أود الحديث اليوم عن فيلم هو في الواقع نقطة تحول في حياتي تجاه مفهومي حول النجاح وتحقيق الأحلام وبناء المستقبل والمجد.

يبدو لوهلة أنك أمام فيلم موسيقي لكن ما إن تستمر بالمشاهدة ستفهم أن الأفكار في الفيلم أكبر من مجرد موسيقى، تقع أحداثه في معهد أوركسترا والذي يُخرج أفضل الطلبة للمشاركة في الأوركسترا الوطنية، يأتي هنا أندرو وهو طالب في هذا المعهد يحاول إثارة انتباه الأستاذ فليتشر، الذي يقود الفرقة الأولى لهذا المعهد لكنه يكون خائف ومتردد، يجلس ساعات طويلة يتدرب على الطبول ليقتنص فرصته في الانضمام الى الفرقة التي يدربها فليتشر، لكن ما علينا علمه، ان فليتشر لا يؤمن بالتعزيز والتحفيز، هو يصرخ ويوبخ عازفيه ويكره العازف الجبان المتردد الغير واثق، ويقول اذا ما أردت شيء عليك أن تستحقه، فهناك غيرك يريده أيضاً.

يأتي اليوم الذي يختار أخيراً فليتشر الطالب أندرو ليتنافس مع عازفون أخرون لدور قارع الطبول وبعد ثماني ساعات من الاختبار القاسي والذي يعزف به الطلاب الثلاث حتى ينال منهم التعب فبعضهم ينسحب، يستحق أندرو القطعة الموسيقية وفي اليوم الموعود وبعد أيام من العمل الشاق يتعرض أندرو وهو في طريقه لمنصة الحفل لحادث سير يمنعه من الوصول، لكنه ينهض ويذهب إلى المنصة برأس دامي وما إن يسدل الستار ينظر فلتشر اليه ويطلب منه أن يعطي مكانه الى زميله لكنه يرفض، وفي النهاية يغمى عليه في بداية المقطوعة فيعطل على فليتشر كامل الحفل، بعدها يتوقف نهائياً عن العزف ويترك المعهد.

الفتى الطموح يُكسر ويتخلى عن حلمه العظيم ويستسلم إلى أن هذا المعلم وأساليبه ليست سوى محض هراء، ليقابله مجدداً في مقهى بعد أشهر من ذلك الحادث، ويتحدث معه فيخبره فليتشر أنه تم طرده من المعهد لأن بعض الطلاب قدموا شكوى لقساوة أساليبه في التدريس ويضحك، ومن ثم يقول "ليس هناك أكثر ضررا في اللغة الانجليزية من كلمة احسنت عمل جيد"، وهنا نعلم أن تحقيق النجاح والمجد يتم عبر الصراع والقتال من أجل حلمك وليس بالتحفيز والكلام الذي يسمعه الجميع كل يوم.

في نهاية الفيلم هناك مشهد ملحمي وبالتأكيد كيفكما كان وضع جلوسك ستقوم بتعديله على الفور، إنه المفاجأة العظيمة التي يحملها الفيلم، ولن أحرقها عليكم في حال وددتم مشاهدته.

تجد نفسك أمام سؤال مهم جداً خلف هذا الفيلم العظيم، ما هو الطريق لتحقيق المجد والنجاح؟ هل هو تحفيزك والتحايل عليك بتلك الكلمات التي نسمعها كل يوم مثل "عمل جيد، أحسنت، عظيم، استمر وستصل"

أم مواجهة الحقيقة المرّة التي تجعلك تعمل بجد وجد حتى تنزف يداك كما نزفت يد أندرو وهو يقرع الطبول، بعيداً عن المحايلة والطبطبة كما يقال؟