دائمًا عندما نسدي أحدًا معروفًا نعرف مسبقًا أنه سوف يُرد إلينا بطريقة اعتيادية (أساعدك اليوم وتأتي وتساعدني غدًا)، ولكن ماذا لو جعلنا فكرة إسداء المعروف لا تقتصر على مجرد شخصين بل تنتشر لدرجة أن يتضاعف تأثيرها عشرات المرات و تساهم بتغيير حياة الأخرين .

فيلم pay it forward إنتاج عام 2000

الفيلم مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتبة كاترين ريان هايد.

سيناريو ليزلي ديكسون وإخراج ميمي ليدر

حاصل على تقييم 10/7.2 على موقع IMDB

ملخص الأحداث :

. تريفور ماكيني (هالي جويل أوزمنت) طالب بالصف السابع يقابل في يومه الأول بالعام الدراسي الجديد أستاذ مادة الدراسات الإجتماعية يوجين سيمونت (كيفين سبيسي) الذي يطلب من الطلاب أن يتوصلوا لفكرة تساهم بتغيير العالم وذلك في إطار خطته الدراسية التي تهدف لتشجيعهم على التفكير الإبداعي، يتوصل تريفور ماكيني إلى فكرة تقوم على إسداء المعروف للآخرين فإن أسداك أحدًا معروفا فعليك أن تسدي ثلاث أشخاص آخرين معروفًا أيضًا ويبدأ في تنفيذ الفكرة وهو الأمر الذي يؤدي لانتشارها بشكل أدى إلى تغيير حياة العديد من الأشخاص .

الأفكار الرئيسية :

. الفيلم لم ينتظر سوى دقائق ليبدأ في إستعراض ومناقشة العديد من القضايا، بداية من تشجيع الأطفال على التفكير الإبداعي وهو الشئ المفتقد حتى اليوم في أنظمة التعليم العربية الخاصة بنا، ومن ثم تحول إلى كيفية تطبيق فكرة إسداء المعروف خاصة وأن توقع الخير في الآخرين تبدو شائكة بعض الشيء بالنسبة للكثيرين وهذا الأمر ذكرني بقصة الثعبان الذي كان محتجزًا وسط النيران فقام شخصًا بمساعدته ولكن عندما فعل ذلك تعرض للعض، لذا أعاده إلى حيث كان ولكن سرعان ما عاد ليساعده من جديد فسأله أحدهم لماذا تفعل ذلك وقد عضك للتو فأخبره أن تلك هي طبيعته وأنا طبيعتي أن أساعد الآخرين وهذا الأمر لم يتغير لذا مهما كانت أحوال الدنيا سيئة والأشخاص كذلك لا تتوقف عن إسداء المعروف فربما ينتظرك أحدهم لإنقاذ حياته.

. الفيلم كذلك استعرض قضية العنف الأسري وسلط الضوء عليها بشكل مميز، فجعلنا نرى معاناة الطفل تريفور من العنف الأسري حتى وهو بعيد عن الأذى الجسدي الذي كانت تتعرض له والدته لكنه بالتأكيد وحتمًا تأثر نفسيًا كثيرًا بذلك ومن ثم جعلنا نرى ما قد يحدث حال لم يتوقف ذلك العنف الأسري وتطوره المخيف الذي قد يصل إلى تهديدات بالقتل والشروع في ذلك أيضا في بعض الحالات مثلما حدث ليوجين الذي أشعل به والده النيران.

. التحرش الجنسي بالأطفال والتنمر كذلك كانت قضايا حاضرة بهذا العمل، رغم أن القضية الأولى لم يتم استعراضها بشكل كبير ولكن يبقى مشهد واحد كفيل بدق جرس الإنذار بعقولنا بشأن حجم خطورة هذا الأمر، بينما حصلت قضية التنمر على مساحة أكبر واستعرض الفيلم العواقب الوخيمة لترك المتنمرين دون عقاب رادع والتي تمثلت في تعرض الشخصية الرئيسية للطعن بينما كان يدافع عن شخصًا يتعرض للتنمر والمؤسف في الأمر أننا لا نتحدث عن رجال بالغين بل عن أطفال لم تتجاوز أعمارهم الإثني عشر عامًا .

في الختام .. تُرى ما الفكرة التي تستطيع بها أن تصنع تغييرًا ملموسًا في العالم ؟!