هل يعتبر المدمن شخصا ميؤوسا منه لا يستحق المساعدة، أم أنه مجرد ضحية مجتمع جاحد؟


التعليقات

شاهدت فيما سبق حلقة من برنامج، قام فيه بمساعدة شخص مدمن، والغريب أن هذا الشخص كان في الحقيقة محتاج لهذه اليد التي مدت له، وتغير جدا.

تغير كل شيء فيه، تغير شكله، لباسه، وجهه، شخصيته، وتعلم كيف يدرك الواقع.

أنا مع مد يد المساعدة لهؤلاء الأشخاص، فهم في لحظة يقظة حقيقية يكرهون وضعهم، ويزدرئون من أنفسهم، ويتمنون أن يعيشوا مثل بقية البشر، لكن في الحقيقة هم لا يستطيعون الخروج وحدهم من هذا القفص.

لذا مهما كانت المحاولات تفشل، لابد أن تنجح إحدى هذه المحاولات، ومهما كان العلاج صعبا وقاسيا، فهم بحاجة لأحد يفهم نفسيتهم، ويتعاطف معهم، ولا يشعرهم بأنهم لا يستحقون.

فأرى أنه لا يحق للممرضة هذه النظرة، ولا للطبيب، ولا لأي شخص، فالشخص لا يملك نفسه، والإدمان يلغي شخصية الفرد.

نعم بالتأكيد سوف أشعر باليأس.. ولكنك قلت معلومة مهمة جدا، الفتاة أصبحت في سن الثلاثين، أي سن الرشد والنضج.. وربما هذه المرحلة كافية لأن تدرك أنها كبرت، وأنها تريد أن تتغير.

ينطبق هذا على أشخاص كثر ضاعت سنوات شبابهم العشرين في شيء ما، يستدركون أنفسهم على أبواب الثلاثين، ويلجئون للتغيير، والتفكير جديا في الحياة.

إذن أنت هل تعتبر المدمن شخصا ميؤوسا منه لا يستحق المساعدة،

أعتقد أن من واجبنا تقديم المساعدة لمن يطلبها لأنه يملك نية التغيير وقد يكون كل ما يحتاجه هو مساعدة ودعم نفسي.

أم أنه في نظرك لا يعدو أنه ضحية مجتمع جاحد؟ 

ليس جميع المدمنين ضحايا, هناك من اختاروا الادمان لأنهم منحرفون سلوكيا.

وفي حالة لو صادفت مدمنا في حياتك، كيف ستتعامل معه رغم صبرك وفشله؟

جميعنا نفشل في القيام بأمور معينة ومحاولة تخطي الإدمان ليس أمرا سهلا.

لن يكلفني الكثير تقديم الدعم النفسي ومرافقة صديق مدمن إلى جلسات علاجه.

السؤال نفسه يا عفاف يعبر مغالطة، فأنت تضعينا بين اختيارين كلاهما غير صحيح، فالمدمن ليس شخصا ميؤوس منه، وهو أيضا ليس ضحية للمجتمع، فالمجتمع لم يدفع أي شخص للإدمان.

المدمن هو مذنب في حق نفسه، وهو مريض يحتاج للعلاج، أما إلقاء اللوم على أي شخص غير المدمن نفسه فهو أمر غير منطقي على الإطلاق وغير منصف

وهو أيضا ليس ضحية للمجتمع

كيف تجزم ذلك؟ ألا يمكن أن يكون هناك شخص تعرض للإغتصاب مثلا أو شيء من هذا القبيل دفعه للإدمان على الكحول؟

إذن فقد أخطأ صناع الفيلم في وضع المشاهد بين هذين الاختيارين، فكلاهما خاطئ وغير واقعي

-1
"وسأستغرب إن لم يكن ضحية مجتمع"

على أي أساس تقولين أن المدمن ضحية مجتمع، هل المجتمع هو من دفعه للإدمان، المدمن مذنب في حق نفسه، لم يدفعه أحد للإدمان لذلك التماس العذر له من خلال إلقاء اللوم على المجتمع هو سذاجة وبلا فائدة، ويمنح العذر للمدمن للاستمرار في إدمانه.

حاولت لمدة تزيد عن 12 سنة بإبعاده ماديا ومعنويا "وهو ليس ميؤوس منه بعد كل هذه المدة"، ولكنك فشلت..كيف يمكن أن تنقذه؟ وأو ستتركه فتلك حياته؟

هناك مراكز متخصصة في علاج الإدمان، أنا لا يمكنني علاجه، ولكن سأذهب به لأحد هذه المراكز لعلاجه.

-1

كل من ذكرتيهم لا يمكنهم إجباره على الإدمان، هو أصبح مدمن لأنه أراد أن يصبح مدمنا، فقط هكذا، أما الباقي فهم أسباب ليس إلا، المخطئ الوحيد هو المدمن، منذ أعوام في أمريكا صدر قانون لمنع الخمور، وقامت الحكومة بشن حملات ضخمة ضد مروجي الخمور، ومنعوا أسبابها، ورغم كذلك كان الناس يدفعون مبالغ طائلة للحصول على الخمر، إذا فهم من يرغبون في أن يصبحوا مدمنين مهم حاربت الإدمان، المدمن هو الشخص الوحيد المسؤول عن إدمانه.

