في عام 2017 تم إنتاج فيلم Mary Shelley من بطولة ايلا فانينغ وإخراج هيفاء المنصور، عن حياة الكاتبة المبدعة ماري شيلي صاحبة رواية فرانكنشتاين، الرواية التي مازالت حتى الآن يعاد إنتاجها وتقديمها من زوايا مختلفة.
في الفيلم نرى ماري الفتاة الشابة التي خسرت الكثير من أحبائها وتعيش مع زوج خائن، قررت ماري ذات ليلة أن تكتب كل أوجاعها لتخرج روايتها الأسطورية "فرانكشتاين" .
الغريب أن عندما حاولت ماري عرض الرواية على دور النشر، قوبلت بالرفض، لأن في هذا الوقت لم يكن من المعتاد وجود كاتبات مبدعات يقدمن روايات جادة لها طابع فلسفي، كانت الكتابة حكراً على الرجال!!
في طبعتها الأولى عام 1818صدرت الرواية بدون اسم، وكتب مقدمة الرواية بيرسي شيلي زوج ماري مما جعل أغلب الناس يعتقدون أن بيرسي هو الكاتب، عندما صدرت الطبعة الثانية في عام 1831 صدرت باسم ماري شيلي.
ذكرني هذا الموقف عندما قمت من فترة بكتابة قصة عن الإغتصاب عن قصة حقيقية حدثت بالفعل، لأتفاجئ برد أحد النقاد أنه ليس من المفترض على النساء أن يكتبن في هذه الموضوعات!! صُدمت للغاية.
ذكرني الفيلم أيضاً بحكاية مارغريت كين في فيلم big eyes التي ظلت لسنوات تنسب أعمالها إلى زوجها والتر كين في ظل بيئة ذكورية لا تصدق أن المرأة يمكن أن تكون كائن مبدع، ولكن سواء مارجريت والتر او ماري شيلي دخلن في معارك سواء قضائية أو أدبية لإثبات حقوقهن، وتأكيد إبداعهن، من المؤكد أن الوضع قد تغير بعض الشيء الآن فأصبح هناك كاتبات متحققات، حتى الفيلم نفسه من إخراج المخرجة السعودية هيفاء المنصور.
ولكن هذا جعلني أفكر كم كاتب صغير ذهب إلى دور النشر لترفض أعماله أو تتم مساومته لتنسب كتاباته لكتاب آخرين فقط من اجل المبيعات! أو يسأل عن عدد المتابعين في حساباته من أجل الترويج، ليتحول المبدع إلى رجل مبيعات! ولا عزاء للإنطوائيين!
هل نحن في زمن يُقيم الإبداع اليوم بجوهره أم باسمه وعدد متابعيه؟
التعليقات