كونك مستقلا، هل تضع خطا فاصلا بين حياتك الشخصية والعملية؟


التعليقات

بداية أنا على قناعة بأنني يجب عليّ أن أكون قدوة لما أقول وأمثله بشكل عام.

فمثلا كيف يمكن أن يصدقني الناس عندما أدربهم على مهارات إختيار شريك الحياة أو الحياة الزوجية السعيدة وأنا لست متزوجاً أصلا، أو أن لي تجارب عديدة فاشلة من قبل؟!

كذلك لو كنت كاتبا متخصصا بالصحة والجمال مثلا، ولي سلسلة مقالات تتحدث عن أسرار التخسيس والرشاقة، كيف يصدقني الناس عندما يشاهدونني بالكاد أستطيع أن أربط حذائي بسبب بطني الممتلئ والممتد أمامي؟!

تخيلي مدربا يعطي دورة تدريبية عن فن تنظيم الوقت وحضر للدورة متأخراً، هل سيكون مقبولا؟!

أتفق معك في نقطة أننا قد نقوم بأعمال معينة في حياتنا، وهي لا تتفق مع أفكارنا بالحياة.

فمثلا قد لا أكون مقتنعا بأهمية الرسم، ولكني أمتلك الموهبة وأتمكن من صنع لوحات فريدة تُباع بمبالغ مرتفعة!

شخصيتي المهنية هي جزء لا يتجزأ من شخصيتي الحقيقية، والفصل التام بينهما سيولد إنفصاما غير محمود من وجهة نظري، ناهيك عن الخسائر التي قد تتحقق في عملي جراء ذلك.

الأمثلة التي تخالف ما ذكرت كثيرة ومتعددة يا عفاف وأنا أعلم ذلك، ولكن ....

مدربوا الكرة كانوا لاعبين مهرة ذات يوم، ولذلك هم في مناصبهم الآن، وبالمناسبة لو راجعت الدوريات الأوروبية الكبرى لوجدت أن مدربي أكبر الأندية يتمتعون برشاقة ولياقة عاليتين، هذا المثال ينطبق بشكل أكبر على دورياتنا نحن للأسف!

وأما عن باقي الأمثلة، فتأكدي أن فاقد الشئ لا يعطيه يا عفاف، ولكني قد أمتلك أي مهارة بالتدريب!

بالمناسبة؛ لو شعر الواحد منا أنه غير قادر على تطبيق ما يقوله ويحترفه في حياته الشخصية، فإن ذلك ينعكس كليا على حياته المهنية!

قد أحترف التدريب على تطوير الذات لفترة، ولكن لو تعرضت للعديد من الضربات والسقطات في حياتي الشخصية فلن أتمكن من الإستمرار في عملي، هذا مؤكد.

لقد عكستِ القاعدة!

حياتك الشخصية تؤثر على مهنتك وعملك، هذا ما قلته.

لو كنت سعيدة في حياتك فستتمكني من نشر السعادة حولك، ولو كنت ناجحة في حياتك فستتمكني من نشر النجاح حولك، والعكس صحيح!

أنت لم تتعرضي للتجربة أصلا يا عفاف حتى تحكمي بأنها ناجحة أو غير ذلك!

في النهاية الكتابة والتأليف هي مهارة، يمكن التدريب عليها وإحترافها دون مشكلة.

لقد خضت التجربة المهنية وفقط، وكما أسلفت بالذكر، أي مهارة يسهل إكتسابها بالتدريب، سواء إقتنعنا بها أو لا

لكن لو - لا قدر الله - تزوجت ولم ينجح زواجك لسبب أو لآخر، هل تعتقدين أنك ستتمكني من الإستمرار في نجاحك ككاتبة رومانسية؟!

بالنسبة لحياتي الشخصية، فأنا لم أمتهن عملا إلا بعد أن وجدت أني ناجح فيه في حياتي الشخصية.

لم أبدأ بتحفيظ القرآن الكريم إلا بعدما ختمته كاملا مجودا، وحصلت على الإجازة اللازمة من الأزهر وعلى السند المتصل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-

لم أبدأ بإعطاء دورات تدريبية بمجال تطوير الذات والنجاح في الحياة والدراسة إلا بعدما حققت ذلك فعلا، فقد تفوقت في كلية لا أحبها ولا أطيقها، وفي حياتي أحقق ما أتمناه حتى الآن بفضل الله.

لم أبدأ في نشر قصصي الرومانسية والإجتماعية، ولم أقم بنشر كتابي " أجمل خطوبة " إلا وأنا على مشارف الزواج، بعد خطبة دامت لأربع سنوات!

وغير ذلك الكثير، والمجال لا يتسع لذكر كل شئ، لكني أردت فقط أن أشبع رغبتك بمعرفة أمثلة من حياتي الشخصية.

جاءتني فرص عديدة للعمل كمهندس حاسبات، ولكن عدم قناعتي ورغبتي بالأمر، حالت دون إستمراري بمثل هذه الأعمال.