إذن في النهاية أنت لا تنفي مسألة أنه شخصية ميؤوس منها؟ وذهابك معه للمركز ليس كافيا، ماذا لو هرب، أو لم يكن مقتنعا؟

هذه أيضا مغالطة منطقية، لو كنت أراه ميؤوسا منه لما كنت تكبدت العناء والأموال للذهاب لأحد مراكز علاج الإدمان، ولكن أنا أرى أن هذا هو الحل المناسب باعتبارهم متخصصين وخبراء، حتى لو اضطررت لاستخدام القوة وإجباره على تلقي العلاج حتى يتحسن ويتخلص من إدمانه، وهذا بالمناسبة ما يحدث في الواقع، حيث يتم احتجاز المدمنين عنوة حتى يتخلصوا من إدمانهم

-1
هل تشمل هذه أيضا المراهق الذي لا يزن ولا يعرف أذى مادى تناولها للمرح مع رفاق السوء؟

الجميع يعرف أخطار المخدرات يا عفاف!

تلك مجرد مسرحيات لتصدقها أنت، الخمور الممنوعة والتي تمت مصادرتها لا تساوي قدرا صغيرا من المسموح تناولها، إذن يا عزيزي لماذا لا تزال الحانات تبيع إلى يومنا، وليس في أمريكا بل العالم؟

لم يتمكنوا من تطبيق القانون فقاموا بإلغائه، السؤال هنا لماذا استمر العديد من الأشخاص في دفع مبالغ طائلة للحصول على الخمور، الأمر يشبه دفع 1000 دولار مقابل سيجارة، هل المجتمع هنا مذنب في حق هؤلاء؟

لا أعرف إن كنت شخصا مثاليا مترفها عن المشاعر البشرية كاليأس، يعني تستمر لما يزيد عن 10 سنوات معه، وهو يهرب ولا يريد العلاج، وفشل عشرات المرات، ولن تيأس، لا أعرف المغالطة الحقيقية، هل هي أما أقوله، أم ما تتخيله؟

كيف سيهرب من الاحتجاز؟ ثم أن علاج المتخصصين لا يفشل، فالإدمان مرض مثل أي مرض يمكن علاجه، هو يتم احتجازه ثم إعطائه العلاجات اللازمة ومع الوقت يتحسن، لماذا إذا سيفشل العلاج، ما الذي سيجعل العلاج يفشل، أم هو مجرد افتراض غير واقعي.

الجميع يعرف أخطار المخدرات يا عفاف!

أعتقد أن هناك إختلال في البوصلة الأخلاقية لمجتمعنا. في حين لا تعتبر الحروب الطائفية و التفجيرات الإنتحارية و قطع الرؤوس ذات خطر نجد شيطنة لمن إضطر لإستخدام القنب الهندي أو غيرها.

القنب الهندي أقل خطرا بكثير من الكحول لذلك تم جعله قانونيا في العديد من الدول. هل تعرف هذا أم تردد فقط ما يقال؟ لا يمكننا أن نشوه نسيج الواقع لتمرير أيديولوجياتنا.

كما نقول صعب ان تبني لكن سهل جدااا ان تهدم الشخص المدمن انسان مهدم قد يريد ان يبني نفسه من جديد لكن لن يسطيع لوحده زيادة على ارادته يحتاج مساعدة افراد ومجتمع من مستشفيات مكافحة الادمان دكاترة ممرضين دولة ونجتمع مدني الكل يجب ان يمد يد العون ان صلح الفرد فسيصلح المجتمع بأسره نكون كجسد الواحد اذا مرض عضو تداعت له سائر الاعضاء بسهر والحمى .

المدمن مجرم ...

وضحيته هي نفسه ...

الوضع صعب ... كيف يمكن أن تساعد الضحية دون مساعدة المجرم ...

مثلا . لو طلب مني مدمن بعض المال ... هل سوف تستخدمه الضحية لجعل حياتها افضل وابعد عن اليأس والاكتأب ... او نها سوف تكون بيد المجمرم اللذي سوف ينفقها للحصول على المزيد من المخدرات ؟؟؟

الشخص المدمن لا هو ميؤس منه و لا هو ضحية، الكثير من الأشخاص كانوا مدمنين للكحول، لكن أصبحوا اليوم يأخذ بهم المثل، من بينهم خليل رفاتي الذي تحول من مدمن متشرد الى مالك أكبر شركات العصائر في الولايات المتحدة الأمريكية، و أيضا مثال أحمد الشقيري صاحب حصة خواطر، كان مدمن سجائر قالها ذات مرة في حصة تلفزيونية وهاهو تغير جذريا.

برأي أن المدمن أمامه خيارين إما البقاء في مكانه ولعب دور الضحية أو نفض الغبار منه ليتغير، وإن كان المجتمع يتحمل جزء كبير من المسؤولية، لكن تبقى المسؤولية الأولى يتحملها الشخص نفسه.

نعم صحيح عفاف، المراهقة مرحلة إستثنائية تحتاج لاحتواء العائلي ..و إن كان المراهق مدمن فالعاىلة هي من تتحمل المسؤولية اولا ..كان لابد لها من المرافقة و النصح.

لكن اتحدث ما بعد المراهقة، عندما يكون الشاب واعي بما يفعله وخطورته ومع ذلك مستمر في هذا الادمان هنا هو المسؤول الاول عن ما وصل إليه.

بل يستحق المساعدة ليتخلص من ادمانه


أفلام وسينما

كل ما يخص عالم الأفلام والسينما وأخبارهما سواءً العربية أو الأجنبية.

65.8 ألف متابع