قضايا التحرُّش هي واحدة من القضايا التي تشغل المُجتمعات منذ سنوات وبالأخص المجتمعات العربية، وبناء على ذلك منحت السينما لها الكثير وقدمت العديد من الأفلام التي تُناقش هذه القضيّة، ولكنها لم تُحقق النجاح الذي كان مُتوقع لها، ولم تُحدث أثرًا في المجتمع على إعتبار أن السينما هي أحد الوسائل المؤثرة في المجتمع .

 في عام 2010 قدمت السينما المصرية فيلمًا بعنوان 678

وناقشت فيه قضية التحرش وانتشاره بين جميع الطبقات والفئات المُجتمعية بغض النظر عن كونها طبقة فقيرة أم غنية، متحررة أم مُتذمته .

ورغم نجاح الفيلم الا أنه لاقى إنتقادات كثيرة، أهمها إتهام السينما بالفساد وأنه لا يتناسب مع ثقافاتنا العربية، في حين أنه لم ينقل إلا صورة واقعية لما كان يحدث .

وفي عام 2012 قدمت فتاة جامعية في الأدرن فيلمًا قصير تابع للسينما المستقلة بعنوان هذه خصوصيتي وقدمت فيه ظاهرة التحرش التي انتشرت في الجامعة الأردنية هذه الفترة، وهو من الأفلام التي أحدثت ضجة في المجتمع الأردني وخاصة داخل الحرم الجامعي، ولكن لم تسلم الفتاة من إيقاع اللوم عليها بأنها تُساعد على نشر هذه الظاهرة بتسليط الضوء عليها .

ومن أقوى الأفلام التي ناقشت هذه القضية كان فيلم pink 2016

وهو فيلم هندي يحكي عن 3 فتيات يتعرضن للتحرش والإعتداءات في ملهى ليلي، ولكن يقرر مُحامي الدفاع عنهم لقناعته بأنهم على حق طالما قالوا لا ورفضوا الإستسلام لهذا الشخص، بغض النظر عن أساليب حياتهم .

هُناك جانب من المجتمع الهندي لم يتقبل الفيلم، وكذلك عندما وصل إلى المُجتمع العربي لم يلقى إهتمام إلا من فئة قليلة .

الغريب أن رافضين هذه الأفلام هم فئة من النساء والرجال معًا، وليسوا فئة ذكورية فقط، ولم يُبرزوا أي مبررٍ واضح لهذا الهجوم سوى أن السينما هي السبب في إنتشار هذه الأفعال وأن السينما هي المُحرك الرئيسي للفساد إن لم تكُن هي السبب فيه .

في حين أنني أرى أن السينما لم تفعل شيئًا سوى مناقشة الواقع الذي نعيشُه كما هو، فإن كان به ما يُزعجنا فهو من أفعالنا أو أفعال المُحيطين بنا .

هل أنتم مع مناقشة السينما للتحرش بنقله بنفس الصورة الواقعية التي يحدُث بها أم أنكم من مؤيدي فشل هذه الطريقة ؟