بالمناسبة؛ أتفق معك في أن العديد من الناس لا يجيدون ما يمتهنونه في حياتهم الشخصية، ولكن صدقيني هؤلاء لا يستمرون طويلا، ولا يحققون نجاحا باهرا كغيرهم.

الكتابة هي مهارة؟ ماذا عن تحفيظ القرآن أليست مهارة؟

كلاهما مهارة وكلاهما يعمل به البعض وهو لا يجيده، هناك من يحفظ القرآن فقط لأنه يرتدي جلبابا ويتمتم ببضع آيات ولكنه لا يحفظ شيئا، ولكنه لا ينجح لا في عمله ولا في حياته.

انتظرت أن تأخذ خبرة في الخطبة والزواج ونشرت كتابك فيما بعد، لأن حياتك الشخصية متأثرة بالمهنة

لأنه لا يوجد أي معنى للكتاب وحياتي الشخصية فاشلة، لا معنى لحديثي عن السعادة الزوجية وأنا لم أحصل عليها، ستكون كلماتي جوفاء يا عفاف، ومهما نجحت فلن يطول نجاحي.

وأنا الحقيقة فاشلة، ومتكاسلة، وأتهاون، وأسوف مهامي.ّ..

وهل ستقبلين أنت ذلك، لو عرفت أن هناك كتابا يتحدث عن تطوير الذات وعرفت مسبقا أن صاحبته تتصف بهذه الأوصاف، ولنقل مثلا أنك تعرفينها بشكل شخصي، هل ستقرأين لها، أو تستمعين لنصائحها وتطبقينها في حياتك؟!

هل أترك الوظيفة فقط لأنني لا أضع نفس المبادئ في حياتي الشخصية؟

لا يجب أن تتركي الوظيفة، فقط كوني صادقة مع جمهورك، وهم سيقدرون ذلك، حدثيهم عن تجاربك ونتائجها.

وهذا لا يحدث بالطبع، بل ما يتم هو إستغلال القدرة على التعبير وصياغة العبارات الرنانة، مما يؤدي لخداعهم!

لكن خداعك لهم بأمور لم تنجحي فيها في حياتك سينقلب عليكِ في النهاية.

الذي قد يجد تداخلا بينهما وهو يعمل في البيت، هل هنا لا نتحدث عن الفصل أم لا؟

أرجوا التوضيح أكثر، لم أفهم سؤالك!

أشكرك على التوضيح.

بالنسبة لي فحاليا أعمل من البيت بشكل كامل.

وأحب أن أوضح نقطة يا عفاف، أعتقد أن هناك خلط بين طبيعة العمل وبين مشاكل وهموم العمل، والفرق بينهما شاسع للغاية.

ليس معنى أنني أنادي بضرورة أن تكون حياتي متناسقة مع عملي وغير متضادين، أنني سأحمل متاعب العمل على ظهري طيلة الوقت!

لدي غرفة المكتب، عندما أدخلها فإني أنعزل عن بيتي تماما - إلا في الضرورة القصوى -

وعندما أخرج منها فإني أنفصل عن العمل ذهنيا، أنفصل عنه شكلا وموضوعا.

ولكن ما كنت أقوله، أنني لا يصح أن أتحدث مثلا عن أمراض الصدر وعن خطورة التدخين، ثم أخرج للبيت لأدخن السيجارة!

أتمنى أن أكون قد أوضحت وجهة نظري.

بالمناسبة؛ لا زلت أنتظر ردك على سؤالي في تعليقي السابق..

لو عرفت أن هناك كتابا يتحدث عن تطوير الذات وعرفت مسبقا أن صاحبته تتصف بهذه الأوصاف، ولنقل مثلا أنك تعرفينها بشكل شخصي، هل ستقرأين لها، أو تستمعين لنصائحها وتطبقينها في حياتك؟!

فهمت وجهة نظرك ولكنك لم تجيبي على سؤالي حتى الآن 😅

فأنت تفترضين أنك لا تعرفين الكاتب، وأنا في مثالي أوضحت لك أن الكاتب هو صديق شخصي وتعرفينه جيداً، وتعرفين أنه غير ناجح في أي شئ في حياته، وعلمت أنه نشر كتابا عن النجاح في الحياة، هل ستقرأينه، وبكل موضوعية؟!

صراحة لن أقرأه،

أحترم وجهة نظرك ولكني لن أفعل ذلك، أنا واثق من ذلك.

وهناك أمر آخر؛

لماذا تفترضين أن قراري راجع لمشاعري؟!

الأمر عقلاني ١٠٠٪

بل إنني أراه موضوعيا أيضا.

بالعكس أين مشاعري، هنا حكمت العقل.

الفضول الذي دفعك للقراءة هو مشاعر وليس عقلانية من وجهة نظري!

العقل يقول أن من إنتحر لم يعرف معنى السعادة والنجاح في حياته.

