعين بممثلين عرب وأماكن تصوير عربية، لكن الأحداث وجو الفيلم والقصة والحبكة كلها مستوردة.
فيمكنني أن أفكر في عشرات الأفلام الأجنبية التي يدخل فيها البطل ليحل لغز غامض للطاقة، وعشرات من الأفلام التي يكون فيها البطل علاقته متوترة مع ابنته حتى تنصلح آخر الفيلم.
أظن أن ذلك هو واحد من الأسباب التي جعلتني أتوقف عن متابعة الأفلام العربية.
أشاركك الرأي بهذا الشأن وتلك المشكلة تأتي من أن المشرفين على الإنتاج لا يثقون بالصناعة ولا بالصناع هو يريد التقليد لحد التطابق لأنه بالنسبة له هذا (نموذج ناجح) وبالنسبة لأغلب الصناع لا يتعدى الأمر فكرة السبوبة .. فتخيل شخص يرفض عقد بالملايين فقط لأن له رأي يختلف عن المنتج [هذا لا يحدث بالحقيقة] هم يريدون مخرج ترزي يصنع العمل وفق رؤية محددة ، الشجاعة والنجاح هي أن تراهن على الثقافة الخاصة بك لأن هذا إن تم بشكل إحترافي سيتحول العمل إلى تحفة فنية وتجارية لأن الاثنين لا يتعارضا معاً في الحقيقة .
وما هو المفيد في مثل هذه القصة أو الحبكة المُعادة التدوير مئات المرات؟! فليست القصة التي ذكرتها بجديدة بل مستخدمة بكثرة ومستهلكة، كأنهم يعيدون تدوير نفس القصص بأشخاص جدد مع تغيير بعض الأشياء لتكون مختلفة عن ما سبقها، لكن في الواقع لا جديد ولا فائدة ولا قضية هامة.
المشكلة الحقيقية ليست في حبكة معاد تدويرها (هذه مشكلة عالمية في الحقيقة) وليست في مصر فقط ، ولكن الزاوية صديقتي التي يتناول العمل منها ، فيمكنني كتابة مثلاً حبكة عن فيلم يتعلق بمصاصين دماء يهاجموا قرية وهي حبكة مكررة ، ولكن إن كان صناع العمل فنانين بحق سيخرجوا من الفيلم بفكرة استثنائية مثل فيلم (المذنبون أو الخطاة) الذي ناقشناه بمساهمة سابقة ، لذا بالتبعية تصبح المشكلة الأساسية هي مشكلة فقر إبداعي مقصود .. وكأن الصناع خائفون من الابتكار بروح مصرية وعصرية لما يجب أن يكون عليه الفيلم وليس مجرد تقليد أعمى لمشاهد أكشن جميلة ظاهرياً ولكنها مبتذلة وكأنها مجموعة إسكتشات تم تجميعها .
شخصيا أرى أنه مهما انفقت ملايين الدولارات واستخدمت أكثر المؤثرات البصرية ادهاشا وصورت بأحدث الكاميرات، فكل هذا لا يشفع لفيلم قصته غير مقنعة أو الأداء التمثيلي فيه ضعيف أو السيناريو والحوار سيء، هذه الأشياء لا تحتاج لميزانية ضخمة بل تحتاج لكتاب وممثلين مبدعين. وأنا شخصيا لم أشاهد الفيلم لأكون منصفا لكن اذا كانت تلك هي حالته فهو يستحق الفشل من وجهة نظري. منذ عام تقريبا حصل اضراب الكتاب في هوليوود بسبب أن الشركات الكبرى كانت لا تحترم الكتاب وكانت اغلب الميزانيات تذهب للمؤثرات البصرية وادوات التصوير وأجور الممثلين المبالغ فيها، وقد كانت نتيجة ذلك الإضراب قوية جدا حيث اغلب الافلام التي صدرت في تلك الفترة من أضعف الافلام فنيا والخسائر التي لحقت بهوليوود جعلتهم يرضخون لمطالب الكتاب.
فكل هذا لا يشفع لفيلم قصته غير مقنعة أو الأداء التمثيلي فيه ضعيف أو السيناريو والحوار سيء، هذه الأشياء لا تحتاج لميزانية ضخمة بل تحتاج لكتاب وممثلين مبدعين.
للأسف يا كريم، معايير فيلم "السينما" بصرية بحتة في المقدمة، حتى لو اختلفنا في كل الجزئيات اللاحقة. ولكن الفيلم -حسب ما شاهدت في الإعلان- يوفر تجربة بصرية ممتعة "سينمائيًا" فقط!! وحتى التعليقات عليه كلها مديح وإعجاب بالمستوى العربي في الإنتاج ومشاهد الأكشن، عدا ذلك، الفيلم فارغ تمامًا، لا حبكة ولا قصة ولا أي شيئ، سوى مشاهد ضخمة وتفجيرات وطائرات، وتصوير بتقنية عالية تحت الماء وغيرها.. ولاحظ أن هوليوود تسبقنا في معدلات الغنتاج الضخمة من التسعينات، وقبلها في الحقيقة، مثلًا أفلام ستانلي كيوبريك من الستينيات وهي تتميز بإنتاج ضخم ويسبق تقنيات عصره، لذلك، من الطبيعي أن ترضخ هوليوود نسبيًا لمطالب الكتّاب، وهذا كون السينما الأمريكية معتادة على فكرة المشاهد الضخمة، ولا يمكن جذب الجمهور بها بذاتها، العوامل التسويقية لديهم قوية جدًا أيضًا.
