على الرغم من صعوبة تغيير وجهة نظر هوليود ومنتجيها ومخرجيها والقائمين على أفلامهم، الا ان العلاقة بين هوليود وأفلامها وبين المسلمين والعرب، متغيرة ومتطورة على مدي التاريخ، وتتأثر كثيراً بالأحداث التاريخية والأجتماعية التى تتغير هى الأخري بأستمرار.

احتل الأتحاد السوفيتي والروس قائمة أشهر الأشرار فى تاريخ الأفلام في هوليود لفترة طويلة، فلم يكن من السهل على الولايات المتحدة نسيان فترة الحرب الباردة التى خاضتها الدولة ضد الأتحاد السوفيتي، والسباق الضاري لأمتلاك التقنيات النووية وغزو الفضاء، وغيرها من مجالات المنافسة التى دخلتها الدولتين، ولا يمكن أن ننسى بعض الأزمات السياسية التى كادت أن تتطور لحرب شاملة كأزمة خليج الخنازير على سبيل المثال، وغيرها من الأحداث التى جعلت الروس يتصدرون مشهد الأشرار فى أفلام هوليود لفترة طويلة.

(هانكس) و (سبيلبرج) يعبران جسر الجواسيس نحو الأوسكار.

هل يمكن أن تصدق أن الجزء الثالث من سلسلة أفلام (رامبو) التى يقوم ببطولتها النجم الشهير (سلفستر ستالون) يظهر فيها (رامبو) مقاتلاً فى صفوف (المجاهدين) و (الثوار) الأفغان –على حد تعبيره فى الفيلم- ضد الروس المتجهمين الذين يقتلون الأطفال والنساء الأفغانيات المسالمات بدم بارد؟! كانت هذه هى الصورة النمطية عن الأسلام والمسلمين فى هوليود.. ثم حدث زلزال سياسي عالمي يدعي 11سبتمبر!

بعد أحداث 11 سبتمبر، يمكن التنبوء ببساطة بتحول المسلمين من خانة الصديق الى خانة العدو، لكن فى حقيقة الوضع يمكن رصد ظاهرة صدور بعض الأفلام التى تحاول الموازنة بين النظر للمسلمين على انهم العدو الأول لأمريكا، وبين اظهارهم على انهم مظلومين ومحل اتهام دائم، لكن هذه الظاهرة لم تتواجد سوي بعد سنوات من 11 سبتمبر حيث سيطر صوت التشدد على هوليود.

يمكن اعتبار فيلم مثل Non Stop مثالاً حياً على محاولة انصاف المسلمين فى هوليود، الفيلم الذى قام ببطولته (ليام نيسون) ومن أخراج (جوم كوليت سيرا) يحكي عن مارشال جوي يتورط مع ارهابي يستقل نفس الطائرة التى يستقلها، ويحاول الارهابي اختطاف الطائرة واجبار الظابط الأمريكي على الرضوخ لطلباته، ما يحول مسار الفيلم لمباراة ذكاء ومحاولة استنتاج هوية الأرهابي.

يستعرض الفيلم كيف شك كل الركاب فى شخص الراكب المسلم الملتحي الذى كان يستقل الطائرة، والذى يتضح فى النهاية انه طبيب برىء لا علاقة له باختطاف الطائرة، لكن هذه السماحة لم تكن من نصيب فيلم مثل Unthinkable والذى قام ببطولته صامويل جاكسون واخرجه جورج جوردان، ويحكي الفيلم عن قيام احد المسلمين المتشددين بزراعة مجموعة من القنابل النووية داخل الولايات المتحدة، ما يدفع الأدارة الأمريكية للتنكيل به لمحاولة معرفة مكان هذه القنابل.

ولمعرفة كيف سيكون التناول الهوليودي للمسلمين والعرب، خاصة بعد أحداث فرنسا الأرهابية والتى راح ضحيتها العديد من الأبرياء، يمكن مشاهدة الفيلم الذى استقبلته دور العرض المصرية منذ ايام، تزامناً مع عرضة فى السينمات الأمريكية، وهو فيلم Secret in Their Eyesوالمقتبس عن الفيلم الأرجنتيني الحائز على جائزة الأوسكار عن افضل فيلم أجنبي للعام الماضي، وأخرجه بيلي راي ويقوم ببطولته جوليا روبرتس ونيكول كيدمان.

هل يفضح فيلم No Escape جرائم الولايات المتحدة الأقتصادية؟

يحكي الفيلم عن محققة فى المباحث الفيدرالية تحاول الأنتقام من المجرم الذى قتل ابنتها الوحيدة، وفى خضم هذا الأنتقام يتم الزج بقصة مجموعة من المتطرفين الأسلاميين الذين يلتقون فى أحد المساجد، وتقوم المباحث الفيدرالية بمراقبتهم عن كثب لضمان عدم قيامهم بأي عمليات على الأراضي الأمريكية.

ان العمليات الارهابية ستكون بمثابة اختبار قاسي لقدرة الفن واستطاعة هوليود الفصل بين السياسة والسينما، لكن تاريخ هوليود فى شيطنة الأخر والتركيز على أعراق بعينها لتكون فى موضع الشرير فى الأفلام الأمريكية، لا ينبىء بمستقبل جيد للشخصيات العربية والأسلامية على شاشة السينما العالمية.

في رأيكم.. هل يتعرض المسلمين بالفعل لحملات (شيطنة) في الأفلام؟ وهل تؤثر على المشاهد أم أنه يشعر أنها في النهاية (شغل سيما)؟

يمكنكم الاطلاع على الموضوع كاملا من هنا