وحتى لو كان ما هو منقول في كتابه صحيح، لشككت ألف مرة أن هذا الكلام من تأليفه، فكما أخبرتك، ربما إكتسب مهارة الكتابة وأعاد صياغة كتاب أو عدة مقالات، لكن بالتأكيد هذا ليس من بنات أفكاره!

لكن كمستقلة أرى من اللازم الفصل بين حياتنا الشخصية والمهنية

من قبل كنت أرى أن الحياة المهنية لا بد أن تكون على وفاق ولو بسيط مع الحياة الشخصية

ولكن حاليًا أرى أن الأمر ليس إلزامي

فطبيب العيون الخاص بي يرتدي نظارة ووجهني إلى القيام بعملية تصحيح النظر

لن أقول كان من الأفضل أن يوجه نفسه، هو حر فيما يفعل.

ربما نكون أشخاص مختلفين تمامًا حينما نكون في العمل، وبعد الرجوع للحياة الشخصية ترجع طبيعتنا مرة أخرى

لا أجد مشكلة أبدًا في هذا.

شتان الفارق بين هذا المثال وبين ما نتحدث عنه يا عفاف، هذه مسألة طبية، لا مجال فيها للأهواء.

أنا أرتدي نظاره طبية، وخطيبه أخي كانت ترتديها، نصحها الطبيب بالقيام بالعملية، ونصحني أنا بعدم القيام بها، ما العيب في ذلك، إنه تشخيص طبي، وكل حالة تختلف عن الأخرى!

واسمحي لي يا عفاف أن أسأل شيماء @Shimaa_Mahmoud11‍ الآن هذا السؤال وأود أن أسمع جوابك عليه أيضا:

لو أن هذا الطبيب قد سبق وقام بالعملية لنفسه أو لأحد أقربائه وفشلت العملية، ثم نصحك بعملها، هل ستتقبلين نصيحته حينها؟!

هل تريدين أن تخبريني أنك ستقبلين بالقيام بعملية تسببت بأذي لأقرب الناس من حولك، بناء على نصيحة ممن تسبب في هذا الأذى؟!

قد أصدق كل ما سبق حتى وأنا غير مقتنع به، لكن في هذا الأمر، اسمحي لي - مع كامل إحترامي وتقديري - ، عليكِ أن تعيدي حساباتك!

شخص أثبت فشله أمامي عن جدارة واستحقاق، كيف لي أن أصدقه وأضحي بنفسي؟!

أعتذر منك، فعلا أحترمك ولا أقصد أي إساءة وأنت تعلمين ذلك، ولكني لا أفهم ذلك حقا.

إنك كمن يلقي بيده في التهلكة

بالنسبة للنصائح التي نعطيها للآخرين، والقيم والأخلاق التي ندعو للتمسك بها، فحتى لو كنا مقصرين فيها فهي دعوة لأنفسنا قبل الآخرين بضرورة مراجعة النفس.

أما تدبير الوقت والفصل التام بين وقت العمل ووقت الراحة فأنا أجد مشكلة حقيقية في هذا الجانب، بصعوبة جدا عندما أفصل وربما بنفس الصعوبة حتى أعود..

فهمت قصدك الآن.

لا لن أحكم على الشخص أبدًا فربما هذا الذي فشل في جانب من جوانب حياته سيعطيني النصيحة التي لم يعطيني إياها غيره.

السلام عليكم

آسف على الازعاج , كنت أتصفح الموقع واذا بي في هذا الركن الرائع .

اولا تحية طيبة و الشكر لك على طرحك لمواضيع تستحق النقاش .

كيف تضع معايير الفصل بين حياتك المهنية، وحياتك الشخصية؟

لا أملك طريقة معينة لهذا وكل ما أقوم به هو محاولة إقناع نفسي بأن الحياة العملية لا يجب أن تتداخل مع حياتي الخاصة لما للأولى من ظروف خاصة قد لا تتطابق مع ظروف حياتي الشخصية.

ككاتبة مقالات مثلا سأكتب الكثير المقالات التي تعني أشخاصا آخرين في ظروف معينة قد لا تشابه دروسي وبالتالي فإن النصائح المقدمة لهم لن تكون ملائمة لحالتي.

وهل أنت مع فكرة عدم تبني الخط الفاصل بينهما؟

لست مع هذه الفكرة, شخصيا لدي إيمان بأن الحياة الخاصة يجب أن تفصل وتحمى عن كل ما يمكن أن يقلق استقرارها. ومشاكل العمل بشكليه التقليدي والحر أحد أكثر الأسباب التي قد تقلق راحة حياتنا الخاصة, ولهذا أعمل على الفصل بينهما. مع أن هذا الأمر في الأساس مستحيل لأننا كبشر عاطفيين ولا يمكننا ايقاف تأثير الحياة العملية على الحياة بشكل كلي. على كل في النهاية المحاولة لن تضر.


أفلام وسينما

كل ما يخص عالم الأفلام والسينما وأخبارهما سواءً العربية أو الأجنبية.

65.8 ألف متابع