علي وسارة صديقان منذ طفولتهما، يتشاركان كل شيء حتى النكات، تبدو سارة كشخص يعرف ماذا يريد أو هكذا تعتقد، علي شخص لا يعرف ماذا يريد، فهو يريد التغيير، يرغب فيما يرغب به أغلبنا الحب والقبول.
في طريقنا لاكتشاف ذواتنا قد نقوم بدهس قلوب الآخرين، تماماً مثلما نقوم بقطف الزهور ودهس الحشائش اثناء سيرنا، علي يقوم بالارتباط بفتاة آخرى يحاول الاندماج في عالمها، ترتبط سارة بشاب آخر ولكن يكتشفان أن كل ما يحتاجونه كان أمامهما، تقوم سارة بإنهاء علاقتها بشكل لطيف وهي تحاول أن تشرح المشكلة لأنها مدينة بتفسير للشاب، أما علي فيترك خطيبته بشكل مؤلم وهي ممتلئة بالتساؤلات لماذا؟ في الحياة الواقعية ستعيش هذه الفتاة لفترة طويلة وهي ممتلئة بالحيرة والشك والأسئلة، ربما ستتعافى وستتمالك دمعها فلن تبكي أمام أسرتها ووسط أصدقائها ولكنها كلما ذهبت لتنام ستتذكر وستبكي بمفردها وتسأل لماذا؟
علي هو الذي ذهب إليها، هي لم تحاول الإيقاع به، هو الذي اقتحم عالمها وجعلها تشعر أنها عالمه، ثم فجأة شعر بالملل أو شعر أنها ليست ما يحتاجه فتركها وحدها ضائعة.
نطالع يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تتحدث عن الأذى الذي ألحقه بنا الآخرين أو "الخوازيق" وننسى أننا أحيانا كثيرة نكون"الخازوق" ننسى ونسامح أنفسنا.
لا أعلم هل يرسل لنا القدر احيانا أشخاص مثل علي تكون كل مهمتهم الحقيقية في حياتنا أن نحصل على بعض النضج، فهم مثل النار التي إذا مست الطعام تسويه، ولكن إذا اشتعلت النيران يمكن أن تحرق الطعام!
الهوى سلطان بالفعل فهو له كل السلطة على الإنسان، وإلا ما كان هناك وجود لمجنون ليلى أو روميو وجوليت، سلطان قد يقتل الإنسان ولكن هل الهوى عذر؟!
لذا السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن كيف يمكننا ونحن في طريقنا لاكتشاف ذواتنا ألا نتسبب في إيذاء الآخرين ؟
التعليقات