رب صدفة خيرا من ألف ميعاد فهده المرة صدفة جمعت لي فيلمين من منبع واحد، وغاية متماثلة، المكان، جامعة أكسفورد، والبطلان شابان تجمع بينهما عبقرية فريدة، من قوّة الكلمة إلى دلالة الرقم، ومن عوالم الخيال إلى سراديب الرياضيات، استمعتُ بالسيرة الواقعية لللبيبين جون تولكين، وسيرنيفايا رمانوجان.

Tolkien

هل سبق لك أن سمعت بسلسلة الروايات الخيالية The hobbit أو The lord of kings ؟ والتي أسرت قلوب الملايين حول المعمورة، هذا الفيلم يحكي قصة النابغة والعقل الآسر الذي كان وراء تأليفها، قصّة عن الصداقة، الحبّ، الحرب، ومعزّة الأبناء، المكوّنات السحرية التي دفعت تولكين للكتابة، الفتى اليتيم المولع باللغات والخيال منذ نعومة أظافره يأخذك عبر حارات لندن، متجاوزا حدود البرجوازية والطبقية رغم فقره، ليضع بصمته بنباغته في القصّ والتأليف.

الأزياء، الشخصيات، الحوارات، كلّها تشغل حواسك وعواطفك للاندهاش بالقصة، أحيانا قليلة فقط تملّكني الضجر لطول بعض المشاهد، لكنّ الغالب أني أستطيع دون التفكير مرتين أن أمنح الفيلم 8/10

The man who knew infinity

في حين كان على تولكين تجاوز عقدة الفقر، كان على رمانوجان أن يتحرر من نظرة العنصرية والاحتقار ليبلغ مرامه، النظرة التي رافقته من الهند إلى انكلترا لم تستطع أن تكسر عزيمته، ولعه بالأرقام جعل كل المشقات تضمحل وتختفي، باحتمائه بجناحي أساتذته الذين آمنوا به ورغم الغربة عن الوطن والأهل، والمرض الذي سرى في رئتيه، كان مؤمنا ببلوغ هدفه، واقتناص إيمان نخبة أساتذة أكسفورد بعبقريته...

عاطفيا، أسرني الفيلم أكثر من سابقه، الانتقال من الهند إلى انكلترا الموسوم بتبدلّ الموسيقى كان نوستالجيا وحميميا، وأداء الممثلين باعتقادي كان أكثر واقعية واحترافا، لينال تقييم 8.5/10 في رأيي.

مشاهدة ممتعة ! منقول وبتصرف