وحتى بالنظر للمعايير الأخرى
للأسف يا كريم، معايير فيلم "السينما" بصرية بحتة في المقدمة، حتى لو اختلفنا في كل الجزئيات اللاحقة. ولكن الفيلم -حسب ما شاهدت في الإعلان- يوفر تجربة بصرية ممتعة "سينمائيًا" فقط!!
الفيلم لم يحترم معايير الأكشن المثالية في التصميم بوجهة نظري بل أن هناك أفلام مصرية أخرى أقل تكلفة وأكثر إبهاراً وتأثيراً ، هناك مشاكل في الفيلم بلاشك رغم أنه تم تصويره بشكل جيد .. ولكن أنت تقول لي أنك قمت بالتصوير بكاميرا أيمكس وهي أعلى كاميرا تصوير في العالم حالياً لتسمح بأخذ مشاهد محددة لأجد مثلاً بنهاية الأمر إنك استخدمتها في لقطات ليست ذات معنى جميلة بصرياً وليست مؤثرة في الفيلم نفسع ، بالنظر لمخرج مثل كريستوفر نولان مثلاً كان يستخدم تلك اللقطات لتصوير لقطات بصرية مبهرة بالإضافة لتقديم بيئة مكان وشخصيات وبناء علاقات نفسية تتناسب مع التكوين والحجم والمنظور بداخل اللقطة .. أتذكر أفضل مثل لتقريب الصورة مشهد لينا وهي تخبر سمير غانم أنها أعدت له فرخة غالية الثمن وهو لم يتذوق الفراخ منذ زمن لذا هو متشوق لرؤية وتذوق الفرخة وعند رؤيتها منكمشة هلامية الملامح لا تماثل حتى حجم فرخة صغيرة نظر لها وقال يمهل ولا يهمل ..
لم أشاهد الفيلم. شاهدت إعلانه منذ قليل، وهو فيلم سينمائي تجاري جيد، ولكن بالنسبة لما شاهدته، هو يعتمد على ال stunts والمشاهد الإنتاجية الضخمة، ولكن القصة نفسها معهودة ومحفوظة، لا جديد فيها. ولكنه في رأيي، يناسب موسم الأعياد فقط، ولذلك أظن سيلقى نجاحًا كبيرًا في الأيام المقبلة، ولا سيما غياب أي فيلم منافس.
نعم كما أشرتي Eriny Nabil هو فيلم سينمائي تجاري جيد مناسب للأعياد (بوب كورن) وكلمة جيد لا تليق بفيلم يفترض أن يأخذ درة الامتياز الكاملة في تلك الفئة فهو متوفر له كل العناصر التي لا تجعله فقط جيد بل تجعله ممتاز بدايتاً من فريق العمل إلى الميزانية الضخمة إلى صناع المعارك والإخراج و و .. كل هذا تجعل من الفيلم جيد وفقط .. هذه إساءة لصناعة السينما .. لقد قاموا بتكلفة كل شيء فيما عادا الورق .. وكما العادة عندما يخرج بيتر ميمي وهو مخرج جيد وفقط .. وكاتب أقل من متوسط فسنجد أنفسنا أمام ورق متكاسل على تقديم حبكة مقنعة ، وثانياً أنا لا أتطرق لمشاهد بهدف الحرق ، ولكن أنت دخلت الموسم وأنت أخترت بنفسك أن تضع نفسك معادل لواحد من أهم إن لم يكن أهم أفلام الأكشن الأمريكية عبر التاريخ ، وهو مهمة صعبة لتوم كروز .. لذا فأنت ترتفع بسقف المشاهد إلى أقصى درجة ممكنة أنا لا أقول لك أنك ستصنع فيلم مماثل لمهمة مستحيلة ولكن مجرد أن تقارن نفسك به ونجد النتيجة ((بعيدة للغاية)) سيسبب هذا إحباط بلا شك.
الفيلم حالياً أصبح نجاحه مقترن بأن تكون عوائد الاعلانات وتذاكر المشاهدة أكثر من ميزانية الإنتاج وهذه بحد ذاتها مصيبة.
لم يعد أمر التقييم مقتصر على قصة أو حبكة أو فكرة جديدة أو رسالة أو تأثير كوميدي مثلاً، أصبح التقييم مرتبط بكم شخص شاهد وكم مبلغ تم تحصيله وهذه كارثة بالنسبة لي ستهبط بالفن لأدنى قاع
التعليقات