الوالدية هي المشاعر التي لا يقبل أحد الجدال فيها، فتجد كافة الأفعال مُبررة وكافة أشكال التعامُل مُباحة تحت مُسمى هذا والده، هذه والدته!؛ لتخرج أجيال فيما بعد ضحايا لأبائهم دون أن يعترف أحد بذلك ..

فماذا لو عشتُ 20 عامًا من عمرك في خدعة وكذبة وَهمك بها أحد والديك ؟

فيلم Everything Everything (مُقتبس عن رواية بنفس الإسم)

التقييم 6.4 على IMDb

مُلخص القصة:

فتاة في أواخر عمر المراهقة تعيش في منزل ضخم ولكنّها سجينة فيه، فهي مريضة بمرض نادر سيؤدي لموتها على الفور إذا خرجت خارج جدران المنزل! ؛ حياة تبدو رفاهية؛ منزل مُعقم، خادمة ورفيقة على مدار 24 ساعة، أمان كامل، وأم لا تُحب شيء سوى إبنتها؛ ولكن في قلب تلك الحياة مُعاناة لا يعرفها سوى الإبنة التي تعيشُها.

تتصاعد الأحداث بوقوع الفتاة في حب جارها من خلف زجاج منزلها، يدفعها الأمر إلى المجازفة، تخرج مُعقمة للقائه، ويأتي مرات لمنزلها بمساعدة الجليسة دون أن تعرف والدتها؛ تتصاعد الأحداث بشكل ما لتكتشف الفتاة أنها ليست مريضة، وأن المرض هو خدعة من والدتها لتضمن بها الحفاظ على إبنتها من مساوئ العالم الخارجي.

أفكار تستحق الوقوف عندها

للوهلة الأولى أثناء المشاهدة توقّعتُ أن محور الفيلم هو قصة الحب التي دفعت الفتاة للخروج خارج المنزل رغم معرفتها أنها عُرضة للموت؛ الفكرة نفسها تستحق الوقوف أمامها، كيف يُمكن أن تؤثر مشاعرنا على العقل إلى درجة تدفعنا للتصرف بلا منطقية يُمكن أن تؤذينا على المدى البعيد دون أن نشعر بمدى الخطر الذي يُمكن نواجهه؛ فلنفترض أنها مريضة بالفعل، كيف كان سينعكس ذلك على أسرتها إذا توفّت في لحظة جنون وإندفاع عاطفي!

نفس الشيء وجدتُه ينطبق على الذي يتخذونقرارات سريعة مندفعة من خلف مشاعرهم دون التفكير في نتيجتها وأثرها عليهم وعلى من حولهم، رغم أن النتيجة السلبية قد يحصُدها الجميع!

أما الفكرة التي وقفتُ أمامها كثيرًا، هي خوف الأباء على أبنائهم الذي يدفعهم إلى الحرمان من لذاتٍ في الحياة!

فحُب الأباء للأبناء لا جدال فيه، ولكن عندما يتحول هذا الحب إلى مرض فهُنا تُصبح المشكلة الحقيقية؛ السبب الذي يدفع أم لحرمان إبنتها من الحياة كاملة لخوفها عليها من العالم الخارجي كان أدعى في وجهة نظري أن لا تُنجبها من الأساس!

قد يبدو الأمر خيالي، ولكن بالنظر إلى الواقع حولنا سنجدُ في معظم الأباء والأمهات جانب من المرض في حبِهم لأبنائهم؛ على سبيل المثال الأباء الذي يمنعون أبنائهم على أن يُكونوا صداقات لعدم ثقتهم في الأخرين!؛ كذلك الأباء الذي يمنعون أبنائهم من إتخاذ قرارات بمفردهم ويُعاقبونهم إذا قاموا بذلك حتى لو كانت خياراتهم صحيحة؛ الأباء المُتدخلين في حياة أبنائهم بشكل مرضي، طعام، شراب، تخصصات دراسية!

المحبة الزائدة والتحكُّم الزائد في حياة الأبناء هو قتل لصفات عفوية ونقاط قوة في شخصياتهم دون أن يشعر الأباء بذلك، والضريبة تكون أبناء مُعقدة يُطبقّون أساليب تربية خاطئة مع أبنائهم!

لدي صديقة لديها فوبيا من ألعاب مُدن الملاهي، أعرفها منذ أكثر من 10 سنوات ويستحيل أن تركب حتى الأرجوحة اليدوية، والسبب في ذلك أن أُمها كانت تحرمها منها في الطفولة وتُخبرها بأنها ستموت وتُريها حوادث موتى مدن ألعاب الملاهي، صديقتي تؤمن بالأمر بطريقة مُخيفة عندما تسمعها تتحدث عن خيالات وفاة كل من في مدن الملاهي بحسب تصورها!.

ما رأيكم في حب الأباء لأبنائهم بشكل مرَضي؟ هل هو حق يجب على الأبناء تحمّله، أم أن التمرد هو الحل؟، وكيف يُمكن للأباء التحكم في ذلك والسيطرة على مشاعرهم حتى لا تضر أبنائهم؟