لقرون ترسخت في أذهاننا صورة مقدسة للأم كمنبع للتضحيات المستمرة بلا توقف، الأم التي تضحي حتى براحتها من أجل أسرتها.

ليس من المسموح للأم حتى أن تغفو قليلاً إن شعرت بالتعب، تصبح حينها امرأة كسولة لا تستحق أن تصبح أم، إن شعرت بالإرهاق وقررت أن تأخذ راحة كي تتنفس تصبح امرأة أنانية لاتفكر سوى في نفسها، إن قررت الانفصال عن زوج مسيء تصبح امرأة متمردة يعاقبها المجتمع بنبذها حتى من أقرب صديقاتها.

 من السهل في مجتمعنا إطلاق الأحكام ووصم النساء، ربما كانت بطلة فيلم the lost daughter مثال حي ومتجسد لهذه المعاناة بين رغبتها في الحرية وتحقيق ذاتها وبين الإحساس بالذنب والمسئولية تجاه الأولاد، الضياع الحقيقي في الفيلم ليس ضياع الطفلة ولكن الضياع الذي تشعر به كل أم وسط الضغوط التي تجد نفسها عالقة بها والتوقعات المثالية التي تحاصرنا ولا تخجل أن تطلب منا المزيد لتستنزف طاقاتنا أكثر فأكثر.

الكثير من النساء من حولنا تائهات وعالقات في دوامات الحيرة والحزن و الكآبة،ولكن يخجلن حتى أن يتحدثن عما يشعرن به؟! 

لذا لابد أن نكسر تلك التابوهات الخاصة بالأمومة، الأم مجرد إنسان ليست قديسة وليست امرأة خارقة، هي فقط امرأة تتعب وتحتاج للراحة، لذا من الرائع أن تجد من يساعدها بدون إطلاق الأحكام عليها، تحتاج لتمضية وقت خاص بها لشحن طاقتها النفسية والذي سيعود بالنفع على أسرتها، فالأفضل للأطفال أن تربيهم امرأة سعيدة، فتعاسة المرأة ستنعكس على أطفالها، المرأة التعيسة لن تربي ابداً أطفالاً سعداء.

شاركونا الرأي لماذا لا يجب على النساء أن يعشن في سجن التضحيات؟