الوحدة من المشاعر القاسية التي تقريباً جميعنا قد اختبرناها، وإذا اختلطت الوحدة بفراغ عاطفي، فراغ في القلب كحفرة أو كثقب يمكنه ابتلاع أي شيء فقط لملء هذا الفراغ.
الإنسان بطبعه كائن ممتلئ بالعواطف والمشاعر ويحتاج لإشباع مشاعره وعواطفه، فالكبت يمكن أن يقود الإنسان إلى الجنون. هذا ما حدث مع هدى أرملة رحل زوجها وتركها منذ الكثير من السنوات، جميلة ووحيدة، تسكن بمفردها في شقة كبيرة لا يوجد لديها أطفال، فقط جيران يطلون عليها من حين لآخر، تقع هدى في فخ الوحدة والحرمان العاطفي فتتورط مع مدمن ومجرم وتتحول حياتها إلى كابوس.
كانت لدي صديقة فرضت على نفسها بعض العزلة بحكم مشاكل قد مرت بها، بعد فترة الحرمان العاطفي بدأ يقتلها من الداخل وينهش قلبها كذئب جائع، أتذكر أنها قد حكت لي عن أنها شاهدت طفلة صغيرة مع أمها وكيف أن هذا المشهد قد سرق قلبها وجعلها تبكي الليل بطوله.
ربما تكون الوحدة مفروضة على بعضنا بحكم ظرف ما، لكن تبعاتها هي ما يجب علينا أن نحذر منه، فالإنسان مهما أظهر من قوة وبأس يحتاج إلى العاطفة في حياته، يحتاج إلى قلب يحنو عليه إلى حضن يدفن به أوجاعه، لذا يجب علينا ألا نستسلم للوحدة ولتبعاتها، لذا سؤالي كيف يمكننا التخلص من التبعات السلبية للوحدة؟
التعليقات